Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر February 13, 2024
A A A
خانيونس تواصل إيلام العدو
الكاتب: يوسف فارس - الأخبار

فيما يواصل قادة جيش الاحتلال الاحتفاء المبالغ فيه، بنجاح عملية «اليد الذهبية» التي استطاعت استعادة مستوطنين اثنين كانا أسيرين لدى جهة لم تُعرف بعد، كانت وسائل الإعلام العبرية تكرر الحديث عن «أحداث صعبة ومؤلمة» في ميدان القتال في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة. الخبر الأول، تناقلته صفحات المستوطنين في تمام الساعة الـ12 من مساء أول من أمس. وفي صباح اليوم التالي، أعلن المتحدث باسم جيش العدو، مقتل جنديين اثنين، وإصابة آخرين خلال المواجهة المستمرة في المدينة. وفي نهار أمس الإثنين، كرّر عدد من المواقع العبرية أخباراً عن «أحداث مؤلمة» دفعت جيش الاحتلال إلى إخلاء القتلى والمصابين بالطائرات المروحية.على أن تلك الأحداث التي تحدّث الإعلام العبري عنها، تكفّلت بيانات الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة، بتبيانها؛ إذ أعلنت «كتائب القسام» تمكّن مقاوميها من الإجهاز على 10 جنود من نقطة صفر في بلدة عبسان شرقي خانيونس. وفي بيان آخر، أعلن الإعلام العسكري التابع لـ«القسام»، تمكّن المقاومين من تفجير عبوة مضادة للأفراد، بقوة راجلة في منطقة عبسان الكبيرة شرقي المدينة نفسها. وفي أعقاب ذلك، اعترف جيش الاحتلال بمقتل ضابط كبير برتبة لواء، هو نتنائيل كوبي الذي يشغل منصب قائد «الكتيبة 630 احتياط»، العاملة في خانيونس. وبدورها، أعلنت «سرايا القدس» أن مجاهديها العائدين فجر أمس، من العقد القتالية في منطقة معن جنوب شرق خانيونس، أكّدوا تمكنهم من إيقاع قوة راجلة في كمين محكم، حيث فاجأوا الجنود باشتباك من مسافة صفرية، بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع، وأوقعوا عديد القوة بين قتيل وجريح. كذلك، أعلنت «السرايا» أنها قصفت بقذائف «الهاون» الثقيلة، موقع قيادة وسيطرة في محور التقدم في وسط خانيونس.

أصداء تلك العمليات التي ضجّت بها مواقع الإعلام العبرية، تصدّرها موقع «حدشوت بزمان العبري» الذي نشر خبراً قال فيه: «حدث صعب آخر في غزة، إخلاء مروحي في الوقت الحالي إلى مستشفيات بلنسون وتل هشومير وشعاري تسيدك، وهناك مصابون خطيرون لم يتم إجلاؤهم بعد». وذكر الموقع نفسه أن «مستشفى إيخلوف في تل أبيب استقبل عدداً من المصابين إثر معارك القتال في غزة»، فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن «الجيش يعاني من وضع صعب في خانيونس، والكمين كبير جداً، ونحن نتابعه».
أما في محور القتال الذي انسحبت منه دبابات جيش الاحتلال أخيراً في شمال قطاع غزة، فأعلنت «كتائب المجاهدين» أنها تمكّنت من إيقاع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح، بعدما استطاعت تفخيخ ونسف منزل كانت تتحصّن فيه في المحور الجنوبي الغربي لمدينة غزة، مشيرة إلى أن العملية موثّقة بالصوت والصورة. وعلى خطّ مواز، أعلنت «كتائب القسام» مقتل ثلاثة من المحتجزين الثمانية الذين كان قد أُعلن أنهم أصيبوا في قصف جوي أول من أمس، مشيرة إلى تأجيل الإعلان عن أسماء وصور القتلى إلى حين اتضاح مصير بقية الجرحى.

يبدو أن واحداً من مفاعيل عملية تحرير الأسيرَين، هو توحّد الأطراف المتباينة في «مجلس الحرب»، على ضرورة تنفيذ عملية برية في رفح، وهو ما بدأت علائمه تظهر إلى العلن، إذ رأى وزير «مجلس الحرب»، بيني غانتس، أنه من الضروري اتخاذ خطوات يمكن لها أن تسمح للجيش بحرية العمل في رفح، سواء بإخلاء السكان أو بتأمين الحدود أو بالإعداد للدخول البري، فيما قال زعيم المعارضة، يائير لابيد، إنه يدعم العمل العسكري في المدينة، لتحرير المزيد من المستوطنين الأسرى. وأمام ذلك، أعلن وزير جيش الاحتلال، يوآف غالانت، أن العملية البرية الواسعة النطاق في رفح «قادمة بلا شك».