Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر July 16, 2016
A A A
رامز خازن… رفيق الدرب الصامت
الكاتب: طوني جبرايل فرنجيه - موقع المرده

13716215_10210552844518242_1105390595243174048_n

الاستاذ رامز كما كان يرغب ان نناديه دوما واحد من عمالقة الزمن القديم كان ظل الرئيس الراحل سليمان فرنجيه، ورفيق دربه السياسي الطويل منذ البداية حتى النهاية.
وكان الصوت الحر المدافع عن لبنان الحر الموحد من اذاعة عمشيت حتى اذاعة اهدن – اذاعة لبنان الحر الموحد – والوكالة اللبنانية الحرة وكان استاذ جميع المحررين والمندوبين والمذيعين الذين عملوا في الاذاعة والتلفزيون : ينصح، يرشد، يصحّح ويعلّم الى ان خلق جيلا اعلاميا زغرتاويا قلما عرفت زغرتا مثيلا له في السابق وربما لن تعرف مثيلا له ايضا في المستقبل.
في الندوات الصحفية الاسبوعية للرئيس فرنجيه كان الحاضر الدائم كما في اللقاءات الصحفية الاخرى على تنوعها وتعددها مواكبا بدقة ما يقوله الرئيس وان وجد ضرورة لملاحظة دوّنها على ورقة وناولها بكل خفر وادب للرئيس الذي كان يأخذ دوما بالنصيحة فيعدل في كلمة او جملة لتأتي في وقعها وموقعها المناسبين والدقيقين.
في لوزان وجنيف وتونس والرباط والقاهرة والامم المتحدة كما في الجبهة اللبنانية وجبهة الخلاص الوطني ومؤتمر البريستول والتكتلات السياسية الاخرى كان رفيق الدرب المخلص والامين والوفي والعامل بصمت قلما نجد مثيلا له اليوم في السياسة والاعلام.
محاميا ثم رئيسا لبلدية زغرتا – اهدن عمل باخلاص على خدمة البلدتين والاهالي، ثم مديرا عاما للاعلام محببا الى قلوب جميع الاعلاميين الذين لا يزال الاحباء يذكرونه بالخير، فمديرا عاما في القصر الجمهوري، شكل جسد وتواصل بين الرئيس فرنجيه وغالبية رؤساء الجمهورية في لبنان كما مع جبهة النضال الوطني وكمال جنبلاط ومع الرئيس صائب سلام وكامل الاسعد ومع جوزيف سكاف ونسيم مجدلاني وكتلة الوسط النيابية والاسماء تكثر ورامز خازن معروف من الجميع.
علّمنا في اذاعة اهدن صياغة الخبر الى جانب الاب يوسف يمين والاستاذ جوزيف بو هارون ولا زلنا نكتب وفق ما علمنا، الصدق والصراحة ونقول الحقيقة والحق، ولم نوارب ابدا.
يعرف الكثير وكان بودّه ان يكتب “مذكرات الرئيس فرنجيه” وعندما بدأنا بتجميع المواد وفق ما طلب الينا من ارشيف اذاعة اهدن، استأذننا بالذهاب الى باريس لازالة تورم بسيط وراء أذنه، فذهب وعاد وهو في غيبوبة استمرت حتى الرمق الاخير ما حال دون تحقيق امنيته في كتابة المذكرات.
على طاولة التحرير كان يروي لنا بين حين وآخر بعضا مما حصل معه وكيف ان الاتحاد السوفياتي العظيم اقدم على تغيير السفير سولداتوف بعدما هاجمته اذاعة عمشيت التي كان يشرف عليها، وعندما فاتحه الرئيس فرنجيه بالموضوع سائلا: ” على من اتكلت يا رامز في الهجوم على سولداتوف؟” فأجاب: ” على سيدة زغرتا وهي لم تخذلنا”.

رامز خازن رجل ليس كالرجال، صامت وعامل باندفاع للمصلحة العامة، معه يغيب مرة ثانية الرئيس سليمان فرنجية ولا يبقى لنا نحن رفاق الدرب الا ان نقول رحم الله الاستاذ رامز واعطانا القوة لنبقى نقول الكلمة الحق التي علمنا قولها دون خوف.