Beirut weather 15.41 ° C
تاريخ النشر August 15, 2024
A A A
حميّه: الوزارة لن تألو جهداً ولن تتردد في إنفاق ما يتوجب عليها تجاه أهلها في الجنوب

رعى وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال الوزير علي حميه حفل إطلاق مشروع تأهيل وصيانة اوتوستراد صيدا الزهراني برج رحال “أوتوستراد الإمام السيد موسى الصدر” والذي أقيم عند محلة برج رحال، بحضور أعضاء كتلتي “الوفاء للمقاومة” و”التنمية والتحرير” في البرلمان اللبناني حسن عز الدين، حسين جشي، علي خريس، رئيس اتحاد بلديات قضاء صور المهندس حسن دبوق، رئيس اتحاد بلديات ساحل الزهراني علي مطر، مسؤول الشؤون البلدية والاختيارية في حركة “أمل” بسام طليس، مدير مديرية العمل البلدي بمنطقة جبل عامل الأولى في “حزب الله” علي الزين، ورؤساء مجالس بلدية واختيارية وفاعليات وشخصيات من المنطقة.

افتتح الحفل بالنشيد الوطني، وألقى النائب عز الدين كلمة رحب فيها بإسم الجنوب وباسم “حزب الله” وحركة “أمل” بالوزير حميه ممثلاً عن الحكومة اللبنانية، مشيراً إلى أهمية اطلاق المشروع في هذه الظروف الصعبة مع إدراكنا للإمكانيات المتاحة، متوجها بالشكر من الحكومة على ما تستطيع أن تقدمه “لتبلسم جرحاً هنا أو ترفع ألماً هناك”.

وأضاف النائب عز الدين: “مع هذه المبادرة، يبقى أن نقول في ظل كل الذي يحدث هنا في الجنوب، ليعلم الكل أنّ المقاومة تمارس دورها وواجبها ومسؤوليتها الوطنية لأجل الوطن وبقائه وحمايته وللدفاع عنه من جنوبه إلى شماله ومن غربه إلى شرقه، لذلك نحن نعتبر أنّ ما تقوم به المقاومة هو مسؤولية وطنية وأخلاقية وإنسانية والتزام تجاه أهلنا”.

وتابع النائب عز الدين: “للذين يتحدثون عن الحياة ومفهوم الحياة، نحن الذين نريد الحياة، وهذه المشاهد وأنتم تمرون على هذه الطرقات لاحظتم مدى حيوية وبقاء الناس وتشبثهم بأرضهم، لأن هذه الأرض روتها دماء الشهداء الطاهرة المقدسة التي يجب أن نحافظ عليها وهذه الدماء هي لأجلنا نحن لنعيش بحرية وكرامة، وهذه الحياة نحن الذين نعرفها، نحن نريد أن نعيش إنما نريد أن نعيش بكرامة، لذلك مفهوم الحياة هو أن تعيش بكرامة وهذا ما نقوم به في هذا الحفل الكريم، لتأهيل وصيانة الأوتوستراد إلى صيدا وبيروت، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أننا متمسكون بالحياة وبالكرامة معا، لا حياة بدون كرامة، ولا كرامة بدون تأمين العدالة الاجتماعية للناس”.

خريس

بدوره، تحدث النائب خريس، فتقدم بإسم الثنائي الوطني وباسم اتحادي بلديات قضاءي صور والزهراني بالترحيب بالوزير حميه في بلدكم وعلى أرضكم، لافتاً إلى أن “هذه المنطقة التي نستقبل فيها اليوم وزير الأشغال العامة والنقل لها حكاية وتاريخ في المقاومة والتضحية والفداء، وهي التي شهدت على الانسحاب الإسرائيلي الاول عام 1985 خوفاً ورعباً من ضربات المقاومة، وبفضل دماء الشهداء وتضحيات المجاهدين، وقد أثبتت على الدوام بأنها ستبقى تلقن العدو الإسرائيلي دروسا في الجهاد والعطاء والتضحية”.

وأضاف:” نقول للقاصي والداني، لكل مكونات المجتمع اللبناني ولكل أحزابه، لولا المقاومة لكان الجيش الإسرائيلي في عاصمتنا بيروت، فالمقاومة هي التي حمت لبنان ودافعت عنه وطردت الجيش الذي لا يقهر ولا يهزم، هذا الجيش قهر على أرض الجنوب، ولعله لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي يستطيع شعب وتستطيع مقاومة تحقيق ذلك، هذه المقاومة التي أسسها الإمام القائد السيد موسى الصدر، تستطيع طرد الجيش الإسرائيلي من هذه الأرض، والذين يهددون اليوم نقول كما عبر دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري بالأمس عندما قال إننا نحتفل بذكرى 14 آب ذكرى مجيدة، ذكرى الانسحاب الإسرائيلي وطرده، وذكرى انتصار المقاومة على الجيش الإسرائيلي، هذه مناسبة عظيمة يجب أن نتذكرها دوماً”.

