Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر November 2, 2018
A A A
حزب الله «عاتِب وغاضِب».. وتعليق البحث بالمخارج!
الكاتب: اللواء

الثابتة الوحيدة مع العد العكسي للتحضيرات الجارية للاحتفال بالذكرى الـ75، لاستقلال لبنان، وبعد أسبوع من دخول التكليف للتأليف شهره السادس، هو ان طريق الاتصالات لم تكن سالكة بعد، لمعالجة عقدة ربع الساعة الأخير، المتمثلة بمطالبة حزب الله تمثيل سنة 8 آذار في الحكومة، من حصة الرئيس المكلف.
والمعلومات حول تجمّد الاتصالات تدحض من دون أدنى اجتهاد، ما دأبت المصادر القريبة من التيار الوطني الحر على الترويج له، في محاولة للتغطية على تطوّر جديد في المشهد السياسي، يتمثل ببروز الخلاف بين الرئيس ميشال عون وحزب الله إلى العلن.

وتنقل أوساط ذات صلة ان حزب الله غاضب على ما أعلن في الندوة التلفزيونية، فضلاً عن عتبه على عدم الاستماع للنواب السنّة، على نحو ما حصل مع «القوات» أو النائب طلال أرسلان أو سوى هذين الطرفين.
ومع ان مغادرة الرئيس الحريري قبل ظهر أمس بيروت، متوجهاً إلى باريس في «زيارة خاصة» على حدّ ما أوضح المكتب الإعلامي للرئيس المكلف فإن سفره جمّد المساعي، فقصر بعبدا لم يشهد لقاءات، لا علنية ولا سرية، ولا حتى اتصالات، أو زيارات، وفقاً لما كشفته مصادر قريبة من حزب الله، خلافاً لما ذكرته مصادر بعبدا عن وجود اتصالات، من الممكن ان تتوضح صورتها في الأيام القليلة المقبلة.
وتجدر الإشارة إلى ان الرئيس الحريري الذي يعود في الأيام القليلة المقبلة، سيغادر مجدداً إلى باريس للمشاركة في مؤتمر حول السلام، دعا إليه الرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون.
وكانت «اللواء» اشارت إلى المؤتمر ودعوة الرئيس الحريري إليه قبل عدّة أيام.

