Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر December 22, 2019
A A A
دياب ينهي المشاورات ويصرّ على حكومة «مستقلين» من 20 وزيراً
الكاتب: الأنباء

استكمل الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية حسان دياب استشاراته غير الملزمة للنواب امس وسط اجواء هادئة شارعيا وفي الساحات خلال فترة قبل الظهر، خصوصا بعد انشغال الحراك الشعبي بالحشد على المؤسسات الرسمية كالمرفأ والكهرباء مع ظهور وجهتي نظر بين الحراكيين، فريق يرى اعطاء الرئيس المكلف فرصة حتى التأليف وإعداد البيان الوزاري، وآخر حكم على دياب بـ«التبعية» و«الفساد». ونظم تظاهرة رافضة على مشارف مجلس النواب.

وأقفلت المشاورات على عدة مطالب من النواب والكتل التي جرت استشارتها تنوعت بين حكومة انقاذ وحكومة مصغرة وحكومة «تكنو-سياسية»، لكنه أكد نيته تشكيل حكومة مستقلين.

وقال في كلمة له ان “لقاءاتي مع القوى السياسية كانت جيدة وإيجابية”، لكنه حذر من ان لبنان في العناية الفائقة ويحتاج إلى كل الجهود من كل القوى السياسية، وان البلاد تحتاج إلى حكومة اختصاصيين ومستقلين.

واضاف انه يوافق على كل ما يطلبه الحراك من حكومة مستقلين والعمل على الملفات الملحة التي تؤثر على حياة المواطنين. وأعلن أنها ستكون مصغرة من «حوالي ٢٠ وزيرا زائد ناقص».

وتابع انه لن يعتذر عن عدم تشكيل الحكومة وسيجتمع مع ممثلين من الحراك اعتبارا من اليوم وان تشكيل الحكومة لن يطول.

وقبل ذلك قالت النائب ​بولا يعقوبيان​، بعد لقائها دياب​، أنها سمعت منه إصرارا على أن تكون الحكومة المقبلة من المستقلين بشكل كامل، لافتة إلى أن صيغة التكنو سياسية غير واردة بالنسبة إليه.

وأشارت يعقوبيان إلى أن دياب سيعتذر إذا كان هناك إصرار من الأحزاب على صيغة تكنو سياسية، مؤكدة أن دياب يريد حكومة مصغرة من 18 وزيرا مستقلا عن أحزاب السلطة يؤلفها بنفسه، لكنها سألت: «هل سيسمحوا له بذلك؟»، مشددة على أن العبرة في التنفيذ.

ولفتت مقاطعة كتلة اللقاء الديموقراطي برئاسة تيمور جنبلاط، وأصدرت بيانا وفيه ان المعنيين بالشأن الحكومي يقاربون الأمور بالطرق التقليدية التي لا ترقى الى مستوى التحديات ولا تأخذ بعين الاعتبار حجم الانقسامات الخطيرة. مع قناعتنا بإننا امام مسرحية لن تؤدي سوى إلى فشل جديد.

وغرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بعد لقائه الموفد الاميركي ديفيد هيل قائلا: أيا كانت الملاحظات على الطريقة او المسار الذي ادى الى تكليف حسان دياب فإن الاهم هو الحفاظ على الطابع السلمي للاعتراض بعيدا عن العنف وقطع الطرقات.

الرئيس المكلف استهل مشاوراته مع رئيس المجلس نبيه بري في القاعة المخصصة لاستقبال النواب. وقال بيان عن رئيس المجلس انه بحث مع المكلف ماهية وعود وتوزع الحقائب مع التأكيد على برنامج الحكومة لجهة محاربة الفساد والنهوض الاقتصادي والمالي، على ان تلحظ بتشكيلها لم الشمل وتمثيل جميع الشرائح البرلمانية بدءا من الحراك الشعبي والمستقبل والاشتراكي والقوات اللبنانية (حكومة وحدة وطنية).

بعده وصل الرئيس سعد الحريري الذي قال بعد اللقاء لكل الحق بالتعبير عن مشاعره، ونحن يوم استشهاد رفيق الحريري لم نرم حجرا على احد، ونحن اولاد رفيق الحريري تعلمنا على طريقه وسنكمل بهذا الاسلوب، فالجيش جيشنا وجيش كل اللبنانيين ومثله قوى الامن الداخلي.

بدوره، الرئيس تمام سلام قال بعد لقاء الرئيس المكلف: مطلبي هو مطلب كل اللبنانيين، وهو وقف التدهور وسوء الممارسة وسوء الإدارة وقيام حكومة تستطيع ان تكون على مستوى ما يتمناه المخلصون. وأضاف ردا على سؤال: انا لن اعرقل تشكيل الحكومة.

ونائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي دعا لحكومة مصغرة ولحوار مع الحريري. وقال ان ارادة المجتمع الدولي لمصلحة الغد الأفضل للبنان حال تشكيل الحكومة بأسرع وقت ودون عقبات. وتحدث باسم كتلة التنمية والتحرير بعد اللقاء النائب انور الخليل الذي طالب بحكومة طوارئ انقاذية من الازمة الاقتصادية والمالية والمصرفية.

اما كتلة المستقبل التي غابت عنها النائب بهية الحريري فقد تحدث باسمها النائب سمير الجسر، الذي قال: ابلغنا الرئيس المكلف قرار تيار المستقبل عدم المشاركة في الحكومة، لا بطريقة مباشرة ولا بطريقة غير مباشرة. لكنها كتلة الوفاء للمقاومة التي تحدث باسمها النائب محمد رعد الذي قال ان الحكومة لن تكون حكومة مواجهة ولا حكومة تحد لأحد ولا حكومة لون واحد. حكومة لتوفير الأمن والاستقرار للمواطنين ولا احد يلوي ذراع اللبنانيين.

وكان الشارع البيروتي استقبل تكليف حسان دياب بنثر الحجارة، بدلا من الورود والرياحين، وذهبت «فشة خلق» الغاضبين باتجاه قوات الجيش والأمن الداخلي التي تصرفت بأعلى درجات الحكمة والانضباط، بحيث لم تتجاوز في ردود فعلها على الحجارة التي رشقت بها، والمرفقعات التي اطلقت باتجاهها، حد الرد على الحجر بالحجر نفسه، والقنابل المسيلة للدموع.

منشأ الاحتجاج، تكليف شخصية سنية لتشكيل الحكومة من اختيار تحالف الثنائي الشيعي، اي حزب الله مع حركة امل، مع التيار الوطني الحر. رغم تأكيد دياب استقلاليته ونفيه صحة ما يقال عن انه سيشكل حكومة حزب الله، ورغم نداءات الرئيس سعد الحريري الى المتظاهرين الغاضبين في الطريق الجديدة وكورنيش المزرعة، بفتح الطرق، بحيث بدا جليا، ورغم بعض الهتافات الحريرية ان غضب البيروتيين ناجم عن الشعور بالمهانة من طريقة وخلفية اختيار دياب، بغياب الاوزان الاسلامية السنية.

وما أجج غضب الشارع الاسلامي (السني خصوصا) القناعة المسندة الى تجربة حسان دياب كوزير للتربية والتعليم العالي حيث تبلورت ظلال علاقاته الحزبية من خلال مستشاريه في الوزارة.