Beirut weather 14.65 ° C
تاريخ النشر April 27, 2018
A A A
دائرة بيروت الأولى “أمّ المعارك” والنتائج ستكون متقاربة
الكاتب: فرح عبجي - النهار

شيء ما تغير في دائرة بيروت الأولى بعد 9 أعوام على انتخابات 2009. فالأشرفية والرميل والصيفي والمدور التي أُفرِغ بعض أحيائها من سكانها الحقيقيين بسبب توسع حيتان المال لتغيير طبيعتها الديموغرافية، لن يتنازل أهلها، الساكنون منهم والمهجرون، عن صوتهم التفضيلي ولن يفعلوا. ومن يظن أنه يعرف سلفاً نتيجة صناديق الاقتراع فهو واهم. فالأصوات التي صبّت في الانتخابات البلدية ضد اتفاق الاحزاب المسيحية مع مَن أهمل بيروت في قسمها الشرقي، ستكافئ من فهم الرسالة وستحاسب مجدداً من لم يفهم بعد.

الدائرة الأولى العصية على الاحتلالات العسكرية والديموغرافية جاهزة بـ “أسلحتها التفضيلية” للمعركة المرتقبة بعد بضعة أيام. فمن شارع الحكمة إلى كرم الزيتون فشارع بيت الكتائب في الرميل مروراً بشارع مار مخايل وحي معمل البيرة (سابقاً) وشارع النادي الأرمني في البدوي، وصولاً إلى حي جميل في المدور وشارع الجميزة، الصور المطبوعة في القلوب والعقول ستنال “التفضيلي” وليس بعض تلك المنتشرة على الأبنية والشوارع. فابن الدائرة الأولى يعلم جيدأ من وقف إلى جانبه في قانون الإيجارات، ويعلم جيداً من وقف إلى جانبه في أزمة النفايات، ويعلم جيداً من عمل من أجله في الأعوام السابقة ومن تقاعس.

معارك شرسة
وفق الخريطة السياسية للتحالفات، ثمة معركة كاثوليكية شرسة على أرض أرثوذكسية صلبة وبصوت ماروني وأرمني وسرياني تفضيلي. يتنافس على المقعد الماروني النائب الحالي نديم الجميل ابن الرئيس الشهيد بشير الجميل والامين العام للاتحاد من أجل لبنان مسعود الأشقر. وحتى الساعة لم تحسم الاستطلاعات الانتخابية المقعد لأحد الطرفين.

المقعد الكاثوليكي يشهد معركة كبرى بين النائب والوزير الحالي ميشال فرعون والوزير السابق نقولا الصحناوي الذي فشل في الانتخابات السابقة. ولعل شدة المنافسة بين الطرفين تعكسها المشادّات الكلامية التي صدرت عن الطرفين بعد رفع صورة لفرعون عن أحد الأبنية في الأشرفية ووصلت إلى حد نبش القبور.

المقعد الأرثوذكسي الذي تشغله حالياً النائبة نايلة تويني تتنافس عليه شقيقتها ميشيل تويني بلائحة ألّفتها في وجه مرشحَين قويين هما عماد واكيم عن حزب “القوات اللبنانية” وزياد عبس عن تحالف وطني. معظم الاستطلاعات تبرز تقدم واكيم ولا تستهين بعمل عبس ولا بعمل ميشيل تويني على الارض.

أما المقاعد الأرمنية فهي أيضاً تشهد معركة غير مسبوقة. فهناك مرشحو الطاشناق هاكوب ترزيان، ألكسندر ابراهام ماطوسيان وسيرج أغوب جوخاداريان. يواجههم مرشحون من لائحة “القوات” والكتائب في طليعتهم العميد المتقاعد جان طالوزيان ولائحتا “كلنا وطني” و”نحنا بيروت”. كذلك لا يستهان بالجهد الذي تبذله الاعلامية بوليت هاغوبيان في تأمين مقعد لها في هذه الدائرة. ويشكو معظم المرشحين من الرشى الانتخابية التي تقدم الى الناخبين الأرمن في هذه الدائرة.

إلى مقعد الأقليات، حيث ينحصر التنافس عليه فعلياً بين مرشح “القوات” رياض عاقل ومرشح “التيار” انطوان بانو. ويعمل كل من الفريقين على تأمين اكبر عدد ممكن من الاصوات التفضيلية لمصلحته. إلا أن أنصار لائحة “كلنا وطني” يعتبرون ان المرشحة عن مقعد الأقليات جمانة سلوم حداد قادرة على الخرق.

قراءة بالأرقام
وفق الخبير الانتخابي كمال فغالي، فإن هذه النتائج غير محسومة للمرشحين، إنما هي شبه محسومة على صعيد التوزيع بين اللوائح المتنافسة. وأوضح فغالي أن “هذه الدائرة عندما أعطيت استقلالية الصوت المسيحي فيها في العام 2009، ارتفعت نسبة التصويت من 12000 تقريباً إلى 35000، أي أصبحت نسبة التصويت 32% من اصوات المسجلين على لوائح الشطب. وعلى رغم ارتفاعها، إلا أنها تبقى قليلة. ومن المتوقع أن ترتفع نسبة المشاركة في هذه الانتخابات إلى 50000 ناخب”. وأضاف ان “الانتخابات البلدية عكست صورة الصوت المسيحي في هذه الدائرة، خصوصاً بعد تصويت 65% من المسيحيين غير الأرمن للائحتي بيروت مدينتي وشربل نحاس”. وعن خريطة توزيع المقاعد المرشحة للفوز، رأى فغالي أن “لائحة التيار والطاشناق والمستقبل ستحصد بين 4 إلى 5 مقاعد (2 طاشناق، 1 “تيار” و1 “مستقبل”)، ولائحة “القوات” والكتائب ستحصد مقعدين إلى ثلاثة، والمجتمع المدني من مقعد إلى اثنين. والنتائج ستكون متقاربة بسبب العتبة الصغيرة المطلوبة في حال كانت المشاركة خفيفة”. وأوضح أنه “من الصعوبة جداً معرفة من سيربح لأن هناك على الاقل مرشحين قويين يتنافسان على المقعد نفسه. وعلى سبيل المثال الصحناوي في مواجهة فرعون وعبس في مقابل واكيم وليس هناك مقعد محسوم”. وعن الصوت التفضيلي العوني قال فغالي إنه “في العام 2009 حصلت لائحة التيار – الطاشناق على 19000 صوت، لكن هذه الأصوات انخفضت خصوصاً بعد خروج عبس من التيار، والأصوات المتبقية ستقسم على بانو والصحناوي وأشقر”.

وفق ما تقدم، فان بيروت الأولى مقبلة على معركة شرسة شعارها الاول الحاصل الانتخابي وركنها الصوت التفضيلي الذهبي.