Beirut weather 18.54 ° C
تاريخ النشر January 22, 2024
A A A
ذروتها ظهر الغد… عاصفة مغناطيسية تجتاح الأرض وتؤثر على فئة من البشر
الكاتب: العربية.نت

يتوقع خبراء مختبر علم الفلك الشمسي التابع لمعهد بحوث الفضاء ومعهد الفيزياء الشمسية الأرضية التابع لأكاديمية العلوم الروسية أن تتعرض الأرض لعاصفة مغناطيسية جديدة يوم 23 يناير / كانون الثاني.

ووفقا لتوقعات الخبراء ستكون ذروة العاصفة المغناطيسية في الساعة السادسة صباح يوم الثلاثاء 23 يناير / كانون الثاني وفي الساعة 12 ظهرا من نفس اليوم، ولكنها ستكون ضعيفة من مستوى G1 (أعلى مستوى هو G5)، ومع ذلك يمكن أن تؤثر في الحالة الصحية للأشخاص الذين يتحسسون من تغيرات الطقس.

وتجدر الإشارة إلى أن خبراء المختبر أعلنوا في وقت سابق أن أقوى توهج في الدورة الشمسية الحالية حدث في ليلة 1 يناير / كانون الثاني 2024 ( X5.0 درجة، وهو ما يعادل تقريبا ضعف درجة التوهج X2.8 الذي حدث يوم 14 ديسمبر / كانون الأول عام 2023 والذي كان حتى ليلة الأول من يناير / كانون الثاني 2024 الأقوى.

ويذكر أن أقوى توهج للشمس (X8.2) سجل يوم 10 سبتمبر عام 2017.

وتعدّ العواصف المغناطيسية من الظواهر الفلكية المعقدة التي تثير فضول الكثيرين، لتدفع العديدين للتساؤل عن أسباب حدوثها وطبيعتها بالإضافة لأنواعها وتأثيرها على صحة الإنسان والتكنولوجيا، وكيف نحمي أنفسنا منها، وطرق التنبؤ بحدوثها، وأقوى عاصفة مغناطيسية تم تسجيلها في التاريخ.

 

وتنشأ “العواصف المغناطيسية” بسبب تأثير الرياح الشمسية على المجال المغناطيسي للأرض، وهي ليست بالحدث الاستثنائي أو الجديد فهي موجودة منذ القدم.

يحيط بكوكب الأرض غلاف غير مرئي يعرف بـ”الغلاف المغناطيسي”، والذي يحمي كوكبنا من الإشعاع الشمسي.

وعادة ما تكون قوة ضغط الرياح الشمسية وضغط الغلاف المغناطيسي للأرض متساويين، لكن هذا التوازن قد يختل عندما تزداد سرعة الرياح الشمسية، حيث تعتمد كثافة وسرعة هذه الرياح على نشاط البقع الشمسية، الأمر الذي يؤدي إلى تقلص حجم الغلاف المغناطيسي، وبالتالي يتغير حجم وكمية الأشعة التي تخترقه.

هذا التفاعل بين الرياح الشمسية والغلاف المغناطيسي للأرض هو ما يعرف بـ”العاصفة المغناطيسية”.

ما سبب حدوث العواصف المغناطيسية؟
أحد الأسباب الأكثر شيوعا للعواصف المغناطيسية هي التوهجات الشمسية على سطح الشمس، والتي تطلق كميات كبيرة من الطاقة والجسيمات المشحونة.

أما السبب الثاني، فيعرف بـ”الانبعاث الإكليلي”، وهي انبعاثات من الهالة الشمسية، أو بشكل أدق، من مناطق ذات درجات حرارة منخفضة، لتنطلق كميات هائلة من المواد والمجالات المغناطيسية والإشعاع الكهرومغناطيسي في الفضاء فوق سطح الشمس، حيث يتم طرح بلازما تتكون من البروتونات والإلكترونات، الأمر الذي يؤدي لإحداث اضطرابات في المجال المغناطيسي وهو ما يؤثر على كوكبنا.

يتم تحديد خطر العواصف المغناطيسية من خلال مستوى شدتها باستخدام مؤشر Dst.

حساب هذا المؤشر، يتم باستخدام أجهزة القياس المغناطيسية الموجودة في محطات على خط الاستواء المغناطيسي للأرض.

وتقدر العواصف المعتدلة من 50 إلى 100 نانو تسلا، والعواصف الشديدة من 100 إلى 200 نانو تسلا، والعواصف الأشد، بأكثر من 200 نانو تسلا، في الحالة العادية، يتراوح المقياس من 20 إلى 20 نانو تي.

5 مستويات
العواصف المغناطيسية البسيطة G1، ليس لها أي تأثير خاص على الشبكات الكهربائية وعمل الأجهزة الإلكترونية، وقد لا يشعر بها الناس أيضًا.

العواصف المغناطيسية المعتدلة G2، في بعض الحالات تسبب ضغطا على التيار الكهربائي وعلى حركة المركبات الفضائية والشفق القطبي.

العواصف المغناطيسية القوية G3، تؤثر بشكل مباشر على أنظمة الطاقة وتتسبب في انقطاع الملاحة عبر الأقمار الصناعية والاتصالات اللاسلكية، وفي هذه الحالة، يحدث الشفق القطبي بالقرب من خط الاستواء.

