Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر February 13, 2018
A A A
دورا انطون لموقع “المرده”: اهمال الصحة النفسية للطفل يهدد مسيرته
الكاتب: ريتا الدويهي - موقع المرده
27994504_10160584967615725_184856455_n
<
>

“اهمال الصحة الجسدية امر خطير، اما اهمال الصحة النفسية فيعدّ أكثر خطورة خصوصا في السنوات الاولى لتكوين شخصية الطفل، لذا من الضروري ان تلمّ الأسرة بالأساليب التربوية الصحية التي تنمي شخصية الولد وتجعل منه شابا واثقا من نفسه، وذو شخصية فاعلة في المجتمع”.
وفي حديث خاص لموقع “المرده” اشارت الاخصائية في علم النفس التربوي الانسة دورا انطون الى ان “الاسرة هي المؤسسة الاولى التي يحظى الولد من خلالها بالتربية، وبعدها تأتي المدرسة التي يلتحق بها لتكمل التربية الاسريّة، ولكن للاسف يعتمد بعض الاهالي اساليبب خاطئة للتربية بسبب جهل احد الوالدين او لاتباع اسلوب اجدادنا دون ادراك الاثار السلبية التي تخلفها، ومن هذه الاساليب:
-التسلط والسيطرة: يتحكم الاهل بنشاط الولد ويمنع من تحقيق رغباته ان كانت جيدة او غير جيدة، ويجبر احيانا على القيام بواجبات تفوق قدراته من خلال استخدام العنف او الضرب او الحرمان، ما يؤدي الى تكوين شخصية قلقة، غير واثقة ويفقد القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة.
-الاهمال: يتمثل بعدم تشجيعه عند القيام بسلوك جيد، وعدم المحاسبة عند القيام بسلوك سيء، وايضا عندما ينهمك الاب بالعمل خارجاً، والام تنشغل في الزيارات او الحفلات وتمضي معظم وقتها على مواقع التواصل، ما ينعكس سلبا على نموه النفسي خصوصا في السنوات الاولى من حياته.
-الصرامة والقسوة: من اكثر الاساليب خطورة، اذ ان استعمال العنف يفاقم المشكلة ويمنعه من تكوين شخصية مستقلة والتعبير عن نفسه لذا يجب الاعتماد على الاعتدال والتوازن.
-الدلال الزائد والتسامح: لا يقل خطورة عن القساوة والصرامة، و ذلك عبر التساهل بسبب الضعف العاطفي، فيعتبر الولد ان لا شيء ممنوع، حينئذ لا يتقيد بالضوابط.
-اختلاف الرأي بين الاب والام: يسبب الضياع للولد ويستغل أهله.
– عدم العدل بين الاخوة: التمييز بين الاخوة او بين الذكور والاناث يولد الغيرة بين الاشقاء.
-الحماية الزائدة: عندما يقوم الاهل بمسؤولية الطفل نيابة عنه ولا يعطى فرصة لاتخاذ القرارت بنفسه، ما يؤدي الى ارباكه.
– عدم الثبات في المعاملة: اي لا ثبات في القوانين او في نظام البيت ما يؤدي لارباكه ايضا.

اما الاخطاء الشائعة، فتكمن باحتقار الولد وتعنيفه واسكاته كلاميا والاستهزاء به واهانته امام الجميع، وعندما يتصرف الاهل سلوكا سيئاً مثل شرب الكحول او التدخين واستخدام الهاتف لمدة مطولة، واستخدام الكلمات المدمرة في التعامل او الاهانه او المقارنة، والتهديد الخاطىء مثلا عبر استخدام الكلامات البذيئة والشتم والدعاء عليه. من هنا، يكون الحل في اعتماد الحوار، حيث يحتاج الولد لنموه السليم الى الحب والحنان وتمضية الوقت مع اهله وليس فقط الى الحاجات المادية لانها غير كافية، وايضا لا يجدر بنا ان نتغاضى عن بعض المشاكل، وان نلجأ الى اخصائين للمساعدة عند الضرورة.

واعتبرت انطون ان “المتابعة العلاجية في العيادة ضرورة حتمية لبعض الحالات وتعتمد على التعاون مع الاهل والولد، ليصبح سلوكه افضل، وايضا على التعاون المشترك بين الاهل والولد؛ وفي حال لم يتابع المشكلة ستتفاقم وهذا ما يؤدي لشخصية قلقة وغير واثقة تعاني من مشاكل مع محيطها ومع الاهل والى التمرد والاتجاه الى السلوك السيء، وعندما يصبح شاباً قد يعتمد على معشر السوء”.
وحول تغيير نظرة المجتمع للمتابعة العيادية، قالت انطون “في السابق كان هناك جهلا وعدم معرفة كافية وعدم اطلاع على الموضوع حيث كان يعتبره البعض مرضا عقليا وليس نفسيا بسبب غياب الوعي القادر على الفصل بينهما، ولكن اليوم تغيرت تلك النظرة وبتنا نشهد قبولاً لدى الكثيرين، وكل شخص بحاجة الى متابعة نفسية ووفقا للحالة يحدد العلاج، وبعد التشخيص من الواجب احالة الطفل الذي يعاني من مشاكل سلوكية الى متابعة عيادية تحدد مدتها حسب حالته”.