Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر January 5, 2017
A A A
خاص: اين تعمد يسوع المسيح ولماذا المعمودية؟
الكاتب: موقع المرده

يقع في السادس من كانون الثاني تذكار اعتماد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن حيث خضع ربنا بملء رضاه لمعمودية القديس يوحنا المعدة للخطأة، وذلك لكى يتم كل بر فجاء صنيع يسوع هذا دليلاً على ” تلاشيه ” وإذا بالروح الذي كان يرف على وجه المياه، في بدء الخليقة الاولى، يهبط على المسيح، إيذانا بالخليقة الجديدة، وإذا بالاب يعلن يسوع ابنه الحبيب.
والمعمودية المسيحية هي إحدى فريضتين وضعهما المسيح للكنيسة. فقد قال المسيح لتلاميذه قبل صعوده إلى السماء مباشرة: “فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ”.(متى 28: 19-20). إن هذه التعليمات تحدد مسئولية الكنيسة في تعليم وصايا المسيح، والتلمذة، وتعميد هؤلاء التلاميذ. ويتم تطبيق ذلك في كل مكان (“جميع الأمم”) إلى “إنقضاء الدهر”. لهذا، فإن المعمودية مهمة لأنها وصية المسيح، إن لم يكن لأي سبب آخر.
اما المكان الذي تعمد فيه المسيح فيقع في الاردن ويسمى المغطس وقد تم الكشف عن هذه المعلومات على اثر الحفريات الأثرية التي تمت على امتداد “وادي الخرار” منذ عام 1996. أن الأدلة الواردة في النص الإنجيلي، وكتابات المؤرخين البيزنطيين ومؤرخي العصور الوسطى، وكذلك الحفريات الأثرية التي أجريت ، تبين أن الموقع الذي كان يوحنا المعمدان يبشر ويعمد فيه، بما في ذلك اعتماد يسوع المسيح على يد يوحنا المعمدان، يقع شرقي نهر الأردن في الأرض المعروفة اليوم باسم المملكة الأردنية الهاشمية.
وخلال الحفريات الأخيرة التي جرت في الأردن في عام 1997، تم العثور على سلسلة من المواقع القديمة المرتبطة بالموقع الذي كان يعمد فيه يوحنا المعمدان والذي تعمد فيه يسوع المسيح . وتقع سلسلة المواقع هذه على امتداد وادي الخرار، شرقي نهر الأردن.
يوجد ثلاث برك في تل الخرار، وتقع البركة الأولى في المنحدر الغربي السفلي للتل، وهي تعود للعهد الروماني، أي ما بين القرنين الثالث والرابع بعد الميلاد ،أما البركتان الاخريتان، فهما يقعان على قمة الطرف الشمالي لتل الخرار. والبركة الجنوبية مستطيلة الشكل ولها درج داخلي على الجهة الشرقية وأربع درجات تمتد على امتداد عرض البركة، ويمكن مشاهدة ذلك بوضوح. ويستطيع الحجاج النزول إلى البركة من اجل أن يتعمدوا.
هنالك بركتان مربعتان تعودان إلى نفس الفترة الرومانية. وقد أضيفت الحجارة المربعة المنحوتة إلى الزاوية الجنوبية الغربية للبركة الشمالية الغربية من فترات لاحقة. وربما كانت تستعمل كدرج للنزول إلى البركة. ويصل الماء إلى البرك بواسطة اقنيه مغطاة بالقناطر.
يضم هذا الموقع الأثري، الذي يقع على بُعد تسعة كيلو مترات شمال البحر الميت، منطقتين أثريتين رئيسيتين هما تل الخرار، المعروف باسم “تلة مار إلياس” أو “النبي إليا”، ومنطقة كنائس “يوحنا المعمدان” قُرب نهر الأردن. وهذا المكان الواقع في وسط منطقة قفرة يُعتبر وفقاً للتقاليد المسيحية الموقع الذي تم فيه تعميد يسوع المسيح على يد يوحنا المعمدان. ويتميز المكان بآثار تعود إلى العصور الرومانية والبيزنطية، كالكنائس والمعابد الصغيرة والأديرة، والكهوف التي كانت تُستخدم كملاجئ للنساك، فضلاً عن البرك المائية المخصصة للتعميد، مما يدل على القيمة الدينية لهذا المكان. كما هذا الموقع يمثل مقصداً للحجاج المسيحيين. وعليه فقد وافقت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو عام 2015 على إدراج هذا الموقع الثقافي على قائمة التراث العالمي تحت مسمى “موقع المعمودية “بيت عنيا عبر الأردن” (المغطس).
وفي يوم الغطاس او ذكرى معمودية السيد المسيح لا تزال هناك تقاليد وعادات وموروثات سارية حتى اليوم ومنها انتظار الاهالي للسادس من كانون الثاني الذي حددته الكنيسة للاحتفال بهذه الذكرى من اجل اعطاء سر المعمودية لاولادهم كما يقوم المؤمنون في مثل هذا اليوم بتبريك المياه واضاءة الشموع وانارة منازلهم والسهر حتى منتصف الليل كي يمر المسيح ويباركهم ويقولون “دايم دايم” كي تدوم النعم والبركات وكل غطاس وانتم بخير وعسى ان نغطس دائما بالمحبة والتسامح والتمسك بالايمان الذي هو فيه خلاصنا.