Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر February 3, 2018
A A A
خسائر ليفربول لا تُحصى ولا تُعَدّ
الكاتب: شربل كريم - الأخبار

* قد يجد ليفربول نفسه خاسراً اذا ما وضعنا القيمة الفنية لفان دايك في الميزان مع قيمته المالية.
*

الأكيد أنه مع إغلاق سوق الانتقالات الشتوية، وقف جمهور ليفربول يسأل: ما الذي حلّ بنا؟ هو سؤال يتكرر مع كل موسم انتقالات، سواء أكان صيفياً أم شتوياً، ليدخل نادي «الحمر» حالياً مسألة إحصاء الخسائر المالية والفنية على حدٍّ سواء.

لقد كانت فترة انتقالات شتوية جميلة بالنسبة إلى كبار إنكلترا الذين أدفأوا قلوب جماهيرهم بصفقات مهمة، فجلب مانشستر سيتي دعماً دفاعياً إضافياً، تمثّل بالفرنسي إيميريك لابورت، وضمّ جاره مانشستر يونايتد النجم التشيلياني أليكسيس سانشيز، بينما نشط تشلسي وجلب أكثر من اسم مثير، أهمهم الدولي روس باركلي. وضرب أرسنال ضربة كبرى، بضمه لهداف الدوري الألماني، الغابوني بيار – إيميريك أوباميانغ، وعزّز توتنهام هوتسبر مجموعة مواهبه بالبرازيلي لوكاس مورا.

حتى ليفربول فعلها بتعاقده مع أكثر المدافعين المطلوبين في الدوري الإنكليزي الممتاز، وهو الهولندي فيرجيل فان دايك، وبصفقة قياسية بالنسبة إلى مدافع. لكن هل هذا هو المطلوب بالنسبة إلى «الريدز»؟

الجواب هو، قطعاً لا، إذ إن فان دايك لا يستحق هذا المبلغ الكبير الذي دُفع فيه، وبدا بمستوى غير ثابت أخيراً، ما يجعل البعض يقول: صحيح أنّ ليفربول كسب مدافعاً قوياً، لكنه قد يكون خاسراً إذا ما وضعنا القيمة الفنية للاعب في الميزان مع قيمته المالية.

لكن لندع هذه الصفقة جانباً، وخصوصاً أنها لا بدّ أن تجلب شيئاً إيجابياً مع الكمّ الهائل من السلبيات التي تحيط بهذا النادي العريق.
هناك في ليفربول تبدو الخسائر كثيرة، إذ يكفي أن يخسر الفريق نجمه الأول، البرازيلي كوتينيو، ويفشل في تعويضه. وهنا تبدأ القصة للحديث عن فشل إداري كبير يعانيه هذا النادي، إذ رغم إدراك إدارته أن برشلونة لن يستسلم قبل أن يخطف كوتينيو، عجز القيّمون على النادي عن إيجاد جوٍّ يقنع اللاعب بالبقاء وتجاهل كل الإغراءات التي قُدّمت إليه، ليخسر الفريق بالتالي نصف قوته تقريباً، إذ كان البرازيلي هدافاً وصانعاً للأهداف وملهماً لزملائه وقائداً على أرض الملعب.

بات فشل إدارة ليفربول أمراً كلاسيكياً في كل سوق للانتقالات

إذاً، هي مشكلة إدارية بالدرجة الأولى، وتثبت المقولة أكثر وسط فشل الإدارة في استثمار المبلغ الذي قبضه ثمناً للتخلي عن كوتينيو، لا بل إنها وسط علمها المسبق بأن الرقم 10 السابق لن يبقى مع «الحمر»، لم تعمل مبكراً على إغلاق صفقة نجمٍ بديل يمكنه تعويضه. وهذه الإدارة أطلت متأخرة لمحاولة ضم الفرنسي توماس ليمار من موناكو من دون أن تنجح في إقناع نادي الإمارة بالتخلي عن الجناح المميز بمبلغ مقبول (قيل إن موناكو طلب 90 مليون جنيه إسترليني مقابل لاعبه). كذلك لم تتمكن من إقناع لايبزيغ الألماني بترك الغيني نابي كيتا قبل الصيف (سبق أن وقّع عقد انضمامه إلى ليفربول)، إذ حتى المبلغ الذي عرضته لالتحاق اللاعب فوراً بالفريق، لم يحلّ المعضلة، لتظهر مشكلة حقيقية، هي أن إدارة «الحمر» فاشلة في التفاوض، إن كان مع لاعبيها، أو مع الأندية التي رصدت النجوم فيها بغية التعاقد معهم.

وإحصاء الخسائر لم يتوقف عند هذا الحدّ، إذ مع إعارة دانيال ستاريدج إلى وست بروميتش البيون، يكون فريق المدرب الألماني يورغن كلوب، قد خسر المزيد من الخيارات الهجومية، وهو الذي يأمل أن يحافظ على التوازن بين احتلال مركز محترم في الدوري المحلي والذهاب إلى أبعد ما يمكن في دوري أبطال أوروبا.

وحده وجود المصري محمد صلاح وبقاؤه بعيداً عن لعنة الإصابات، هو ما يريح جماهير ليفربول حالياً، لكن من دون أن يكون لديها الثقة الكاملة بإمكان إدارة النادي الحفاظ على جوهرة الفريق الأحمر الذي، بلا شك، أصبح مطلوباً في العديد من الأندية الكبرى، في وقتٍ سيُرمى الثقل الهجومي عليه وعلى زميله البرازيلي روبرتو فيرمينو، بانتظار أن يأخذ الشاب دومينيك سولانكي دوراً لمساندتهما، علّ الفرصة التي ستسنح له ستمكن كلوب من تقديم نجمٍ جديد هو نتاج العمل في السوق الصيفية الماضية، حيث سيكون تألقه نقطة إيجابية في سجل إدارة تتخبط بخسائر لا تحصى ولا تعدّ.