تجميد محركات التأليف
وفي تقدير مصادر سياسية مطلعة، ان سفر الرئيس الحريري المفاجئ إلى باريس، في زيارة خاصة، تعني ببساطة، ان محركات تأليف الحكومة جمدت أو أعطيت «اجازة اجبارية»، وان لا حل في الأفق، أقله في الأيام المقبلة، لعقدة تمثيل النواب السنة من 8 آذار، فيما انصرف «حزب الله»، بعدما باتت الكرة في ملعبه، إلى تقييم الوضع، لا سيما بعد موقف الرئيس ميشال عون برفض تمثيل هؤلاء النواب باعتبار انهم «فرادى وليسوا تكتلاً أو مجموعة»، إلا ان معظم أركان الحزب غابوا عن السمع، في حين كانت تجرى اتصالات «بالواسطة» مع الرئيس عون لإيجاد المخرج اللائق والممكن لهذه العقدة، بما يضمن الإسراع في تشكيل الحكومة، في وقت ذكرت مصادر المعلومات ان الرئيس عون لم يُقرّر بعد من سيكون الوزير السني من حصته، علماً ان الوزير الدرزي الثالث لن يكون من حصة رئيس الجمهورية، بل هو متفق عليه بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الوزير طلال أرسلان، ما يعني انه ستكون للرئيس عون حصة من أربعة وزراء، عدا الوزير الدرزي الثالث، بينهم مسيحيان وسني والوزير الرابع غير معروف بعد.
وأوضحت مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية ان إعلان الرئيس عون رفضه توزير أحد النواب السنة المستقلين، لأنهم ليسوا كتلة موحدة، لا يعني ان الاتصالات توقفت لمعالجة هذه العقدة، بل ان الاتصالات والمبادرات لا تزال مستمرة من خلال من اسمتهم «سعاة خير» ينقلون رسائل ومبادرات بين الأطراف المعنية بملف التشكيل، والعمل جار للخروج من هذه الدوامة، معتبرة ان اعتماد «التكتيك» في التشكيل الذي تحدث عنه الرئيس عون في حواره مع الإعلاميين أمس الأوّل، لا يعني ان طرفاً معيناً لا يريد الحكومة، بل ان هناك عملية «شد حبال» بين الأطراف المعنية بتشكيل الحكومة.
وقالت المصادر، انه على الرغم من سفر الرئيس الحريري، فإن الاتصالات ستتواصل، معتبرة ان ما حصل ربما جمد التشكيل، لكنه لم يجمد البحث في موضوع التأليف.
وفي المعلومات، أن أياً من نواب سنة 8 آذار لم يزر قصر بعبدا، مثلما تردّد، كذلك لم يعرف اما إذا كانت الاتصالات شملت «حزب الله»، حيث تردّد أيضاً احتمال قيام وفد من الحزب برئاسة رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، بزيارة القصر، إلا ان مصادر الحزب نفت ذلك.
حزب الله على موقفه
وقالت مصادر موثوقة مطلعة على موقف «حزب الله» لـ«اللواء»: ان الحزب متمسك بشدة بموقفه من توزير احد النواب المستقلين بحكم معادلة الانتخابات النيابية، وانه كان قد ابلغ الرئيس الحريري والرئيس عون والوزير جبران باسيل منذ اكثر من شهرين واكثر من ثلاث مرات موقفه هذا، لذلك فهذه القضية ليست مستجدة ووليدة ساعتها، بل هي مثارة منذ اشهر وتم تجاهلها لحين معالجة مسألة تمثيل «القوات اللبنانية».
ونقلت المصادر عن قياديين في «حزب الله» قولهم: ان لا علاقة لهذا الموقف بما يثار بوجه الحزب عن سعيه للحصول على ثلث ضامن له في الحكومة او تشليح الرئيس عون او الرئيس الحريري ثلثا ضامنا يسعيان اليه، المسألة ان تمثيل النواب السنة المستقلين الستة من خارج «المستقبل» هي قضية حق، ونحن سنبقى على موقفنا حتى لو تأخر تشكيل الحكومة اياما فنحن اوفياء وصادقون مع الحلفاء والاصدقاء.
واستغربت المصادر القيادية «انتظار تشكيل الحكومة خمسة اشهر لحل مسألة تمثيل «القوات» وعدم انتظار حل مسألة تمثيل النواب السنة المستقلين أياما قليلة»؟ وقالت: غير صحيح ان «حزب الله» يريد تطويق الرئيس الحريري او تعجيزه او إحراجه لإخراجه، والا لما كان عمل منذ بداية الطريق على تسميته لتشكيل الحكومة وعمل على تسهيل التشكيل.
واوضحت المصادر ان موقف الحزب ليس موجها الى احد، لكن فيصل كرامي وجهاد الصمد وعبد الرحيم مراد واسامة سعد لهم حق بالتمثيل في الحكومة حتى لو لم يكونوا ضمن تكتل واحد، لأنهم يمثلون شريحة سنية كبيرة ولم يأتوا بأصوات الشيعة في مناطقهم.
وعما تردد عن ان الحزب سيعرقل تشكيل الحكومة اذا لم يتم توزير احد النواب السنة المستقلين، قالت المصادر: انها ليست عرقلة بل تمسك بمطلب حق.
وحول القول ان الكرة الان باتت في ملعب «حزب الله»، قالت المصادر: انها في ملعب من يصدر مراسيم تشكيل الحكومة ولسنا نحن من يُصدر مراسيم التشكيل.
وعن رأي الحزب بموقف الرئيس عون الرافض لتوزير هؤلاء النواب؟ قالت المصادر: «ان الرئيس عون عبّر عن رأيه والحزب ايضا عبر عن رأيه، وهذا لا يعني ان هناك خلافاً بيننا وبينه، فهو ما زال حليفاً وصديقاً كبيراً وتحصل اختلافات بوجهات النظر بين الحلفاء».
ونفت المصادر اتهام الحزب بأنه يحاول تأخير تشكيل الحكومة بسبب العقوبات الأميركية عليه وعلى إيران، معتبرة انه بالعكس، فإن العقوبات المرتقبة سبب أساسي يدفعنا لطلب تسريع تشكيلها.