Beirut weather 15.41 ° C
تاريخ النشر April 25, 2018
A A A
حزب الله يحذّر من صعوبة وضع مرشحي حركة أمل
الكاتب: ابراهيم بيرم - النهار

حزب الله يحذّر من صعوبة وضع مرشحي حركة أمل في بيروت وبعبدا
*

تبدو حركة امل كأنها في وضع الغياب عن ملاقاة الاستحقاق الانتخابي الذي يوشك ان يدخل ايامه الاخيرة قبل يوم الامتحان الموعود. فالحراك المفترض لمرشحي الحركة الـ16 أو قيادتها في مثل هذه المناسبات، يظهر كأنه محتجب أو في أدنى درجاته مقارنة مع سواه من القوى الاخرى.
وفيما يقتصر نشاط رئيس الحركة الرئيس نبيه بري على لقاءات متواضعة يعقدها في مقر اقامته في المصيلح منذ ان انتقل اليه قبل أيام مع وعد بظهور قريب في صور، فان الجليّ ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هو من يتصدّر المشهد والنشاط والحراك عبر سلسلة اطلالات عقدها منذ مطلع نيسان الجاري شملت كل الدوائر التي للثنائي الشيعي فيها مرشحون، ومن المفترض ان تتوج بلقاء قريب حاشد ونوعي مع ناخبي البقاع الشمالي (بعلبك – الهرمل) حيث المعركة الأشد ضراوة، وحيث التحدي الاكبر للحزب في سعيه الاستبسالي الى الحيلولة دون أي خرق للائحته هناك.

ثمة في أوساط المطلعين على مسار المعركة في دوائر الجنوب والبقاعين الشمالي والغربي وبيروت وبعبدا وجبيل – كسروان التي يتصدى فيها الثنائي الشيعي للمواجهة والمنازلة، انطباع واستنتاج حيال هذا السلوك البارد والمفتقر الى الحيوية اللازمة للتنظيم العريق (يعود تأسيس حركة أمل الى ما قبل العام 1972) صاحب الراية الخضراء، ينطلقان من ثلاثة احتمالات:

– إما ان حركة امل مطمئنة كل الاطمئنان الى ان نتاجات بيدر الحصاد تتوافق تماما مع حسابات الحقل وتقديراته، وبالتالي فلا حاجة الى أي جهد استثنائي يظهر انها مهتمة بالحدث من اساسه، او انها مسكونة بهاجس المواجهة الحادة.

– وإما انها (الحركة) قد “تركت الجمل بما حمل” على عاتق شريكها وحليفها حزب الله ذي القوة المكينة والحركة الرشيدة والقدرة على التخطيط، واخذت هي راحتها في الاستراحة والانكفاء عن الفعل.

– وإما انها باتت في حال من الضعف والتراخي والترهّل يحول دون مضيّها في المعركة والاستحقاق الداهم الى الحد الاقصى على غرار سلوك كل القوى السياسية صاحبة الحول والطول في اللعبة الانتخابية والسياسية عموما.

الاحتمال الاول تقلل منه الى درجة كبيرة احصاءات واستطلاعات واستبيانات استشرافية بلغت اسماع المعنيين بالموضوع وفي مقدمهم بطبيعة الحال حزب الله، وملخصها: ان وضع المرشحَين اللذين سمّتهما حركة امل عن المقعدين الشيعيين في دائرة بيروت الثانية وفي دائرة بعبدا على وجه التحديد، ليس في احسن حالاته، وان فوزهما ليس بالضرورة محسوما ومضمونا، وذلك بناء على حسابات دقيقة اجرتها الدوائر المولجة بالعملية الانتخابية في الحزب، ومردّ ذلك الى أسباب عدة، في مقدمها ان مرشحَي الحركة في هاتين الدائرتين لم يلقيا الترحيب الكافي والمقدّر من جانب القواعد المحسوبة مباشرة على حركة أمل. فوضع كليهما اشبه بوضع الهابط بالباراشوت، فضلاً عن ان احدهما لم تكن له اي بصمة سياسية او اجتماعية مميزة. الى ذلك، لم يجد هذان المرشحان فور اعلان ترشيحهما الماكينة الانتخابية الناشطة والمستعدة في بيروت والضاحية الجنوبية لكي تصل في ما بينهما وبين القاعدة الانتخابية، وتنظم عملية الحشد الكافي الى صناديق الاقتراع في اليوم الموعود.
وعليه، كانت شكوى هذه القاعدة من تضاؤل النشاطات واللقاءات المكثفة مع المرشحين والقيادات الحركية المعنية على نحو تستشعر معه ان هناك مناخات منازلة انتخابية حقيقية يتعين الاستعداد التام لها.

