Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر August 29, 2017
A A A
خلاف لبناني على النصر
الكاتب: اللواء

 

28 آب، قوافل مسلحي تنظيم «داعش» واسرهم تغادر الأراضي اللبنانية، بمواكبة قوة من الجيش السوري، معلنين استسلامهم وتسليمهم بهزيمة نكراء، غير مسبوقة، لا شكلاً ولا مضموناً.

الحدث، هو ان مسلحي التنظيم انسحبوا من جرود رأس بعلبك، وجرود القاع، بعدما قتل منهم من قتل، واسر من أسر، وجرح من جرح، جرّاء المعارك البطولية التي خاضها الجيش اللبناني داخل الأراضي اللبنانية، وبالتزامن مع معارك مماثلة خاضها حزب الله والجيش السوري على امتداد جبهة مشتركة حدودية بين لبنان وسوريا من الشرق.

وقضى الاتفاق الذي يسمح بخروج ما تبقى من مقاتلين وعددهم (وفق الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله) 665 شخصاً، ويشمل 331 مدنياً و308 مسلحين و26 مصاباً بجروح، وهي المرة الأولى التي يوافق تنظيم «داعش» علناً فيها، على الانسحاب مجبراً من اراضٍ كان يسيطر عليها، بخروج مئات المسلحين مع عائلاتهم من جانبي الحدود على متن حافلات تقلهم إلى محافظة دير الزور شرق سوريا الواقعة تحت سيطرة «داعش».
ومساءً غادرت القوافل من منطقة قارة السورية في القلمون الغربي باتجاه البوكمال في محافظة دير الزور، ولم يعد للتنظيم أي وجود في الجرود، سواء اللبنانية أو السورية.

إطلالة نصر الله
وشكلت إطلالة السيّد نصر الله مساء أمس للمرة الثانية في غضون ثلاثة أيام، فرصة لتجدد السجال حول النصر، ومعركة الجرود، التي كشف الأمين العام ان الحزب قدّم خلالها «11 شهيداً و7 للجيش السوري» قبل ان يلقي أمين عام حزب الله خطاباً في احتفال دعا إليه في مرجة بعلبك الخميس 31 آب الجاري (وهو التاريخ الذي عادة ما تحتفل فيه حركة «أمل» من كل عام بذكرى اختطاف مؤسسها الامام السيّد موسى الصدر)، للاحتفال بالنصر على الإرهاب، أو «التحرير الثاني» وفقاً لأدبيات حزب الله.

وسارع تيّار المستقبل، على نحو ما فعل في الإطلالة السابقة للسيد نصر الله إلى إصدار بيان، فنّد فيه ما أعلنه، واصفاً كلامه بأنه «تعكير للمناخ الوطني، وللسباق على قطف النتائج السياسية وتوزيع المغانم المذهبية والطائفية على المناطق اللبنانية»، معرباً عن اعتذاره من أهالي الشهداء «لاضطراره لدخول حلبة السجال السياسي في هذه اللحظة، التي يفترض ان تكون لحظة توافق وتلاق وطني لا لحظة افتراق وسجال».

ودعا «المستقبل» إلى التزام الخطاب العقلاني في مقاربة القضايا الوطنية الحسّاسة، معرباً عن أسفه للدعوة التي وجهت «لتعديل وجهة الانتقام إلى الداخل، رداً على بعض المواقف التي احتجت على نتائج الصفقة مع «داعش».

ونأى التيار بنفسه عن «موقع من يريد تلطيخ هذه المعركة ونتائجها عبر الاتهام والشكوك، وأن هناك مجموعة من الشباب اللبناني سقط فيها وأن المسؤولية الأخلاقية تفترض التعاطف مع الأهالي المفجوعين وتجنب الإساءة إلى مشاعرهم أو اخضاعها للمزايدات السياسية».

وأكد التيار ان التضحيات التي قدمها الجيش اللبناني والإعلان عن استشهاد العسكريين الذين خطفهم وقتلهم غدراً تنظيم «داعش» الإرهابي، يجب ان تشكل مناسبة لاجتماع اللبنانيين بكل اطيافهم السياسية والطائفية، حول الدولة ومؤسساتها الشرعية، والتوقف عن تقديم الخدمات المجانية للنظام السوري، واعتبار لبنان منصة لتقديم المصالح الخارجية على المصلحة اللبنانية.