Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر June 22, 2020
A A A
حسِّنوا ذاكرتكم بهذه الوسائل الطبيعية
الكاتب: سينتيا عواد - الجمهورية

من المرجّح أنه سبق لكم أن ردّيتم التحيّة على شخص تعرفونه منذ أعوام أثناء تواجدكم في أحد الأماكن العامة، غير أنّ اسمه قد تبخّر كلّياً من دماغكم. وقبل بدء البحث على الإنترنت عن علامات الخرف، تأكدوا أنّ بعض التغيرات في الذاكرة والإدراك هو جزء طبيعي من عملية الشيخوخة. لكن كيف يمكن الحفاظ على ذاكرة قويّة ونشِطة لأطول فترة ممكنة؟
مهارات معرفية عديدة، مثل تعدّد المهام وسرعة المعالجة، تبلغ ذروتها عند بلوغ 30 عاماً تقريباً، ثمّ تميل للانخفاض مع التقدّم في العمر. ولكن من خلال القيام بخيارات ذكية متعلّقة بنمط الحياة، يمكنكم إعادة تدريب عقولكم حفاظاً على حدّتها وقدرتها على التركيز.
ولبلوغ هذا الهدف، ما عليكم سوى اتّباع توصيات الأستاذة المشاركة في العلوم المعرفية في جامعة كاليفورنيا في مدينة إرفاين، ساره مادنك:
– محاولة التذكّر قبل الاستعانة بـ»Google»
الإنترنت مفيد في الكشف عن اسم ممثل تعرفونه ولكنكم نسيتم اسمه. غير أنه يُغذي حالة جديدة تُعرف بفقدان الذاكرة الرقمي، أي نسيان المعلومة بسبب منح الثقة لجهاز ذكيّ يُذكّر بها. الدماغ عبارة عن آلة يجب استعمالها وإلّا ستتمّ خسارتها. عند تعلّم أشياء جديدة وإعادة تذكّرها لاحقاً، تنشط أجزاء في الدماغ تشارك بشكل وثيق مع الذاكرة. ولكن عند الاعتماد على مصادر خارجية، مثل الهاتف أو الإنترنت، لتذكّرها، فإنّ هذه المناطق في الدماغ تضعف. إذاً، وفي المرّة المقبلة التي تواجهون صعوبة في تَذكّر اسم شخص مشهور، ثقوا في أنّ دماغكم يعلم الجواب وهو الوسيلة الوحيدة للاستعانة بها. الأمر ذاته ينطبق على «Google Maps». وكلما فكّرتم في الأمور بطرق جديدة، ساهمتم في زيادة تفاعل عقلكم، وبالتالي الحفاظ على صحّته لوقت أطول.
– أخذ قيلولة
النوم المُريح وعالي الجودة أساسي عندما يتعلّق الأمر بالتفكير والتصرّف سريعاً وإيجاد الإجابات الجيّدة. وبالتالي لا بديل عن توفير 7 إلى 8 ساعات من النوم كل ليلة. غير أنّ القيلولة ذات توقيت استراتيجي يمكن أن تُعطي نتائج مماثلة بشكلٍ مُدهش. فقد توصلت الأبحاث إلى أنّ 90 دقيقة من القيلولة قد تنافس ما ستحصلون عليه بين عشيّةٍ وضحاها من حيث تقوية الذاكرة، والإبداع، والإنتاجية. أمّا في حال صعوبة إدخال هذه المدة إلى جدولكم اليومي، فالخبر الجيّد هو أنّ 30 دقيقة من القيلولة قد تساعد على حفظ المعلومات أيضاً.
– ممارسة الرياضة يومياً
في أي وقت تتحرّكون فيه بطريقة تعمل على ضخّ الدم، تمنحون دماغكم دُفعة جيّدة. فالدم مليء بالأوكسجين والمغذيات التي تُغذّي العقل. فضلاً عن أنّ الرياضة تدفع الدماغ إلى إنتاج بروتين يُحفّز الخلايا العصبية على التواصل بطريقة أكثر فاعلية. فعندما طلب علماء «University of Illinois» من 120 شخصاً بين 55 و80 عاماً قضاء 40 دقيقة لمدة 3 أيام أسبوعياً يمشون سريعاً أو يقومون بتمارين التمدد، وجدوا أنه بعد مرور عام واحد، كان مركز الذاكرة في أدمغة الأشخاص الذين مَشوا 2 في المئة أكبر مقارنةً بالذين تمدّدوا. قد تجدون هذه النسبة ضئيلة، ولكنها كافية لعكس انكماش الدماغ الذي يحدث طبيعياً عند الشيخوخة في الفترة الزمنية ذاتها. حتى التمرين الواحد قد يكون كافياً لمنحكم دُفعة معرفية سريعة، فقد توصّلت دراسة صغيرة ولكن واعدة عام 2019 إلى أنّ الأشخاص الذين ركبوا الدراجة الثابتة مدة 30 دقيقة كانت لديهم قدرة أفضل على تَذكّر الأسماء مقارنةً بالذين اكتفوا بالاستراحة.
– عدم المبالغة في تعدّد المهام
إنّ تعدّد المهام قد يجعلكم تشعرون بالإنتاجية، ولكنّ العكس هو الصحيح! فالدماغ غير مصمّم للقيام بأعمال عديدة في آن، وبالتالي فإنه سيشعر بالإجهاد، ويتمّ ارتكاب مزيد من الأخطاء وجعل الشخص أقلّ كفاءة. فضلاً عن أنّ هذا الضغط يحفّز إفراز هورمونات تتداخل مع الذاكرة قصيرة المدى. لذلك إذا رنّ هاتفكم أثناء تحدّثكم مع أحدهم، قد يصعب عليكم تذكّر ما كنتم تقولون بعد إنهاء اتصالكم. بدلاً من محاولة القيام بكل الأعمال المتوجبة عليكم دُفعةً واحدة، إعملوا بذكاء ونظّموا وقتكم بشكلٍ يسمح بإتمام كل وظيفة خلال فترة زمنية محدّدة.
– تناول الأطعمة الصديقة للدماغ
تملك التغذية تأثيراً كبيراً في ذاكرتكم وقدرتكم على التركيز والاحتفاظ بالمعلومات. وإلى جانب الغذاء الصحّي والمتوازن، وجدت الأبحاث العلمية مجموعة أطعمة مهمّة للدماغ أبرزها التوت المليء بمركّبات «Anthocyanins» المضادة للأكسدة التي تدخل الدماغ وتُلقي القبض على الجذور الحرّة المضرّة وتطردها. كذلك، فإنّ الشمندر غنيّ بالنيترات التي تتحوّل إلى أوكسيد النيتريك في الدم. ولذلك يُهدّئ الشمندر الأوعية الدموية في الجسم فيُعزّز تدفّق الدم الذي كلما زاد حجمه داخل الدماغ، أصبح الشخص أكثر ذكاءً. أمّا بالنسبة إلى الكركم، فهو يحتوي على مادة «Curcumin» المضادة للالتهاب، والتي تبيّن أنها تحسّن الذاكرة والانتباه وتحارب الألزهايمر.