Beirut weather 14.65 ° C
تاريخ النشر June 13, 2025
A A A
حزيران شهر التحولات التي لا تنتهي تداعياتها!…
الكاتب: مرسال الترس

كتب مرسال الترس في موقع المرده

غالباً ما ارتبط اسم شهر حزيران بتحولات كبيرة ومؤثرة في منطقة الشرق الأوسط بالرغم من أن اسم هذا الشهر مشتق من اللغة السريانية، ويُقال أن مرتبط بحصد القمح أو بالتبريد في الكوز( الذي هو عبارة عن إبريق صَغير خَزَفيّ أو مَعْدنيّ أسْطوانيّ الشَّكْل).

فهل يمكن أن يكون شهر حزيران من العام 2025 فاتحة تبريد بين الموارنة في لبنان حيث يجب أن يخرج “صوت ماروني معتدل” كما دعا مؤخراً النائب الماروني عن قضاء زغرتا طوني سليمان فرنجيه؟

*في الخامس من حزيران 1967 استطاعت الدولة اليهودية بقواتها الجوية المتفوقة وبدعم غربي واضح أن تدمّر قدرات الجيش المصري الذي كان يُعتبر أقوى الجيوش العربية، الى جانب قصم ظهر الجيشين السوري والأردني واحتلال اراضٍ شاسعة من الدول الثلاث.

*وفي الثالث عشر من حزيران ارتكبت مجزرة في بلدة اهدن المارونية الصِرف، راح ضحيتها إحدى وثلاثين شهيداً من أبنائها من بينهم النائب طوني سليمان فرنحيه وزوجته فيرا وابنتهما جيهان ابنة الثلاث سنوات، على يد عناصر مسلحة من حزب الكتائب اللبنانية المعروف بغالبيته المارونية يتقدمهم الشاب سمير جعجع من بلدة بشري المجاورة ذات الغالبية المارونية. وقيل حينها وفق ما تضمنته بعض الكتب التي أرّخت تلك المرحلة أن المسؤول الاسرائيلي دايفيد كيمحي كان له بصمات في ذلك الهجوم غير المسبوق، مع الاشارة الى أن كيمحي نفسه كان أحد الديبلوماسيين البارزين في الوصول الى توقيع اتفاق 17 آيار 1983 مع لبنان في عهد الرئيس أمين بيار الجميل والذي جرى اسقاطه لاحقاً.

واللافت أن تاريخ ارتكاب مجزرة اهدن قد تزامن مع عدم تنفيذ الدولة اليهودية للقرار 425 الصادر عن الأمم المتحدة بالانسحاب من لبنان، لا بل انها اقتطعت من حدوده الجنوبية شريطاً أمنياً وكلفت الرائد في الجيش اللبناني سعد حداد بالاشراف عليه لحماية حدودها الشمالية من هجمات المسلحين الفلسطينيين.

*ومن قبيل الصدف ربما، أن يقوم الطيران الحربي للدولة اليهودية في الثالث عشر من حزيران 2025 بالهجوم على العديد من المواقع الصاروخية والنووية في ايران التي سيكون لها تداعيات كبيرة جداً على منطقتي الشرق الأوسط والخليج!

وبانتظار تبيان الخيط الأبيض من الأسود… هل سيتاح للموارنة في لبنان ان يبلوروا ذاك الصوت المعتدل الذي يعكس تجذرهم في هذه الأرض التي دفع آباؤهم وأجداداهم أغلى الدماء من أجل بقاء صخورها شامخة في وجه العديد من جحافل الجيوش التي تعاقبت عليها منذ الآف السنين قبل ظهور السيد المسيح.