Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر November 3, 2017
A A A
«ذئب مانهاتن» طلب رفع علم داعش في غرفته بالمستشفى
الكاتب: أ ف ب

* «ذئب مانهاتن» طلب رفع علم داعش في غرفته بالمستشفى وأقرّ بتخطيطه لهجوم أكبر… لكنه «راضٍ عمّا فعله».

اعترف المهاجر الأوزبكستاني، الذي نفذ الثلاثاء الماضي أعنف هجوم في نيويورك منذ 16 عاماً، خلال التحقيقات، أنه تصرف باسم تنظيم «داعش» وأنه «راض» عما فعله، كاشفاً أنه خطط لشن هجوم منذ سنة على طريقة ما يعرف بـ «الذئاب المنفردة». وتبينت هذه التفاصيل بعد أن وجه المدعون الفيديراليون اتهامات بالإرهاب لسيف الله سايبوف (29 عاماً) الذي مثل في ما بعد أمام المحكمة على كرسي متحرك، لأنه مصاب في البطن بنيران الشرطة، وذلك بعد 24 ساعة على دهسه بشاحنة صغيرة حشداً من المارة وراكبي الدراجات الهوائية قبل أن يصطدم بحافلة مدرسية، متسبباً بسقوط 8 قتلى و11 جريحاً. وبدأ سايبوف التخطيط للهجوم منذ عام، وقرر قبل شهرين استخدام شاحنة لـ «قتل أكبر عدد ممكن من الناس» خلال احتفالات عيد هالوين، حسب بيان الاتهام الفيديرالي. وأخبر المحققين بأن «شعوراً جيداً انتابه» بعد تنفيذ الهجوم وأنه شعر بالرضى عمّا قام به.

* أراد قتل أكبر عدد من الناس وخطط لدهس مارة على جسر بروكلين.

وكشفت النيابة العامة في مانهاتن عن التهم، موضحة أنه تنازل عن حقوقه واعترف باستلهام الهجوم من دعاية تنظيم «داعش»، وأنه هتف «الله أكبر» لدى خروجه من شاحنة «البيك اب» المستأجرة بعد تنفيذه الاعتداء في مانهاتن. وأقر بأن خطته لم تكن تقتصر على ما أقدم عليه بالفعل، بل كانت تشمل أيضاً استخدام شاحنته لدهس المارة على جسر بروكلين. ونقل محققون عن سايبوف قوله إنه كان يعتزم وضع أعلام لـ«داعش» في مقدمة أو خلفية الشاحنة خلال تجوله فيها، لكنه تراجع عن تلك الفكرة خشية إثارة الانتباه قبل بدء التنفيذ.

* 90 تسجيل فيديو ترويجياً و4 آلاف صورة «داعشية» في هاتفَيْه.

وقال النائب العام بالانابة لمانهاتن جون-كيم إن «سايبوف ارتكب الهجوم تأييداً لتنظيم (الدولة الاسلامية)». ومثل سايبوف على كرسي متحرك أمام محكمة مانهاتن الفيديرالية حيث وجهت له التهم رسمياً، ولم يكن ملزماً الرد على التهم وأرسل لاحقاً الى سجن فيديرالي، في نيويورك على الارجح، وفق ما قاله ناطق باسم النيابة. واضاف كيم انه عثر بحوزة سايبوف على عدة سكاكين في كيس أسود، إضافة الى رخصة سوق صادرة من فلوريدا، وهاتفين خلويين يحتويان على أكثر من 90 تسجيل فيديو ترويجيا لـ«داعش»، إلى جانب قرابة أربعة آلاف صورة، معظمها على صلة بالتنظيم.

