Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر December 12, 2019
A A A
دوما في التوقيت غير المناسب
الكاتب: روسيا اليوم

تحت العنوان أعلاه، كتب فاسيلي روباك في “بوليت رو” حول زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف للولايات المتحدة الأميركية، ولقائه بالرئيس الأميركي، دونالد ترامب.

وجاء في المقال: “في الولايات المتحدة، التقى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بالرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وبوزير الخارجية، مايكل بومبيو، حيث نوقشت قضايا سوريا، وأوكرانيا، ونزع السلاح، والتدخل في الانتخابات. ووفقا للوزير الروسي، فقد عقدت المباحثات في جو من التفاهم المتبادل، بينما لا يزال الطرفان يختلفان حول القضايا الرئيسية. وتأتي الزيارة على خلفية غضب في المجتمع الأميركي من الزيارة، وخاصة في مثل هذا التوقيت غير المناسب.

عقد لافروف اجتماعين، أولهما مع وزير الخارجية بومبيو، ثم مع الرئيس ترامب بحضور بومبيو. وأقر لافروف بأن العلاقات الثنائية بين موسكو وواشنطن “معقدة بالطبع”، و”ليس سرا أن لدى الطرفين وجهات نظر مختلفة حول بعض القضايا، ومن السذاجة الاعتقاد بإمكانية تحقيق تفاهم متبادل حول القضايا الرئيسية بين عشية وضحاها”، لكن الوزير الروسي تابع: “هنا جوهر الدبلوماسية في البحث عن حلول، دون المساس بالمصالح الأساسية لكل من الطرفين، وتجنب الصراعات، وعلى العكس من ذلك، تعزيز التفاعل الثنائي البناء”.

وكان المحقق الخاص، روبرت مولر، قد حقق في مزاعم المؤامرة بين ترامب وروسيا، وما يسمى بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، ولم يتمكن من إثبات أي من التهم الموجهة للرئيس الأميركي، لكن الأجهزة الاستخباراتية الأميركية تعتقد أن روسيا أيضا كانت تبث أخبارا مضللة على شبكات التواصل الاجتماعي، بغرض المساعدة في انتخاب دونالد ترامب.

وفي المؤتمر الصحفي الأخير، كرر الأميركيون نفس الادعاءات من جديد، وحذروا الوزير من تكرار المحاولة، وقد نفى الوزير بدوره هذه المزاعم، ووصفها بأنها لا تستند إلى أي أساس: “إن جميع التكهنات بتدخلنا المزعوم في أي عمليات داخل الولايات المتحدة الأميركية، لا أساس لها من الصحة، فلم نر أي حقائق تؤكد هذه المزاعم. ولم يواجهنا أحد بها، لأنها ببساطة غير موجودة”. وتابع الوزير أن موجة من الشكوك اجتاحت واشنطن، وأن موسكو على استعداد لنشر كافة المراسلات التي تبادلتها روسيا مع الولايات المتحدة الأميركية عبر قناة اتصال “مغلقة” ما بين أعوام 2016 و2017.

وكانت روسيا قد حاولت لقاء ترامب لأكثر من عام، حيث كانت المرة الأخيرة التي التقى فيها مسؤول روسي به في مايو 2017، مباشرة عقب طرد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، جيمس كومي. وحظيت الزيارة آنذاك تحديدا بغضب الرأي العام الأميركي. اليوم علق، ستيفن بيشلوس، الذي يكتب لـ “نيويورك تايمز” و”نيويوركر” و”نيوريبابليك” على الزيارة: “في هذا التوقيت بالذات، وبينما يستعد مجلس النواب لجمع التهم لعزل ترامب، ردا على ابتزازه حليفا للولايات المتحدة الأميركية، أوكرانيا المستقلة! بعدم منحها سلاحا في حربها. والآن وبعد جولة من الابتزاز، ها هو ترامب يستقبل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف. يا لها من جرأة”.

لقد أصبحت العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا مادة أساسية في التحقيقات التي يمكن أن تؤدي إلى عزل ترامب، فالرئيس الأميركي متهم بتعليق المساعدة العسكرية إلى أوكرانيا مقابل إجبار الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، على إجراء تحقيق ضد منافس ترامب السياسي، نائب الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، خصم ترامب المحتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة 2020، وابنه هانتر بايدن.

وفي مؤتمر صحفي، سئل وزير الخارجية الروسي حول ما إذا كانت زيارته تأتي من قبيل الصدفة، في نفس اليوم الذي أعلن فيه الديمقراطيون اتهامهم للرئيس ترامب لعزله، وفي نفس الأسبوع الذي ينظر فيه قانون العقوبات الأمريكية على روسيا، فكان رد الوزير الروسي: “يبدو لي أنه بغض النظر عن اليوم الذي تختاره عند وصولك إلى واشنطن، فإنك دوما سوف تصادف إما عقوبات، أو عزل، أو شيء آخر”.

وكان الديمقراطيون في مجلس النواب الأميركي قد وجهوا، قبل ساعات قليلة من اجتماع لافروف وترامب في البيت الأبيض، تهمتين ضد دونالد ترامب هما إساءة استغلال منصبه، وإعاقة عمل الكونغرس. وقد تتسع قائمة مواد الادعاء، حيث لم يقرر معارضو الرئيس بعد ما إذا كانت قائمة الدعاوى المرفوعة ضد الرئيس سوف تشمل تهما بمحاولة التآمر مع دولة أجنبية للتدخل في الانتخابات الأميركية أم لا”.