Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر January 17, 2019
A A A
خشية جدية من قرار خارجي لزعزعة الاستقرار
الكاتب: هيام عيد - الديار

بصرف النظر عن المتابعة المحلية والأممية عن كثب للوضع الحدودي، فإن مصادر نيابية في كتلة جنوبية، لم تخفِ خشيتها من أن تكون الحدود الجنوبية والإعتداءات الإسرائيلية على الخط الأزرق، مدخلاً إلى توظيف الساحة اللبنانية في توجيه الرسائل الإقليمية والدولية التي يجري تبادلها في العديد من ساحات المنطقة، بدءاً بالساحة السورية وصولاً إلى الساحة اليمنية مروراً بالساحة العراقية. وقالت هذه المصادر، أن انقلاب الوضع اللبناني من الإستقرار السياسي اللافت إلى تراشق وتموضع من قبل القوى الأساسية على الساحة الداخلية، قد شكّل جرس إنذار حول المنحى الخطير الذي بدأت تسلكه الأمور الداخلية، والذي لم تعد تنفع معه كل التطمينات، والتي تتكرّر بشكل يومي منذ مطلع العام الحالي، وذلك سواء بالنسبة للوضع السياسي والدستوري في ظل الفراغ الحكومي، أو بالنسبة للوضع الإقتصادي في ظل الإخفاق في تشكيل الحكومة الجديدة، وفي الإفادة من فرصة الدعم الذي تؤمنه مليارات مؤتمر «سيدر الأول»، من خلال القروض الميسّرة التي قدّمتها الدول المانحة للبنان.
وإلى الواقعين السياسي والإقتصادي، أضافت المصادر النيابية نفسها، الجانب الأمني الذي بات مرشّحاً للدخول في دائرة الإهتزاز من بوابة الإعتداءات الإسرائيلية في ظل الخروقات اليومية للسيادة اللبنانية، وذلك باعتبار أن الجدار الإسرائيلي على الحدود الجنوبية، ليس سوى خطوة مسار استفزاز درجت عليه إسرائيل، ويلتقي اليوم مع تطورات دراماتيكية في المنطقة انطلاقاً من المسرح السوري، حيث بدأت الولايات المتحدة الأميركية بالإنسحاب منه توازياً مع الإعداد لخطوات تصعيدية أميركية، من خلال المؤتمرات الديبلوماسية لاستكمال مواجهتها مع إيران من جهة، و«حزب الله» من جهة أخرى.
وبالتالي، رأت المصادر النيابية نفسها، أن الخشية من التطورات الجنوبية تقترن مع مواقف تصعيدية أيضاً صدرت عن مساعد وزير الخارجية الأميركية دايفيد هيل، خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، وذلك، في ضوء أكثر من تساؤل سياسي داخلي وديبلوماسي عن طبيعة الإتجاهات التي تسلكها السياسة الخارجية الأميركية تجاه المنطقة وتجاه لبنان، والتي تستبطن إجراءات لا تصب في سياق المصلحة العامة اللبنانية، وربما تخفي في طياتها قراراً بتغيير المعادلة الأمنية السائدة منذ اندلاع النار في سوريا، والتي نجحت في تحييد لبنان عن هذه النار.
وما يلفت الإنتباه على هذا الصعيد، كما كشفت المصادر النيابية نفسها، أن الصورة الإقليمية والدولية لا تسمح بتكوين أي تحرك يهدف إلى تسوية الأزمات في لبنان، بدءاً من الأزمة الحكومية وصولاً إلى أزمة الإعتداءات الإسرائيلية، وبالتالي، فإن الأطراف المحلية تواجه بمفردها امتحان مواجهة أي انكفاء خارجي عن دعم لبنان أولاً، وتحدّي تسوية الخلافات السياسية الداخلية ثانياً، وخطر أي مخطط خارجي قد يهزّ الإستقرار، ويسعى إلى استخدام لبنان ساحة من جديد للقوى الإقليمية والدولية لتوجيه رسائلها وتهديداتها لبعضها البعض.