Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر April 9, 2017
A A A
دور شادي المولوي في مجموعة أبو عمر
الكاتب: كلادس صعب - الديار

التحقيقات مع أبو العز ستظهر دور شادي المولوي في مجموعة أبو عمر
*

منذ ما قبل الحرب الاهلية وطرابلس تعيش انقلابات في عملية السيطرة على احيائها تحت عناوين مختلفة لكن جذورها كانت دائماً وليدة  الفقر والحرمان وغياب الخدمات من قبل الدولة وقيادات «الفيحاء» على مختلف مشاربها وهو الذي جعل ابناء هذه المنطقة ينحرون في ساحاتها وازقتها مرات عديدة.

ولا بد هنا من العودة الى ما قبل بداية الحرب الاهلية حين ظهرت حركة «دولة المطلوبين» التي يختلف الكثيرون حول تصنيف اعمالها والتي كان يرأسها محمد القدور فمنهم من يروي انها كانت تسرق الاغنياء والدولة وتوزع على الفقراء من ابناء المدينة وكان مركز ثقلها في الاسواق القديمة في حين يؤكد البعض الاخر ان افرادها مجرد خارجين عن القانون لكن هذه الدولة انهارت قبل احتفالها بالذكرى السنوية لتأسيسها.

«دولة المطلوبين» لاقت تعاطفاً من العديد من الطرابلسيين ومن ضمنهم والد الاشقاء الخمسة من آل منصور وهو الذي كان لديه نزعة باتجاه فكر مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي انطون سعاده وهم من ابناء بلدة ببنين وسكن في التبانة لكن ما قام به ابناؤه يعاكس الفكر الذي حمله سعاده لحين اعدامه حيث اتجه بهم المنحى الى الفكر الارهابي التكفيري الذي كان رائدهم وملهمهم اسامة منصور المعروف بـ«ابو عمر» وهو العنصر السابق في الجيش اللبناني.

اسامة منصور الذي بدأ نشاطه في الارهاب والقتل مع بداية الاحداث في سوريا اوقف عدة مرات ولكن يوم 9-4-2015 كان نهاية مسيرة «ابو عمر» امير «النصرة» في الشمال بعدما روع العديد من الطرابلسيين وحتى البعض من الذين انضموا الى مجموعته فقد كانت اعترافتهم تشير الى التهديدات التي كان يوجهها اليهم في حال عدم تنفيذ اوامره.

اثر مقتل اسامة اختفى شقيقه جلال الذي يعتبر وريثه في مخيم البداوي وهو الذي عقد قرانه على فتاة من آل القواص في حين بقي شقيقاه وسيم وامير في المنطقة لكن الاخير وصلت اليه عدوى الشقيق اسامة ولو لم تكن بالمستوى نفسه من الخطورة ولم يستطع الهروب منها حيث يقضي في سجن رومية محكوميته  احداها اصدرتها المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم بتهمة الانتماء الى تنظيم ارهابي وحيازة صواريخ ومحاولة قتل عناصر الجيش حيث نال عقوبة خمس سنوات بعدما نفى شاهدين رؤية الاخير في مكان حدوث اطلاق النار على احد الباصات التي تقل عناصر الجيش وقد نفى آنذاك امير معرفته بمكان وجود جلال.

جلال او «ابو العز» لم تدم اقامته طويلاً في مخيم البداوي وهو الذي اشتهر بالمشاركة في معارك جبل محسن وباب التبانة ولم يجاهر بعمله الارهابي الى جانب اسامة ولكن السؤال الذي يطرح : لماذا لم يرافق شادي المولوي عندما هرب الى مخيم عين الحلوة بعدما اطلقت عناصر الجيش النار باتجاه سيارة الرينو رابيد التي كان يستقلها.

تبقى الاسئلة التي ما زالت تطرح عن دور شادي المولوي وجلال في مجموعة اسامة رهن ما سيخرج من التحقيقات مع «ابو العز» لا سيما ان الاموال ما زالت تتدفق عبر الحدود اللبنانية – السورية والبعض الاخر عبر مكاتب التحويل وهذا ما رصدته الاجهزة الامنية لناحية من حيث ضخ المال حيث ان  الاستراتيجية الجديدة التي تحتاج الى مراقبة شديدة كون ضبط المال لا يستطيع كشف وجهة استعمالها او الجهة التي ستنتقل اليها.