Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر July 18, 2024
A A A
خطاب العرش… مراسم ملكية وتاج ماسي وحارس الصولجان الأسود
الكاتب: الشرق الأوسط

في بريطانيا للتقاليد سطوتها وبريقها، تسيطر بروتوكولات عريقة على أهم مناسباتها وهو ما يظهر في مراسم التتويج والجنازات وحفلات الزفاف وأيضاً في افتتاح البرلمان. ورغم ارتفاع أصوات منتقدة حول المراسم التي تعود للقرن الـ16 فإنها تقاليد راسخة، محببة للشعب، يخرج الجمهور للشوارع لرؤية الاحتفالات الملكية، ويصطفون أمام بوابات قصر باكنغهام لرؤية العربات الملكية واستعراضات الحرس والخيالة على الطريق الشهير المؤدي للقصر ولرؤية أفراد العائلة المالكة في الشرفة الشهيرة من الجناح الشرقي بالقصر.

واليوم عادت المراسم بكل ثقلها التاريخي مرة أخرى مع افتتاح البرلمان وإلقاء كلمة الحكومة المنتخبة التي قرأها الملك تشارلز الثالث مرتدياً الحلة الرسمية بكل تفاصيلها الباذخة من التاج الماسي والعباءة المطرزة وغيرها من القطع الشهيرة.

 

العربة الملكية والتاج ورحلة إلى البرلمان

بعد وصوله إلى قصر وستمنستر في عربة رسمية برفقة مجموعة من سلاح الفرسان، واجتيازه المدخل الملكي، ظهر الملك تشارلز الثالث مرتدياً كامل الحلة الملكية بتفاصيلها الدقيقة، بما في ذلك الحلة الرسمية والتاج الإمبراطوري المرصع بالألماس. وساد الصمت القاعة تماماً، لدى وصول الملك وإلى جانبه الملكة كاميلا.

ويمثل هذا الحدث البداية الرسمية للعام البرلماني، ويشهد تحديد السياسات والتشريعات المقترحة من الحكومة للدورة البرلمانية 2023 – 2024.

تذكر صحيفة «ذا ميرور» في تقريرها حول المراسم أن الملكة الراحلة إليزابيث الثانية ألقت هذا الخطاب 67 مرة على مدار فترة حكمها، ولم تفوت هذا التقليد سوى بضع مرات، بما في ذلك عام وفاتها العام الماضي. وسبق أن ألقى تشارلز الخطاب نيابة عن والدته في مايو (أيار) 2022.

توجه الملك تشارلز إلى مقر البرلمان داخل العربة الرسمية، برفقة أعضاء من فوج الخيالة. ولدى وصوله، تعالت أنغام النشيد الوطني.

بعد ذلك، اتجه نحو غرفة الملابس، حيث ارتدى الحلة الملكية الاحتفالية المخصصة لحضور البرلمان – والتي تتميز بذيل طويل من المخمل الأحمر القرمزي مع تطريز ذهبي – والتاج الإمبراطوري المرصع بنحو 3000 قطعة من الأحجار الكريمة.

 

 

حامل الصولجان الأسود

بعد ذلك، جرى استدعاء أعضاء البرلمان من قبل «حامل الصولجان الأسود» Black Rod، وهو منصب رسمي تشغله حالياً السفيرة البريطانية سارة كلارك، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب على امتداد تاريخه البالغ 650 عاماً. وحسب التقاليد العتيقة يُغلق باب البرلمان في وجه «حامل الصولجان الأسود»، في لفتة رمزية إلى استقلال البرلمان عن النظام الملكي. وبعد ذلك، يضرب «حامل الصولجان الأسود» على الباب ثلاث مرات، قبل أن يُفتح.

 

ما التاج الإمبراطوري؟

لطالما كان التاج موجوداً بأشكال مختلفة في الماضي، ويعود تاريخ صنع النسخة الحالية من التاج الإمبراطوري إلى عام 1937 عندما ارتداه الملك جورج السادس في حفل تتويجه، وارتدته الملكة إليزابيث الثانية بعد تتويجها عام 1953.

ويضم التاج ما يزيد عن 2900 قطعة من الأحجار الكريمة، بينها ألماسة «كولينان الثاني» و«ياقوتة سانت إدوارد» و«ياقوتة ستيوارت» و«ياقوتة الأمير الأسود».

وفي الجزء الأمامي من عصابة التاج، توجد ألماسة «كولينان الثاني»، والتي تعتبر ثاني أكبر قطعة مقطوعة من «ألماسة كولينان»، والمعروفة كذلك بـ«نجمة أفريقيا الثانية».

ويحمل التاج 1363 قطعة ألماس رائعة، و1273 قطعة وردية، و142 قطعة ألماس مسطحة، و277 لؤلؤة، و17 ياقوتة، و11 زمردة، وأربع ياقوتات أخرى. كما أن له قبعة مخملية أرجوانية ذات حدود فرو ومبطنة بالحرير الأبيض.

ولا يتضمن التاج الإمبراطوري ألماسة الأكثر إثارة للجدل بين جواهر التاج: «ألماسة كوه نور»، التي استبعدها قصر باكنغهام من حفل تتويج الملك، بسبب الجدل الدائر حول ملكيتها.

جدير بالذكر أنه جرى استخراج ألماسة «كوه نور» في الهند، وهي واحدة من أكبر الماسات المقطوعة في العالم، وتزن 105.6 قيراط (21.12 غرام). وظهر أول سجل مكتوب للألماسة عام 1628، في عصر الإمبراطورية المغولية. وجرى وضع الألماسة في عرش الطاووس للحاكم المغولي شاه جاهان، إلى جانب ياقوتة تيمور.

 

 

الهاتف المحرج

عندما وصل الملك والملكة إلى العرش، ساد الصمت التام مجلس اللوردات – باستثناء رنين هاتف جوال بعد جلوس الملك مباشرة. ولفت الموقف أنظار محبي العائلة المالكة، الذين رأوا أن هذا الموقف غير لائق على الإطلاق.

وسرعان ما جرى إسكات الهاتف الجوال، واستمرت الفعاليات. وبدأ الملك بالكلمات: «أيها اللوردات، تفضلوا بالجلوس».

وهذه ليست المرة الأولى التي يعلو فيها صوت هاتف في مجلس اللوردات، ما يثير شعوراً بالحرج، فبالعودة إلى عام 2023، اعتذر عضو حزب العمال اللورد وودلي بعد أن بدأ هاتفه في تشغيل نغمة فيلم «مهمة مستحيلة» في اللحظة التي جرى فيها تقديم وزير البيئة آنذاك اللورد دوغلاس ميلر إلى المجلس.

وقال اللورد وودلي في بيان أمام البرلمان: «هل يمكنني أولاً أن أعتذر لرئيس مجلس النواب، واللورد الجديد معنا دوغلاس ميلر عن رنين هاتفي. لم أشعر بمثل هذا الإحراج طوال حياتي. أنا آسف حقاً».