Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر December 28, 2019
A A A
حكومة «الإنقاذ» ضرورة… وحكومة اللون الواحد لن تنال الثقة
الكاتب: دوللي بشعلاني - الديار

إنّ المهمّة الأولى للحكومة المقبلة سيكون هدفها الأساسي إنقاذ البلد ممّا يُعاني منه اليوم من أزمة إقتصادية ومالية وإجتماعية ومعيشية، ومنع بالتالي ما يُخطّط له من انهيار كامل يصبّ في مصلحة «إسرائيل». ولهذا فإنّ الحكومة التي يعمل الرئيس المكلّف حسّان دياب على تأليفها لا بدّ وأن تكون «حكومة الوحدة الوطنية» من خلال احترام الميثاقية، على ما أكّدت مصادر سياسية واسعة الإطلاع مقرّبة من فريق 8 آذار، سيما وأنّ كلاً من أميركا و«إسرائيل» تريدان إقحام لبنان في الصراع الدائر في المنطقة، بعد أن كان يُحيّد نفسه عنه لسنوات عدّة حفاظاً على استقراره وعلى ازدهاره.
وتقول المصادر بأنّ الحكومة التي ستتألّف من إختصاصيين ومستقلّين، على ما يشاء الرئيس المكلّف، يُفترض أن تحظى بثقة مجلس النوّاب المؤلّف من الكتل النيابية التي تمثّل الأحزاب اللبنانية، ولهذا فإنّ عدم أخذ رأي هذه الأخيرة بالإعتبار، يجعل الحكومة تسقط في البرلمان إذ لم تحصل على الثقة المطلوبة. ومن هنا، فإنّ أي حكومة من لون واحد لن تنال الثقة، وأي حكومة لا تحظى بموافقة غالبية الأحزاب من الصعب أن تمرّ. وهذا الأمر يعلمه تماماً دياب، ويضعه نصب عينيه خلال الإتصالات والمشاورات التي يستكملها لتأليف الحكومة سريعاً. كذلك فإنّ ضرورات حكومة الوحدة الوطنية تفرض نفسها اليوم على ما عداها، خصوصاً وأنّ هدف الحكومة الأولي إنقاذ البلد وانتشاله من الإنهيار التام.
وأوضحت المصادر، بأنّ أمر استبعاد الشخصيات المستفزّة للبنانيين عن الحكومة الجديدة أصبح أمراً محسوماً، ولهذا فلا حاجة للتظاهر في الشارع ضدّ عودة الوزير الفلاني أو ذاك، مذكّرة بأنّ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أعلن عن عدم رغبته بالمشاركة في الحكومة منذ الحديث عن تشكيلها برئاسة سمير الخطيب الذي سقط اسمه من قبل دار الإفتاء، كما من قبل الشارع. ولهذا فلا داعي للمزايدات وللمزيد من الإرباك في البلد خصوصاً بعد أن وافقت الأكثرية على تكليف دياب بتأليف الحكومة، ويقوم هذا الأخير بالمهمّة الموكلة اليه بكلّ انفتاح داعياً الجميع للتعاون معه لمصلحة البلد.
وفي رأي المصادر، بأنّ جزء من الشارع الطرابلسي الذي يُهدّد بالعودة الى الإحتجاجات والتظاهرات بعد عيد رأس السنة كونه يريد عودة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري الى السراي الحكومي، ويرفض تأليف دياب لها، عليه أن يعلم بأنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان من أكثر الحريصين على التسوية السياسية، ومن أكثر المتحمّسين لعودة الحريري. غير أنّ إعلان الحريري عن استقالته من دون التشاور والتنسيق مع عون، ومن ثمّ اتخاذ قرار ترك مهمة تأليف الحكومة الجديدة لشخص آخر سواه، كان يُراد منه أخذ البلد الى الفراغ وهذا ما لم يرضَ به رئيس الجمهورية
أمّا الردّ على كلام الحريري المتعلّق بتفرّد الوزير باسيل بتشكيل الحكومة، فيكون، على ما شدّدت المصادر، بتأليف حكومة مستقلّة من قبل دياب، لا تضمّ وجوهاً مشبوهة أو مموّهة، وتحظى بالتالي بغطاء سياسي داخلي وخارجي بطبيعة الحال. ودعت الى ترك ردّات الفعل والتحريض والتشنّج والنكايات جانباً، لكي تصل مسألة التأليف الى نهاية سعيدة تُرضي جميع اللبنانيين وتُحافظ على الدستور الذي يجب أن يكون الموجّه الأساسي لكلّ شيء في البلد.
وفيما يتعلّق بتشديد الإدارة الأميركية العقوبات الإقتصادية على حزب الله في العام المقبل أكثر فأكثر، فلم يعد يجدي نفعاً، من وجهة نظرها، سيما وأنّ العقوبات باتت تشمل اليوم، على ما نرى، جميع المصارف وأموال جميع اللبنانيين من خلال فقدان الدولار من السوق وشحّ الأموال المتداول بها حتى بالليرة اللبنانية. ولهذا، فإنّ الحكومة الجديدة ستجد حلولاً لهذه الأزمة التي لا يجب أن تستمرّ لفترة إضافية بعد، وإلاّ فإنّ الإنهيار الكامل سيطال جميع المؤسسات العامّة والخاصّة.