Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر October 14, 2020
A A A
ربيع بنات رئيسا للقومي: لمواجهة المحاصصة والفساد

انتخب المجلس الاعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي، ربيع بنات رئيسا للسلطة التنفيذية باجماع غالبية الاعضاء.

وألقى الرئيس المنتخب كلمة بالمناسبة، قال فيها: “إن المهمة الملقاة على عاتقنا، نحن الذين اعتنقنا العقل مذهبا، وحب البلاد دينا، وعرفنا العقيدة السورية القومية الاجتماعية وعيا، لهي مهمة جبارة تنسحق تحتها النفوس الضعيفة وتترصع معها النفوس العظيمة. فالخطر الذي تواجهه بلادنا اليوم، أشد قسوة من الشرور التي جاء بها اتفاق التقسيم سايكس بيكو قبل قرن كامل، من تمزيق لبلادنا ووحدتها الاجتماعية والسياسية والبيئية والزراعية. ولولا سايكس بيكو، لم يكن ممكنا أن يتحول وعد بلفور المشؤوم، بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين الحبيبة، إلى “صفقة قرن” يشترك فيها كل طغاة العالم، ويجاهر بها كيان العدو بإعلان يهودية الدولة العنصرية المستعمرة وبتواطىء عالمي لسلب أرضنا إلى غير رجعة”.

اضاف: “على هذا الأساس، نقف أمام التاريخ بمسؤولية الوعي الذي نحمل، والفكر الذي اتخذناه شعارا لبيوتنا ولعائلاتنا وأولادنا حين أقسمنا اليمين، ودفع رفاقنا لأجله الدم المقدس في فلسطين أولا، مع الشهيد حسين البنا في العام 1936، وفي بيروت مع البطل الأحمر خالد علوان، وفي الجنوب اللبناني مع عروسه سناء محيدلي، وفي السويداء واللاذقية ودمشق وحمص مع محمد عواد وأدونيس نصر وفيصل الأطرش، وغيرهم وغيرهم من النساك المؤمنين بالموت، متى كان موتهم طريقا لحياة بلادهم وحريتها”.

وتابع: “بعد 100 عام على التقسيم، تشن على بلادنا حروب متعددة بأدوات قديمة حديثة، أقساها حرب الحصار الاقتصادي والغذائي والطبي الجائر، واتجاه هذه الحرب واحد وهدفها مكشوف أمامنا نراه بوضوح الشمس: تجويعنا وتفكيكنا إلى جماعات تعتنق الهويات الضيقة للعشيرة والقبيلة والطائفة والمنطقة والتبعية للدين الزائف والفقه الزائف، فيسهل تطويعنا لنتنازل عن حقوقنا، حقوقنا بالأرض والبحر والثروات وحقوقنا بالموقف، فتمر الصفقة الشيطانية بصمت”.

وقال: “أخاطبكم اليوم، كرئيس للحزب السوري القومي الاجتماعي، من موقع المسؤولية الكبيرة التي وضعني أمامها الأمناء أعضاء المجلس الأعلى المنتخبين، وهذه المسؤولية والمهمة العظيمة لا يمكن أن تنجزها قيادة الحزب وحدها، من دون مواكبة ومثابرة منكم، فخطط الحزب في الأساس نابعة منكم، ومن الهدير الذي يعصف في قلوبكم وعقولكم، أنتم الذين صبرتم وصبرتم على كل المظالم وواجهتم باندفاع وقوة وتضحية كل المخاطر التي طالت بلادكم، وكنتم قدوة ومثالا عن النقاء والنضال القومي. باعتقادنا نحن، في الحزب السوري القومي الاجتماعي، قيادة وصفا حزبيا، أن عقيدتنا هي الكفيلة الوحيدة اليوم بإعادة الحياة إلى جسم الأمة والبلاد التي تفقد شبابها، وتعطيهم الأمل بقدرتهم على التغيير وعلى صناعة الإرادة الشعبية الكفيلة باستعادة الحقوق وتطوير حياة الشعب. فشعبنا يستحق أن ننتقل به من حياة القطعان البشرية الخاضعة للمصالح، إلى حياة المواطنة الحقة، في الدولة الوطنية المدنية. هناك، حيث يتساوى المواطنون بالحقوق والواجبات، ويكون المقياس مصالح الأمة وقضيتها الوطنية، لا التبعية للأجنبي”.

