يعود مجلس النواب الى نشاطه التشريعي بعد غد الاربعاء في جلسات مخصصة لمناقشة الموازنة دعا اليها رئيس المجلس نبيه بري، وسط تباينات حول الارقام وتوحيد سعر الصرف والدولار الجمركي والقضايا الاخرى. وليست الموازنة وفذلكتها هي من البنود الخلافية بين القوى السياسية والنيابية كافة، بل “الجميع متمترس” خلف مطالبه وطروحاته الرئاسية والحكومية، وفق ما تؤكد اوساط نيابية بارزة في تحالف 8 آذار و”الثنائي الشيعي”.

وتكشف الاوساط ان الملف الحكومي متوقف عند “التشنج” الرئاسي الثلاثي، والامور “عالقة” عند عدم التجاوب مع دعوة حزب الله الى تفعيل الحكومة الحالية واعادة منحها الثقة لتكون حكومة اصيلة، وتتحمل مسؤوليات البلد وتتصدى للمشكلات الكبرى، وتتولى إدارة البلد في حال لم ينتخب رئيس، بعد سقوط اقتراح توسيع الحكومة الى 30 وزيراً وتطعيمها بـ6 وزراء يمثلون الطوائف الاساسية .

وتشير الاوساط الى ان الملف الرئاسي بدوره “مسكر” وليس هناك من اي مبادرة، لولا وجود مبادرة “النواب التغييريين”، والتي يقاربها تحالف 8 آذار وحزب الله بإيجابية ويتعاطى مع كل طرح للحوار والتلاقي على انه فرصة ليلتقي الناس ويتناقشوا ويتبادلوا الافكار والطروحات. وتشير الى ان ايجابية هذه المبادرة، ان اصحابها سيلتقون كل الكتل النيابية وسيعرضون عليهم مبادرتهم للنقاش وتبادل الافكار، وترى انه من الممكن الاتفاق على المواصفات للمرشح، ولكن الاصعب هو الاتفاق على الاسم.

في المقابل، يكشف النائب ياسين ياسين لـ”الديار”، ان اللقاءات التي تبدأ اليوم ستكون مكثفة وقد يكون هناك اكثر من لقاء في الوقت نفسه، ويشير الى ان الاصداء للمبادرة ايجابية واللقاءات فرصة للنقاش والوقوف على رأي الجميع من دون استثناء.

بدورها تؤكد النائبة بولا يعقوبيان لـ”الديار” ان اللقاءات تبدأ اليوم مع كتلة “الطاشناق” و”الكتائب” والنائب بلال بدر، وتنتهي السبت بلقاء “القوات”، بينما سيكون اللقاء مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ورئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل يوم الاربعاء.

وتكشف ان لقاءات اخرى ستحصل في “الاستراحة” داخل مجلس النواب، وبعد توقف الجلسات التشريعية لكسب الوقت، وتشير الى ان “النواب التغييريين” طلبوا مواعيد من رؤساء الكتل، ويأملون ان تكون هذه اللقاءات ناجحة ومثمرة ولم يضعوا شروطاً مسبقاً او لاحقة . وتؤكد ان الاصداء الاولية ايجابية، ونحن همنا ان “نلبنن” الاستحقاق وان ننتخب رئيساً للجمهورية وبمواصفات اعلناها، وان يكون مرشحاً انقاذياً وننتظر ان نسمع آراء الكتل النيابية جميعها.

وتكشف يقعوبيان ان اللقاءات حصرت بالنواب والكتل النيابية، وهي التي تنتخب في مجلس النواب وليس غيرها، وتقول ان المبادرة هي لوضع الجميع امام مسؤولياتهم لانتخاب الرئيس ولحشر كل من يهوّل بالفراغ وينادي به. وتؤكد ان العديد من السفراء العرب والاجانب يلتقون النواب “التغييريين”، وكلهم يتعاطون بلغة دبلوماسية ويطالبون بمنع الشغور وانتخاب الرئيس، ولكنهم لا يدخلون في الاسماء ولا يفصحون عن النوايا الحقيقية. وتقول لذلك نرى هذه المبادرة فرصة ليكون قرار الانتخاب بيد النواب وقرار لبناني مئة في المئة.