Beirut weather 24.41 ° C 8 Jun 2025 - 06:17:46
تاريخ النشر June 1, 2025
A A A
حزيران وعطر الشهادة
الكاتب: حسنا سعادة - موقع المرده

لم يكن شهر حزيران وحده الجامع بين استشهاد قامتين وطنيتين على مذبح وطن اراداه حراً موحداً سيداً ومستقلاً بل كانت العروبة والانتماء الوطني والعيش الواحد والخوف على لبنان من المشاريع التقسيمية القاسم المشترك ايضاً بين الرئيس الشهيد رشيد كرامي والوزير الشهيد طوني فرنجيه.
في الاول من حزيران عام ١٩٨٧ امتدت يد الاجرام لتطال رئيس حكومة يحمل مبادرة انقاذية فدفع حياته ثمن وطنيته وعروبته وتمسكه بالثوابت الوطنية.
وفي ١٣ حزيران من العام ١٩٧٨ كانت ايضاً يد الاجرام نفسها مسخرة للغدر بقامة وطنية تحمل مشروعاً ضد التقسيم الذي “لن يمر الا على اجسادنا” فكانت مجزرة اهدن التي ارتفع فيها طوني فرنجيه وزوجته وطفلته و٢٨ من اهلنا على مذبح الوحدة الوطنية.

في الاول من حزيران اغتيل رجل دولة فخسر لبنان رئيس حكومته المعتدل العربي القومي والوطني.
وفي ١٣ منه اغتيل النائب والوزير طوني فرنجيه فخسر لبنان زعيماً شاباً وقف بشراسة امام التقسيم وكان همه الاوحد لبنان الحر الموحد.
اليوم وبعد هذه السنوات العديدة لا نزال نستذكر اقوالهما وافعالهما وتضحياتهما ولا تزال مواقفهما راسخة في النفوس الابية رافضة لكل اشكال الانهزام والتشرذم والعبث بوحدة الوطن.
الكبار لا يموتون اذ تبقى ذكراهم ابد الدهر وتبقى مدرستهم الوطنية شاهدة على ان يد الغدر مهما تطاولت لن تتمكن من اسكات نفس وخط ومبادىء زرعهم شهداء ماتوا ليحيا لبنان.
في حزيران الـ ٧٨ كانت مجزرة ولا ابشع وفي حزيران الـ ٨٧ كان اغتيال ولا اقسى فكان ولا يزال الوجع كبيراً الا ان التعزية الكبرى بمقولة الشهيد طوني فرنجيه:
“الاشخاص زائلون اما لبنان فباق”.
وها ان لبنان وهو يخطو اليوم خطوات نحو التعافي لا يسعنا الا ان نتذكر ونعمل بهدى من استشهد في سبيل صونه وحمايته وعدم زواله.