ودعا الى ان “نكون يدا واحدة وقلبا واحدا بوحدة هدف واتجاه نحو غاية الحزب، لنكون الخطة المعاكسة ضد كل المشاريع المعادية لنكون “خطة الانقاذ الصحيح”، خطة النهضة القومية الاجتماعية كما وصفها زعيمنا بـ”الخطة المعاكسة للخطة اليهودية” لاحتلال فلسطين بوعد توراتي مزعوم. ولكي نكون هذه القوة، لا بد لنا من ورشة عمل سريعة ودقيقة وواضحة في داخل حزبنا، لتطويره وتحديثه وتزويده بلغة دينامية عصرية جديدة على كافة المستويات، الإدارية والدستورية والاقتصادية والإعلامية والسياسية والاجتماعية والثقافية والعسكرية. نحن على مدى سنوات طويلة، كنا فيها نقدم أعز ما نملك في سبيل وحدة أمتنا، نعاني من جراح في داخل حزبنا نحملها معنا من صراعات وخلافات. أما الآن، ومنذ هذه اللحظة التي تشهد على ولادة متجددة لحزبنا العظيم، فلا مكان بيننا للفئويين والكيانيين والانتهازيين وأصحاب المنافع الشخصية، إنما الأبواب مفتوحة لكل قومي اجتماعي أدرك أن الإنتماء إلى الحزب، هو عمل نضالي أخلاقي يساوي وجوده”.

وقال: “كلنا مدعوون، كل سوري قومي اجتماعي، سورية قومية اجتماعية، يحمل في روحه بذور العقيدة، أن يعود إلى حزبه، إلى المؤسسة التي تضمن للعقيدة أن تكون حزبا فاعلا قويا، لا كتاب شعر في مكتبة ولا جماعة صغيرة منكفئة خجولة. أدعوكم باسم رفقائكم العاملين في الحزب، باسم دماء الشهداء، باسم الأمل الذي تزرعه فينا قوة سعاده، لغة ومنطقا وخطابا وشهادة. باسم آلام البلاد التي لا يتقن صناعة بلسمها غيرنا، أن تعودوا إلى مؤسستكم وتثقوا بها، وأن تنكبوا على العمل الحزبي المنظم، لكي تكون للحزب والأمة إرادة لا ترد”.

وأعلن بنات “ان قيادة الحزب تضع نصب عينيها تحقيق النقاط التالية في مهلة زمنية محددة على المستوى الداخلي:
1. إعادة دراسة دستور الحزب ونظامه الداخلي، وآليات انبثاق السلطة وفصل السلطات ومنح رتبة الأمانة بناء على معايير مقياسية، وتفعيل آليات الرقابة، بما يتناسب مع التطور العلمي والحاجة العملية لنشر دعوة الحزب وتنظيم صفوفه.
2. تنظيم ورشات عمل متخصصة لتحديث الهيكل الإداري للحزب، وتطوير كل قطاعات العمل الاقتصادي والمالي والإعلامي والتربوي والبيئي، تحضيرا للمؤتمر العام المقبل، فيحضره القوميون مزودين بالدراسات والخطط والمشاريع.
3. إجراء تقييم دوري وزمني مستمر ومراقبة سير العمل وحسن تطبيق الخطوات، من ضمن الخطة الإصلاحية، ومتابعة تنفيذها بمهنية واحتراف، وإجراء تقييمات عامة ودائمة لممثلي الحزب في الوظائف العامة”.

