Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر March 10, 2017
A A A
“حسينة” تروي: قتلوا عائلتي وأحرقوا ابني حيا امام عيني
الكاتب: الموندو

 

نشرت صحيفة “الموندو” الإسبانية تقريرا، نقلت من خلاله آخر مستجدات وضع اللاجئين الروهينجا، الفارين من الهجوم العسكري الأخير بقيادة الجيش البورمي، وقصص معاناتهم على يد القوات النظامية، فضلا عن انتهاكات حقوق الإنسان التي طالت هذه الأقلية في البلاد. وأوردت الصحيفة، في تقريرها، تصريحات إحدى اللاجئات التي فرت من الجيش البورمي، حيث أقرت حسينة، متحدثة عن مقتل زوجها، بصوت كسير حزين أن “الجيش البورمي قام بتجميع الرجال، وأجبرهم على نزع قمصانهم، ومن ثم أمرهم بجلوس القرفصاء، وأعدمهم جميعا. لقد قاموا بإطلاق النار على الرجال والأطفال، أما الذين نجوا، فقد قاموا بذبحهم”. ونقلت الصحيفة حيثيات الواقعة المؤلمة التي تعرضت لها هذه المرأة التي كانت شاهدة على موت زوجها وأبنائها الثلاثة، الذين تبلغ أعمارهم على التوالي 14 و12 و10 سنوات، على مرأى من الجميع.
وفي هذا الصدد، قالت حسينة، التي لم تجف عينيها من الدموع أثناء حديثها، أنه “بعد قتلهم، كدس الجنود الجثث، ومن ثم سكبوا مادة الكيروسين، ليضرموا النار في الجثث فيما بعد. وعندما ركض ابني الصغير البالغ من العمر ثمانية سنوات باتجاه هذه المجموعة وهو يصرخ “أبي ! أبي “، أمسك به أحد الجنود من ذراعيه وألقى به في النار. لقد شاهدت بنفسي كيف أحرقوا ابني حيا”. والجدير بالذكر أن هذه المرأة تعيش الآن في مخيم كوتوبالونج، علما وأنها لا تزال على قيد الحياة بفضل المساعدات الدولية؛ بعد أن كانت تعيش في رفاهية في إحدى قرى راخين، دار جيي زار.
وأوضحت الصحيفة أنه، وفي 13 من تشرين الأول، شهدت بورما أحداثا مروعة أودت بحياة الكثيرين. وفي هذا الصدد، بينت حسينة أنه “في ذلك اليوم، وصل إلى دار جيي زار حوالي 800 عنصر من قوات الأمن البورمية، من بينهم 500 رجل من القوات النظامية والجيش وعناصر مليشيات محلية. وقاموا بمحاصرة القرية كي لا يتمكن أي أحد من الفرار”. وأضافت حسينة “لقد قسمونا إلى مجموعتين: الأولى من الرجال والثانية من النساء والأطفال… لقد أجبروا زوجي وأبنائي الكبار أن يضعوا رؤوسهم في الماء، وهددوهم بإطلاق النار عليهم إن لم يستجيبوا لأوامرهم، ومباشرة إثر استجابتهم لمطالبهم قاموا بإطلاق النار عليهم”. وأردفت حسينة “لقد قسموا الجثث إلى خمسة أكوام قبل حرقها… ومن ثم أحرقوا منازلنا، لقد أصبنا بالدوار نتيجة للدخان الكثيف، ولم نكن قادرين على الرؤية وشعرنا بالاختناق”.
وأفادت الصحيفة أن الجنود سارعوا بالرحيل بعد إضرام النار في القرية وقتل كل رجالها وشبابها، تاركين النساء وسط مشهد مروع وهم ينظرون لأفراد عائلاتهم الغارقين في النيران، ليتحولوا فيما بعد إلى جثث متفحمة. أما بالنسبة لأموالهم وممتلكاتهم الثمينة، فقد نهبت كلها. وفي هذا السياق، قالت حسينة أن “ابنتاها الكبيرتان كانتا شاهدتان على كل شيء. ولقد طلبتا مني أن لا أتحدث عن تلك الوقائع تجنبا للمشاكل، إلا أنني أرفض الصمت”.