Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر December 25, 2019
A A A
حسّان دياب يحرق آخر مراكب 14 آذار!
الكاتب: مرسال الترس - سفير الشمال

مجموعة الرابع عشر من آذار التي تضعضعت في فترة التحضيرات لآخر انتخابات لرئاسة الجمهورية التي أوصلت النائب العماد ميشال عون الى قصر بعبدا، والتي تفككت بشكل كامل بعد اتفاق باريس بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، ومن ثم بعد اتفاق معراب بين حزب القوات اللبنانية والتيار البرتقالي، جاء تكليف الوزير السابق حسّان دياب بتشكيل الحكومة الجديدة ليحرق آخر مراكبها، بالرغم من أن بعض من كانوا أركانها ما زالوا يرفضون لفظ النفس الأخير لها، ويعدون أنفسهم بعودتها يوماً ما، ارتباطاً بهذا الموقف الاميركي او ذاك، وأبرزهم رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي يرفض التسليم بنهايتها بالرغم من أنه كان أبرز الذين وضعوا المسمار الأخير في نعشها.

ولإظهار حقيقة ما آلت اليه صحة 14 آذار سنلقي الاضواء على ما ذهبت اليه العلاقات بين تيار المستقبل وحزبي القوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي:
دفّ العلاقة بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية لم ينفخت فقط وإنما تشلع على أطراف تسمية الرئيس المكلف ابن الجامعة الاميركية حيث كان الحريري يراهن على تشابك مواقفه مع مواقف القوات التي خذلته في آخر لحظة مفصلية ودقيقة جداً، ويُقال أنها ارتبطت بمواقف جهات خارجية تشكل حساسية مفرطة للشيخ سعد. ويعتقد المراقبون أن تدحرج العلاقات بين الطرفين هو نتيجة تراكمات: بدأت في العام 2005 حين أعتقد المستقبل أنه سيملك قرار القوات الى ما لا نهاية عندما كانت له المساهمة الفعالة في إقرار قانون العفو عن جعجع، ليصطدم الطرفان على هامش حصص الانتخابات النيابية ومن ستكون له الكلمة المؤثرة في جسم 14 آذار امتداداً الى الانتخابات الرئاسية والبلدية وما بينهما. واذا كان الحريري قد بلع بحصة
القوات في خريف العام 2017 فأنه أطلق الاتهامات في وجهها بالامس حين أعلن انه تفاجأ بموقفها. ولم يقتصر الأمر على المفاجأة بل تعداها الى وصف جعجع بالغادر من قبل مناصريه في طرابلس.
وطبل العلاقة بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي كان صوته يرتفع ويخبو كلما وصلت إحدى الازمات الى خانة الحسم، فكانا يتبادلان الاتهامات بتقديم المصالح الشخصية على ما عداها الى أن وصف جنبلاط “قوى المستقبل المتسترة بالتكنوقراطية بالعقم والافلاس”، محملاً الاخطاء بالجملة والمفرق الى معراب وبيت الوسط.
أما بوق العلاقة بين حزبي القوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي فمبني أصلاً على عدم الثقة منذ حروب الجبل في ثمانينيات القرن الماضي ثم جمعتهما المصيبة بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري في العام 2005 لينضويا تحت راية 14 آذار تحت عنوان الدعوة لاخراج الجيش السوري من لبنان ليتم بناء الثقة بينهما على طريقة خطوة الى الامام وأخرى الى الوراء، فأتى تكليف المهندس دياب بالامس القريب ليفضح تلك “العلاقة الوثيقة” بينهما في التصويب على التيار الوطني الحر حيث شكلّت تسمية السفير نواف سلام هشاشة ذلك التنسيق المصطنع الذي أوصل المهندس دياب ليقطف وردة التكليف.
وبات واضحاً لدى المراقبين أن مرحلة تكليف حسان دياب قد كشفت الحالة المؤسفة لذلك المخلوق الذي حمل اسم 14 آذار والذي تمت تصفيته وهو في عمر الورود.