Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر November 2, 2017
A A A
«ذئب» أوزبكي نَشَرَ الرعب «الداعشي» في مانهاتن
الكاتب: وكالات

سقط ثمانية قتلى و11 جريحاً في هجوم دهس إرهابي نفذه أوزبكي متطرف، قاد شاحنة صغيرة مستهدفاً ركاب دراجات هوائية ومارة في مانهاتن بمدينة نيويورك، في أول اعتداء يسفر عن قتلى في المدينة منذ هجمات 11 ايلول 2001، ويسلط الضوء من جديد على خطر إرهاب ما يُعرف بـ«الذئاب المنفردة».
ومن بين القتلى الثمانية خمسة أرجنتينيين وبلجيكية، وفقاً لما أعلنت سلطات الدولتين اللتين ينتمي إليهما الضحايا في بوينوس آيرس وبروكسيل.

ووصف رئيس بلدية نيويورك الديموقراطي بيل دي بلازيو الهجوم الذي وقع يوم عيد هالوين بأنه «عمل ارهابي جبان»، فيما تحدث الرئيس دونالد ترامب عن تنظيم «داعش» وأمر بتعزيز إجراءات مراقبة الأجانب الذين يدخلون الولايات المتحدة. وقال إن منفذ الهجوم «مريض جداً… ومختل عقلياً»، مضيفاً إن الولايات المتحدة «يجب ألا تسمح لتنظيم (الدولة الاسلامية)… بالعودة الى البلاد أو دخولها بعد هزيمتها»، في إشارة إلى الهزائم المتلاحقة للتنظيم في سورية والعراق. وخلال تفقده موقع الهجوم في جنوب غربي مانهاتن في مكان غير بعيد عن النصب الذي شيد لضحايا اعتداءات 11 ايلول 2001، قال رئيس البلدية «انه يوم عصيب جداً على نيويورك»، وطلب من سكان المدينة توخي اليقظة أكثر من العادة والإبلاغ عن أي أمر مريب.

من جهته، قال حاكم ولاية نيويورك الديموقراطي اندرو كومو «نعرف منذ ايلول 2001 اننا مستهدفون… لكننا سنعيش حياتنا ولن نسمح للإرهاب بالتغلب علينا». وأعلن عن إجراءات أمنية معززة في العاصمة المالية الأميركية التي تجذب أعداداً كبيرة من السياح، في حين دعت الشرطة أي شخص لديه صور أو تسجيلات فيديو للهجوم إلى تسليمها.

المنفذ
ومع تقدم التحقيق، أعلن كيومو لاحقاً أن منفذ الاعتداء كان على صلة بتنظيم «داعش» واعتنق التطرف في الولايات المتحدة.
وقال الحاكم لمحطة «سي ان ان» إن الرجل البالغ من العمر 29 عاماً إسمه سيف الله سايبوف هو «جبان منحرف وكان على صلة بتنظيم (الدولة الاسلامية) وتطرّف» في الولايات المتحدة.
ووصفه كيومو بأنه «نموذج للذئب المنفرد»، موضحاً أنه «بعد وصوله إلى الولايات المتحدة بدأ بالتعرف على تنظيم (الدولة الإسلامية) والإسلام المتطرف»، وأنه لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى أنه لم يتصرف بمفرده أو أن ما قام به كان جزءا من عملية لا تزال جارية أو من خطط هجمات أخرى.
وفي وقت سابق، كشفت وسائل إعلام أميركية الهوية الكاملة لمنفذ الهجوم، مشيرة إلى أنه أوزبكي يدعى سيف الله حبيب اللهفيتش سايبوف (Sayfullo Habibullaevic Saipov)، عمره 29 عاماً، وصل إلى الولايات المتحدة في 2010. واضافت انه من سكان نيو جيرسي (شرق) التي تم استئجار الشاحنة الصغيرة فيها، وهو يملك تصريحاً بالاقامة الدائمة (بطاقة خضراء/‏‏ Green card) ويعمل سائقاً لدى «أوبر»، حسب صحيفة «نيويورك تايمز» التي أوضحت أنه كان «مراقباً» من قبل الأمن، وأن لديه سوابق إجرامية، لكن أغلب سجله يتضمن مخالفات مرورية.
واتضح من بطاقة هويته أنه من سكان مدينة تامبا بولاية فلوريدا في الأصل، وأنه انتقل حديثاً للعيش في مدينة باترسون بمقاطعة باسيك، في ولاية نيوجرسي.
وأعلنت الشرطة أنه أصيب بالرصاص في البطن وأدخل المستشفى حيث خضع لعملية جراحية، لكن حياته ليست في خطر.
وفيما أفادت تقارير أنه هتف «الله أكبر» عند خروجه من الآلية، أوضحت شبكة «سي إن إن» الإخبارية أن سايبوف ترك قصاصة داخل الشاحنة المستخدمة في عملية الدهس، تشير إلى أنه نفذ الهجوم باسم تنظيم «داعش».
وبعد الكشف عن جنسية المنفذ، سارعت أوزبكستان، على لسان رئيسها شوكت ميرزيوييف، إلى إعلان استعدادها للتعاون «بكل الوسائل التي تملكها» في التحقيق بالجريمة.
*

منفذ الهجوم لدى نزوله من الشاحنة شاهراً مسدس ضغط

تفاصيل الهجوم
ووقع الهجوم بعيد الساعة الثالثة بعد ظهر أول من أمس (نحو العاشرة ليلاً بتوقيت الكويت) على جادة «هيوستن ستريت» الرئيسية التي تمتد على طول نهر هيوستن، وكانت مكتظة في يوم المشمس بمتنزهين ومتسوّقين كانوا يستعدون لقضاء عيد هالوين.
وكان كثيرون يرتدون ملابس التنكر للاحتفال بعيد هالوين والمشاركة في العرض الكبير الذي يجري كل سنة في منطقة غرينيتش فيليدج. وجرى هذا العرض في وقت لاحق، لكن وسط إجراءات أمنية مشددة.
وبدأ المهاجم عمليته باجتياح الطريق المخصصة للدراجات الهوائية وممر النزهات اللذين يمتدان لنحو كيلومتر على طول نهر هادسن جنوباً، ودهس في طريقه المارة وراكبي الدراجات قبل أن يصطدم بحافلة مدرسية ويضطر للتوقف، حسب ما أعلن قائد الشرطة جيمس اونيل.
وبعد توقف شاحنته، خرج السائق شاهراً مسدساً يعمل بالضغط الهوائي وبندقية كرات الطلاء، لكن شرطياً بزي رسمي تصدى له وأطلق عليه الرصاص في البطن فجرحه ومن ثم اعتقله.

الضحايا
وتبيّن أن الأرجنتينيين الخمسة الذين قتلوا جاؤوا من روزاريو بوسط الارجنتين «للاحتفال بمرور ثلاثين عاماً على انتهاء دراستهم»، كما ورد في بيان رسمي صدر في بوينوس آيرس.
أما السيدة البلجيكية التي قتلت فهي من روزلاري (غرب منطقة فلاندرز) وكانت تزور نيويورك برفقة شقيقتها ووالدتها.
وتحدث رجال الإطفال عن أحد عشر جريحاً يعالجون في مستشفيات، حالاتهم «خطيرة» لكنها ليست «حرجة»، من بينهم ثلاثة بلجيكيين وأرجنتيني.
*

الشاحنة الصغيرة التي استخدمت في هجوم مانهاتن (ا ف ب)