العواصف المغناطيسية الثقيلة G4، تتسبب بمشاكل في التحكم بالطاقة الكهربائية وأجهزة الحماية بالإضافة لإمكانية حدوث تيار كهربائي في أنابيب المياه وتدهور الملاحة عبر الأقمار الصناعية والاتصالات اللاسلكية.

عواصف مغناطيسية قوية للغاية G5، تتسبب بمشاكل واسعة النطاق في شبكة الكهرباء، مما تسبب في إغلاق كامل وأعطال خطيرة في تشغيل الأقمار الصناعية والاتصالات اللاسلكية، كما ويمكن أن يحدث الشفق القطبي في المناطق شبه الاستوائية.

مخاطرها على الصحة
أما عن تأثير تلك العواصف على صحة البشر، فقد تناولت “العربية.نت” من قبل ما حذرت منه خبيرة روسية من العواصف المغناطيسية التي تحدث على فترات متباعدة، مؤكدة أنها يمكن أن تسبب مشاكل صحية كبيرة.

وأضافت طبيبة الأمراض الباطنية، سافينتش آلييفا، بحسب ما نقلت عنها وسائل الإعلام الروسية، أنه “من الممكن أن تظهر خلال العاصفة المغناطيسية أعراض مثل الأرق والصداع والدوخة وعدم انتظام ضربات القلب وآلام في المفاصل”.

وأضافت أن البشر يتفاعلون بشكل مختلف مع هذه الظاهرة حيث يعاني البعض من النعاس، والبعض الآخر من اضطرابات نفسية وعاطفية، وقد يصابون بحالات من الذعر.

وأضافت أنه عند حدوث هذه الاضطرابات، يجب شرب المزيد من الماء النقي، مع مراعاة نظام النوم والراحة. بالإضافة إلى ذلك، لا ينصح بتناول الكثير من الأطعمة المالحة، لأنها تربك الجهاز العصبي.

ويمكن أن تؤثر العواصف المغناطيسية على العديد من جوانب حياتنا، ويولي العلماء اهتمامًا خاصًا بالأبحاث المتعلقة بتأثير العواصف المغناطيسية الأرضية على صحة الإنسان.

يعاني الأشخاص الذين يتأثرون بحال الطقس أكثر من غيرهم بهذه التغيرات، بالإضافة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلبية ومشاكل في الأوعية الدموية.

الأعراض الأكثر شيوعا:

الصداع

الأرق

حالة من الضعف

عدم انتظام دقات القلب

ارتفاع ضغط الدم

وقد يصاب الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية من إثارة مفرطة تزيد من سوء حالتهم النفسية.

 

 

كيف تحمي صحتك

يعتبر الصداع الشديد أكثر العلامات وضوحا لتأثير العواصف المغناطيسية على جسم الإنسان، ليتسبب في النهاية بصداع نصفي وأرق وحالة من الغثيان.

وينصح الأطباء بتناول المسكنات والمهدئات وأخذ قسط من النوم، ولتفادي هذه الحالة مستقبلا ينصح بالتقليل من النشاط البدني وتناول المهدئات والابتعاد عن الأشياء المزعجة.

 

 

توصيات لمرضى القلب والأوعية الدموية

أكثر من يتأثر من نتائج العواصف المغناطيسية هم الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب والأوعية الدموية، نظرا لتأثير هذه العواصف على عمل الدورة الدموية، وغالبا ما ينتهي بهم الأمر في المستشفى بسبب احتشاء عضلة القلب وتلف الأوعية الدموية في الدماغ وألم شديد في القلب وعدم انتظام دقات القلب.

 

لتلافي هذا الأمر ينصح الأطباء بـ:

 

السيطرة على ضغط الدم

الاستشارة الطبية حول نوعية الأدوية وكميتها في هذه الفترة

الاحتفاظ بالأدوية ومياه الشرب في مكان قريب

تجنب التوتر والمشاعر السلبية

الحد من الكحول والتدخين

الابتعاد عن الإجهاد العاطفي

أقوى عاصفة مغناطيسية في التاريخ

حدثت أقوى عاصفة مغناطيسية في التاريخ في عام 1859، في الأول والثاني من سبتمبر، وعرفت باسم “حدث كارينغتون”، متسببة بحدوث شفق قطبي.

ويعود سبب التسمية لعالم الفلك البريطاني ريتشارد كارينغتون، الذي كان مهتما بمراقبة الشمس، وفي عام 1859، شاهد كارينغتون خلال مراقبته للشمس بمنظار خاص، وميضا أبيض من بقعة شمسية.

وخلال يوم واحد بدأت مجموعة من الظواهر الغربية في جميع أنحاء العالم، حيث أضيئت سماء الليل بألوان زاهية وظهرت أضواء راقصة في نصف الكرة الشمالي حتى الجنوب.

بلغت شدة العاصفة 1022 كيلو جول من الطاقة، ليتطاير مليار كيلوغرام من الجسيمات الإلكترونية المشحونة، بسرعة كبيرة وصلت لـ3 آلاف كيلومتر في الثانية.