Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر May 7, 2020
A A A
خسائر وباء كورونا لم تُحدثها حروب أو هجمات إرهابية
الكاتب: القبس الكويتية

وسط خسائر لم تسبّبها حروب وهجمات إرهابية، وقد تقود إلى تغيير مسارات دول عدة، أوصل فيروس كورونا المستجد عدد وفياته على مستوى العالم إلى أكثر من 250 ألفاً، منذ ظهوره في كانون الأول/ ديسمبر 2019 في الصين، في حين تجاوز إجمالي الإصابات المسجلة 3.5 ملايين، لكن معدل الوفيات تباطأ مؤخّراً.
معظم الوفيات والإصابات تم تسجيلها في أميركا الشمالية والدول الأوروبية، لكن الأعداد تتزايد في بؤر أصغر في أميركا اللاتينية وأفريقيا وروسيا. في غضون ذلك، أظهر تقرير داخلي لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أميركا ـــــ اطلعت عليه صحيفة نيويورك تايمز ـــــ أن هذه الهيئة الحكومية تتوقّع حصول طفرة جديدة في العدوى بحلول منتصف الشهر الجاري، مع تضاعف عدد الوفيات اليومية تقريباً في مطلع حزيران/ يونيو؛ لتبلغ 3 آلاف.

لكن البيت الأبيض شدّد على أن الحكومة الفدرالية لم تتبنَّ هذا التقرير رسمياً. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال أستاذ الإحصاء البيولوجي في جامعة ماساتشوستس، نيكولاس رايش: «في تقديري الشخصي سنصل إلى 100 ألف وفاة مطلع حزيران/ يونيو». ولا يأتي هذا التقدير من فراغ؛ إذ طبّق مختبر جامعة ماساتشوستس نماذج إحصائية كبرى وجمع نتائجها للحصول على معدل. وتشير النتائج إلى بلوغ 90 ألف وفاة بحلول 23 مايو.

 

لا تغيير
وأضاف رايش: «يمكن أن نبلغ ذلك قبيل هذا الموعد أو بعده بقليل. لكننا نلاحظ حدوث ما بين 5 و10 آلاف وفاة أسبوعيا، ومن غير المرجّح أن يتغيّر هذا الأمر قريبا». ومن بين تسعة نماذج إحصائية ذكرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أول أيار/ مايو، توقّعت ثلاثة منها بلوغ عتبة مئة ألف وفاة بعد أربعة أسابيع. ومع ذلك، يبدي البعض تفاؤلاً؛ إذ قدر «معهد القياسات الصحية والتقييم» التابع لجامعة واشنطن بلوغ 72 ألف وفاة بحلول مطع يونيو، وهو رقم قال المسؤولون عنه إنهم سيراجعون المنهجية التي بني عليها. ويقدّر آخرون أن تتجاوز الولايات المتحدة عتبة 100 ألف وفاة بحلول ذلك التاريخ، خاصة بناء على نموذجين أصدرتهما جامعة كولومبيا. أما معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا فتوقّع الوصول إلى 113 ألف وفاة بحلول ذلك التاريخ. لكن، يجب التعامل مع هذه الأرقام بحذر لاحتوائها على هامش خطأ كبير، يصل إلى عشرات آلاف الوفيات في بعض التوقعات.

تخفيف العزل
تأتي هذه المخاوف في وقت بدأت بعض الدول في تخفيف إجراءات العزل العام، والتي يُنسب إليها الفضل في المساعدة على احتواء الفيروس، فبعد تراجع عدد الوفيات اليومية في الأيام الأخيرة في أوروبا بشكل ملحوظ، عملت السلطات على رفع بعض القيود، لكنها أبقت على لزوم التباعد الاجتماعي وفرضت تدابير جديدة؛ مثل الارتداء الإلزامي للقناع في وسائل النقل العام أو المتاجر والأماكن العامة، تفادياً لموجة إصابات جديدة. وفي الولايات المتحدة ـــــ أكثر الدول تضرراً من الوباء ـــــ قررت بعض الولايات رفع إجراءات العزل. وسُجل في الولايات المتحدة أكبر عدد وفيات في العالم، بلغ 69 ألفاً حتى الآن، إلا أنها سجلت أدنى عدد وفيات يومية، الإثنين، منذ مطلع نيسان/ أبريل، مع وفاة 1015 شخصاً في الساعات الـ24 الأخيرة جرّاء إصابتهم بـ «كوفيد ـــــ 19».

 

خسائر هائلة!
إلى ذلك، ووفقاً لوكالة أسوشيتد برس، فإن «كورونا» أحدث خسائر لم تسبّبها حروب وهجمات إرهابية، لافتة إلى أن التعامل مع آثار الدمار البشري الذي أحدثه سيكون فصلاً زلزالياً آخر في تاريخ الأزمات المؤلمة للشعوب، ومن الممكن أن يغيّر المسار في بعض الدول إلى الأبد. فبالنسبة إلى الولايات المتحدة، مات 69 ألف شخص بسبب الوباء وهو أكبر بكثير من رقم القتلى الأميركيين في حرب فيتنام، أما إيران فتضررت من تفشّي المرض، كما كانت تعاني أثناء الحرب مع العراق، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 6200 قتيل، في حين يعاني العراق خسائر فادحة بسبب تراجع أسعار النفط، إثر الوباء. وفي «11 أيلول»، قُتل 3 آلاف في نيويورك. واليوم، تعد المدينة واحدة من أكثر المدن تضرراً من الفيروس، وسجلت وفيات أكبر بكثير من الوفيات التي سجلتها في 11 أيلول/ سبتمبر، بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية الفادحة. كما أن الهجمات التي استهدفت بالي ومدريد ولندن وباريس وبروكسل ومومباي في السنوات التالية لم تسبّب الخسائر البشرية التي سببها الوباء.