لائحة بعبدا
وحيال ذلك، خرجت الجهات المشرفة على مسار العملية الانتخابية في حزب الله باستنتاج يعود الى نحو اسبوعين، فحواه ان هذا التباطؤ والغياب وتضاؤل الحماسة لدى المعنيين والمشرفين في الحركة، خصوصا في الضاحية الجنوبية (اي دائرة بعبدا)، أوجدت ثغرة من شأنها إذا لم تعالج وتستدرك ان “تخرق” كل حسابات الثنائي الشيعي القائمة اساسا على فرضية النجاح للمرشحين الشيعة الاربعة في بيروت الثانية وبعبدا، خصوصا بعد توافر معلومات تفيد ان قاعدة النائب السابق باسم السبع في الضاحية تتجه الى التصويت للمرشح الشيعي الخصم للثنائي واعطائه الصوت التفضيلي الذي يعزز فرص تغيير الحسابات.

لذا سارعت هذه الجهات الى اعلان نوع من الاستنفار العام بحثاً عن السبل الكفيلة باستدراك الموقف قبل فوات الاوان، واتخذت سلسلة اجراءات عملانية ابرزها:

– ابلاغ قيادة حركة امل انه يتعين عليها اعادة النظر بالسلوك البطيء لماكينتها الانتخابية في الضاحية الجنوبية وبيروت، وان عليها استطرادا التعامل بقدر اكبر من الجدية مع الاستحقاق لان الاجواء تنطوي على مؤشرات سلبية ما لم يتغير المسار.

– شرع الحزب في اعادة النظر في حساباته، لاسيما لجهة توزيع الصوت التفضيلي والتعامل مع واقع الحال على انه مشكلة تنطوي على أبعاد واحتمالات سلبية.

– أمر آخر نبهت اليه هذه الجهات المعنيين في الحركة يقضي بضرورة تجميد الخلافات والكف عن تسعير التناقضات مع التيار الوطني الحر الشريك الاساسي في لائحة الثنائي في دوائر بعبدا وبيروت الثانية والبقاع الغربي – راشيا.

وبحسب المعلومات التي رشحت، فان الامر أُبلغ الى الرئيس بري مقروناً بتمنٍ عاجل للعمل على استدراك الموقف واتخاذ ما يلزم قبل فوات الاوان.

مرشحو حزب الله
وفي ضوء كل ذلك، توصّل المتابعون للموقف الى استنتاج جوهره ان القوة الدافعة الناخبة لدى حركة امل هي الآن من حيث التراجع والاسترخاء في وضع لا يمكن مقارنته بما كانت عليه في عقد التسعينات، اي عندما كانت الحركة هي من تشكل لائحة الجنوب (عندما كان كله دائرة واحدة)، وتطلب من الحزب وسواه من الحلفاء والاصدقاء ان يسمّوا مرشحيهم (سُمح للحزب في انتخابات 1992 بتسمية مرشحَين فقط) وعندما كان للحركة الطاقة والقدرة على تأليف لوائح مستقلة في البقاع الشمالي وان تكون شريكا رئيسيا في تسمية المرشحين الشيعة في البقاع الغربي – راشيا، وان تتحدى حزب الله في تسمية مرشح لها ينافس مرشحه في الضاحية الجنوبية هو عينه المرشح الذي ينافس اليوم جديا مرشحا في الدائرة عينها.