Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر March 28, 2025
A A A
خرج منه طوباويًا… كنيستان ونساك وبطاركة ماذا نعلم عن دير مار سركيس وباخوس إهدن؟
الكاتب: دميا فنيانوس - موقع المرده

تحتوي إهدن على كنز مسيحي ماروني لا يثمّن بوجود ٢٧ كنيسة ودير فيها، منها ما هو قديم ومنها ما هو جديد ومنها ما هو مرمّم ومنها ما هو مندثر.
كيفما تطلّعنا في اهدن نجد صلبان الأديرة والكنائس وحتى على الجبال التي تحيط بإهدن.
منذ يومين احتفلت الكنيسة بعيد بشارة العذراء مريم وهذه المناسبة تعني الاهدنيون والزغرتاويون بشكل خاص. ففي مثل هذا اليوم من العام ١٦٥٥ سيّم الطوباوي العلامة البطريرك اسطفان الدويهي كاهنًا في كنيسة دير مار سركيس وباخوس في اهدن.

للمناسبة يعرّفكم موقع “المرده” على تاريخ هذا الدير الذي خرج منه طوباوي وبطاركة ومطارنة وآباء.
تم بناء دير مار سركيس وباخوس، الذي كان يعرف قديمًا باسم “دير مار سركيس رأس النهر” نسبة لوقوعه (بالقرب من نبع مياه اهدن) على أنقاض هيكل كنعاني قديم “إله الزرع” اذ يعتبر بعض المؤرخون أن بناء الدير يعود إلى الجيل الثامن مسيحي، ومن بينهم البطريرك الدويهي الذي تكلم عن كنيسة تابعة للطبقة السفلى تعود إلى القرن الثامن مسيحي.
يتألف الدير من كنيستين صغيرتين: كنيسة الشهيدين مار سركيس وباخوس المبنية على ذخائرهما، وكنيسة السيدة العذراء التي شيدت سنة ١١٩٨ التي يذكرها البطريرك الدويهي في تاريخه مع غرف ضيقة مظلمة، وشيدت فيه كنيسة وبيت خدمة سنة ١٨٥٩.

هدم الدير ورمم عدة مرّات. ومع ذلك، بقيت الكنيستان الصغيرتان حتى يومنا هذا. سنة ١٤٠٤ رمّمه المطران بولس يمين مطران إهدن. وسنة ١٥٥٠ رممه المطران انطون الحصروني كما يقول الطوباوي البطريرك الدويهي.

في أول أيلول سنة ١٧٣٩ سلّم المطران جبرائيل الدويهي، دير مار سركيس رأس النهر إلى الرهبانية الأنطونية بموجب صك كتبه الخوري أنطون الدويهي.

ومنذ أن استلمت الرهبنة الأنطونية الدير ، قامت بتجديد الطابق السفلي، وزادت عليه بعض الغرف. سنة ١٨٥٩، شيّدت الكنيسة في الطابق العلوي بعد إنهاء ترميمه الذي بدأ سنة ٠١٨٣٤
سنة ١٩٧٢، رمَّمَت مديرية الآثار الكنيستين القديمتين، وجُدِّدَ سطح القرميد للدير سنة ٢٠٠٠، وذلك بحسب كتاب الخوري يوحنا مخلوف ( اهدن فردوس الكنائس والأديار حجارة تتكلم).
يعتبر دير مار سركيس وباخوس في اهدن من اقدم الاديار في الشمال وقد كان كرسيًا لمطرانية اهدن المارونية منذ العام ١٤٧٣ حتى العام ١٧٣٩ وعاش فيه الحبيس الفرنسي فرانسوا دي شاستيويل قبل ان ينتقل الى دير مار ليشع في بشري سنة ١٦٤٣.
كما استضاف الرحّالة النمساوي المونسنيور ميسلن عام ١٨٤٨، ويوصف بك كرم، أثناء مطاردته من قبل جيش داوود باشا، عام ١٨٦٦، أخيرًا، البطريرك الماروني أنطون عريضة عام ١٩٣٢.
نُهِبَ الديرُ وأمتعةُ الكنيسة وسُرقتِ الثيابُ والأمانات عام (١٩١٢) فيما أقفِلت مدرسة أرادها الأباء لتعليم أبناءِ الجوار بدايةَ العام ١٩٠٨ بسبب اندلاعِ الحرب العالميّة الأولى.
الجدير ذكره ان دير مار سركيس وباخوس في اهدن يعيش رئيسه وجمهور رهبانه على غرار أهالي اهدن حيث يصعدون اليه بداية فصل الصيف ليغادرونه بداية الخريف وتحديدًا في اليوم الثاني من الاحتفال بعيد مار سركيس وباخوس الموافق في ٧ تشرين الاول.