وتابع: “أما على صعيد دور الحزب في الأمة، فتنظر القيادة بثبات إلى تحقيق مجموعة من الأهداف:

1. لن يوفر الحزب جهدا في مواجهة كل أعداء الأمة أينما وجدوا، مواجهة متكاملة شاملة، محتلين ومطبعين وتسوويين، من الاحتلال الأميركي في العراق والحسكة والقامشلي، إلى الاحتلال التركي الذي يتمدد في إدلب وحلب والجزيرة، ويعبث في شمال لبنان، إلى الاحتلال الإسرائيلي الذي يربض على أرض فلسطين والجولان، ويهدد لبنان كل يوم في سمائه وأرضه ومائه ووحدته والأردن بتحويله إلى وطن بديل.
2. لن ينكفأ الحزب عن مواجهة العصابات التكفيرية الإرهابية بتنظيماتها العسكرية وخلاياها النائمة وفكرها الرجعي، والزمر التقسيمية أينما وجدت، من جبال كردستان وسنجار وحوض الفرات، إلى قلب لبنان المهدد بالتقسيم والفرز.
3. سيقدم الحزب كل الدعم لمؤسسات الدولة السورية الوطنية، التي صمدت رغم حرب السنوات العشر الأخيرة بتضحيات ودماء جنود وضباط الجيش العربي السوري ونسور الزوبعة وتشكيلات المقاومة الحية في الأمة، وتصمد اليوم أمام الضغوط الهادفة إلى إخضاعها للتخلي عن حقوق السوريين ووحدتهم.
4. العمل على مواجهة المحاصصة والفساد في النظام اللبناني الطائفي المولد للفساد، والسعي الحثيث لإقرار قانون انتخاب وطني مدني على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة خارج القيد الطائفي وضمان إقرار قانون الأحوال الشخصية المدنية، لكي ننقذ لبنان من شر المؤامرة التي تعصف به منذ عقود وانفجرت في العام الأخير انهيارا للدولة وللقطاع المصرفي القائم على اقتصاد وهمي، والحفاظ على وحدة لبنان ورفض أي هياكل تقسيمية والتمسك بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة. فلا بأس أن نكون طغاة على المفاسد، لأن قضيتنا ليست إلا قضية الحق والخير والجمال، كما يقول معلمنا سعاده، وكذلك الأمر، بالنضال من أجل حقوق الفلسطينيين المدنية والدفاع عن حق عودتهم إلى فلسطين، ورفض أي شكل من أشكال توطينهم في لبنان، أو استهداف المخيمات الفلسطينية.
5. العمل على إيجاد تكتل اقتصادي واسع بين كيانات الأمة، يعيد إليها قوتها لمواجهة الحصار وتفعيل قدراتها الانتاجية، في الزراعة والصناعة وكل قطاعات الانتاج الأخرى، وكذلك الدفع نحو بناء شبكة واسعة من المواصلات لربط البلاد، بالإضافة إلى الاهتمام بتحقيق السيادة الغذائية والدوائية، التي يستخدم غيابها الأعداء لإخضاع شعبنا وسلبه سيادته السياسية والجغرافية وسيطرته على موارده وثرواته، وكذلك إيلاء الشأن الكبير للمسائل البيئية والمخاطر الكبيرة التي يتركها التغير المناخي على بلادنا وتلوث مياهنا وفقدانها للكساء الأخضر وتهديدها بالجفاف والتصحر”.

وختم:”ايها القوميون الاجتماعيون، إن أزمنة مليئة بالصعاب تمر على الأمم الحية، فلا يكون لها خلاص منها إلا بالبطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة. إن زمان بلادنا عصيب جدا، لكنكم تملكون البطولة والعقيدة والشعب يراهن عليكم؟ أيها اللبنانيون، أيها العراقيون، أيها الأردنيون، أيها الفلسطينيون، أيها الكويتيون، أيها الشاميون، أيها السوريون أينما حللتم في الوطن الجريح المعذب، أو منتشرين في بقاع العالم وعيونكم وقلوبكم على بلادكم، إن الحزب السوري القومي الاجتماعي هو حزبكم، هو حزب الشام ولبنان وفلسطين والأردن والعراق والكويت، فانضووا فيه واعتنقوا عقيدته لأن فيها خلاص البلاد لتحيا سورية وليحيا سعاده”.