وشدد النائب خريس على أن “صيانة هذا الأوتوستراد الذي يحمل إسم الإمام الصدر عمل مهم جداً، ونطالب بأن تُستكمل باستئناف أعمال الجزء المتبقي منه، والذي يمتد من هذه النقطة إلى مفرق العباسية في المرحلة الاولى، ومن ثم إلى مفرق قانا في مرحلته الثانية، تنفيذاً للوعد الذي سمعناه من الوزير حميه عند زيارته منذ فترة لدولة الرئيس نبيه بري”، معرباً عن جهوزية كاملة للمساعدة في حلحلة العوائق التي تحول دون ذلك.

 

 

وألقى الوزير حميه كلمة استهلها بتوجيه التحية للأرض “التي تعبّدت بالدماء لتعطي البلد كله عزة وكرامة على مساحة الوطن”، مشيراً إلى أن “الحكومة اللبنانية ووزارة الأشغال العامة والنقل لو قدمت للجنوب كل شيء فهي مقصرة، لأنّ الجنوب وأهل الجنوب، أعطوا الحكومة اللبنانية – وخصوصا في الفترة الأخيرة – وجوداً على المستوى الإقليمي ومستوى القرار، إذ لم تعد جعبتنا فارغة إذا أردنا التواصل مع أحد، ولم نعد نناقش المجتمع الإقليمي والغربي عن ضعف، بل على العكس تماماً نناقش اليوم ونحن أقوياء، ونعلم أنّ خلفنا قوة وسند”.

وقال الوزير حميه: “بالنسبة الى ورش صيانة أوتوسترادات لبنان، عادة تبدأ من العاصمة بيروت باتجاه الجنوب ومن العاصمة باتجاه كل لبنان، العاصمة التي نفتخر بها ونعتز، لكننا اليوم سنبدأ من جنوب الليطاني من الجنوب من قضاء صور بالصيانة لكل أوتوسترادات لبنان باتجاه العاصمة بيروت، وهذا لا يشكل صفر بالمئة مما يقدمه الجنوب من عزة وصمود وكرامة لكل الشعب اللبناني”.

وأضاف: “جرى الكلام عن خطة الطوارئ وهل ستموّل الحكومة اللبنانية المشروع، نحن بالنسبة الى وزارة الأشغال العامة والنقل لدينا مسؤوليات معينة، والجميع يعلم ما هي مسؤوليات وزارة الأشغال العامة والنقل، بالنسبة الينا لن ننتظر أي أحد، واعتمادات وزارة الأشغال العامة والنقل التي كان هؤلاء النواب أساساً في إقرارها بموازنة العام 2024، سيكونون أساساً باعتماداتها في موازنتها للعام 2025”.

وتابع: “الوزارة لن تألو جهداً ولن تتردد في إنفاق ما يتوجب عليها تجاه أهلها في الجنوب، ولن تنتظر أي قرار في سياق ذلك، أما من يسأل لماذا سندفع الاموال للجنوب، فنقول إن الجنوب بالنسبة الينا وكما قيل في السابق، نحن تشرق شمس عزتنا من جنوب لبنان لكل لبنان، واليوم نحن جميعاً موجودون في الجنوب وبدون دعوة، وشاطئ صور أكبر دليل على صمود الناس ووجود النواب ورؤساء الاتحادات والبلديات إلى جانبهم وفي خدمتهم”.

ولفت الوزير حميه إلى “أننا سنبدأ اليوم بصيانة الطريق من برج رحال باتجاه صيدا، ومنها باتجاه المدينة الرياضية وصولاً إلى بيروت، أما بالنسبة الى بقية مراحل الأوتوستراد، ورغم أننا أمّنا التمويل ووضعناه جانباً، إلا أن هناك بعض التعديات على استملاكاته، ونحتاج هنا لمساعدة النواب والفاعليات لإزالتها”.

وأكمل: “التمويل المطلوب لانجاز المرحلة الاولى من الأوتوستراد من برج رحال إلى صور موجود وليس له علاقة بما ننفقه الآن، وسنكمل في العام المقبل الجزء الثاني منها، وتتمثل بالمشاريع المتوقفة منذ العام 2012 أي منذ أكثر من 12 سنة”.

وأشار إلى أن “فرق الإدارة في الوزارة قامت بالكشف على كل الطرقات الأساسية لمحافظة الجنوب، وقد تم تأمين الإعتمادات اللازمة لها تمهيداً للقيام بإعداد الملفات التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من انجازها”.

وتحدث وزير الاشغال عن القوانين التي تحكم عمل الوزارة، “فالمشرّع اللبناني ووفق القوانين التي تم تشريعها بعد عام 2019، حكم الوزارات بآلية رقابية من جهة إلى أخرى ما يؤدي إلى استهلاك الوقت، إلا أننا وبالتعاون مع النواب والبلديات والأجهزة الرقابية ووزارة المال نسرّع عجلتها وفق القوانين المرعية، كي نستطيع تنفيذ عدد من المشاريع قبل موسم الشتاء، في حين أن كل ما نفعله لا يساوي قطرة دم شهيد، والحكومة اللبنانية هي سند وعضد و”مسؤولة” عن الجنوب، وهذا جواب للبعض، مسؤولة عنه قبل العدوان وقبل تصرفات العدو الإسرائيلي وخصوصا بالمرحلة الأخيرة بعد 7 أكتوبر وخلاله وبعده، راجياً من الله أن نكون على قدر أمل وتطلعات وتوقعات أهلنا في الجنوب”.