وأوضح أن المحتويات تظهر «بين أشياء أخرى، مقاتلي التنظيم يقتلون معتقلين دهساً بدبابة ويقطعون رؤوسهم ويطلقون النار عليهم في وجوههم».
وحسب اللائحة الاتهامية، فإن «سايبوف طلب تعليق راية التنظيم الإرهابي في غرفته في المستشفى وقال إنه راض عما فعله».
وتذكر لائحة الاتهام تهمتين: تقديم الدعم المادي وموارد إلى منظمة إرهابية أجنبية محددة، وممارسة العنف والتدمير بسيارات. ولم يتضح على الفور ما إذا سيتم توجيه تهم أخرى له. وقال كيم ان العقوبة القصوى لتهمة الدعم المادي هي السجن مدى الحياة، ويمكن أن تطلب النيابة العامة الفيديرالية أيضاً عقوبة الإعدام.
في الحي ذي الغالبية المسلمة حيث كان يسكن سايبوف مع زوجته وأطفاله لأكثر من عام بقليل في بلدة باترسون بنيوجرسي، عبر الأهالي عن الغضب كونه لطخ سمعة المهاجرين المكافحين في عملهم. وقالت مديرة مغسل للملابس قرب شقته المتواضعة «يجب أن يشنقوه!»، وأضافت «إذا جئت الى الولايات المتحدة فهو لكي تفعل شيئاً جيداً لا سيئاً».

من جهته، قال الضابط الكبير في الشرطة جون ميلر ان سايبوف «يبدو أنه اتبع بدقة التوجيهات التي كان نشرها تنظيم (داعش) عبر قنوات التواصل الاجتماعي في السابق كما والتعليمات لمبايعي التنظيم حول كيفية تنفيذ اعتداء كهذا».

وقال حاكم نيويورك اندرو كومو ان سايبوف جنح الى التطرف بعد انتقاله الى الولايات المتحدة، وهو ليس مواطناً أميركيا إنما مقيم دائم بصورة قانونية.

* ترامب يشدد على ضرورة إعدامه ووقف يانصيب الـ «غرين كارد».

وعلى هذه الخلفية، توعد الرئيس دونالد ترامب بتشديد إجراءات برنامج تأشيرات قال انه سمح لسايبوف بالهجرة الى الولايات المتحدة في 2010، مضيفاً انه «سيفكر بالتأكيد» في إرسال المشتبه به الى معتقل غوانتانامو قبل أن يدعو الى اعدامه. وبعدما وصف سايبوف بـ «الحيوان»، قال الرئيس إنه «سيباشر عملية انهاء» برنامج يانصيب الاقامة الدائمة (غرين كارد) الذي سمح لمنفذ الهجوم بدخول الاراضي الاميركية. وأضاف «علينا أن نفعل الصواب لحماية المواطنين، علينا التخلص من برنامج اليانصيب هذا بأسرع وقت ممكن». ولاحقاً، قال ترامب إن المهاجم «يجب أن يُحكم عليه بالاعدام».

ورغم أنه لم يتضح بعد ما إذا كان سايبوف تصرف بمفرده، إلا أن حاكم نيويورك أمر بتعزيز الاجراءات الامنية في المطارات والانفاق ومحطة بن، التي وصفها بأنها أكثر محطات القطارات ازدحاماً في نصف الكرة الارضية.

وأعلنت السلطات أنها تحقق مع أوزبكي ثان يدعى محمد زوار قديرف (32 عاماً)، كانت تبحث عنه في اطار التحقيق، من دون تقديم تفاصيل اضافية.

وفي مانهاتن، تعهد مسؤولو المدينة المضي قدماً بالماراثون السنوي المقرر الاحد المقبل، فيما أعلنت الشرطة أن الحدث الذي يجذب أكثر من 50 ألف عداء و2,5 مليون متفرج سيحظى بأكبر تدابير أمنية على الإطلاق.
يشار إلى أن سايبوف هو رابع أوزبكي متورط في هجمات أوقعت قتلى في اقل من عام، بعد هجمات في كل من اسطنبول وسان بطرسبورغ وستوكهولم.
*

وقفة احتجاجية تنديداً بالإرهاب وتضامناً مع الضحايا في موقع الهجوم الإرهابي في مانهاتن (رويترز)