Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر November 21, 2016
A A A
حزب الله ضاعف وحداته القتالية في سوريا
الكاتب: ميشال نصر - الديار

لا يزال العرض العسكري الذي نفذه حزب الله ترددات واسعة في الداخل اللبناني كما على الصعيد الدولي والاقليمي، حيث تختلف وجهات النظر في القراءة وفقا للمنطلقات، حيث ثمة من رأى في الامر رسالة موجهة لاسرائيل سوف تقلق تل ابيب بالتأكيد، في مقابل من اعتبر ان الدولة العبرية ستكون اكثر ارتياحا، اولا لرؤيتها حزب الله يتحول الى جيش منظم شيئا فشيئا ما سيفقده عنصراً اساسياً من عناصر قوته، من جهة، في مقابل اظهار مدى انغماس الحزب في الحرب الدائرة في سوريا.
من هنا، تقول التقارير الاسرائيلية ان تل ابيب في هذه المرحلة هي «بافضل حال» في ظل انشغال حزب الله في الداخل السوري، ولم تقم بعمليات استفزاز له، رغم ادراكها الاكيد بقدرة الحزب على المواجهة جنوبا في الوقت ذاته مع خوضه للحرب السورية حيث نجح بعد اربع سنوات من انغماسه في تلك الحرب من انشاء «جيش كلاسيكي» مجهز لخوض حرب دبابات ومدفعية له هيكليته بنيته وتكتيكاته وعقيدته القتالية الخاصة، المنفصلة عن وحداته المنتشرة في الجنوب اللبناني.
عزز هذه النظرية  تقرير نقلته «إيزفيستيا» الروسية، عن ان حزب الله  ضاعف مجموع وحداته العسكرية بمقدار مرة ونصف المرة في سوريا، حيث قام الحزب بانشاء لواء جديد للقتال في سوريا مجهز بالمدرعات والمدفعية وفقا للنموذج التقليدي، مشيرة إلى أن القوة العسكرية الجديدة توجهت إلى ضواحي مدينة حلب، حيث يقوم تكتيكه على تشكيل قبضة ضخمة من أجل تطهير المدينة وضواحيها، بعدما تمكن الجيش السوري من إحكام الطوق على أحياء حلب الشرقية، وصد محاولات كسر الطوق كافة، وتطوير الهجوم بعد ذلك إلى مدينة إدلب، المعقل الرئيسي لـ«جبهة فتح الشام» اي «النصرة» سابقا، مؤكدة أن «الوحدات العسكرية التابعة للحلفاء اللبنانيين في سوريا، تشكل القوة الرئيسية الضاربة للرئيس الأسد، وأن مضاعفة عددها يعني التحضير لهجوم جديد».
وتشير الصحيفة الى ان حزب الله كان سبق وأرسل إلى الجبهة لواء آخر «خفيفا»، مجهزا بآليات رباعية الدفع، ما يرفع مجمل عديد قوات المساندة التي نقلها حزب الله إلى سوريا خلال الاشهر الاخيرة إلى 5000 مقاتل مع دباباتهم وناقلاتهم المدرعة، وآليات مشاتهم المدرعة ومدافعهم وغيرها من المعدات العسكرية الثقيلة، كاشفة أن العدد الإجمالي لقوات «حزب الله» في سوريا بداية العام الحالي قدر ما بين 7 آلاف شخص و10 آلاف، أما الآن فإنه سيتضاعف  نحو مرة ونصف المرة تقريبا، وفقا لما هو مرسوم، حيث ستشكل هذه الوحدات المقاتلة مع القطعات الإيرانية، مجموعة عسكرية ضاربة بالغة الضخامة.
عليه ترى اسرائيل نفسها غير معنية بفتح معركة مع الحزب طالما ان تركيز الاخير منصب حاليا على الجبهة السورية، رغم الخطر الاستراتيجي البعيد المدى الذي يشكله في حال نجاحه بالسيطرة على الشريط الحدودي في الجولان ما يحقق مقولة امينه العام السيد حسن نصر الله بتوحيد الجبهتين اللبنانية والسورية في جبهة واحدة تمتد من الجولان وصولا الى الناقورة بحرا.
امر دفع بالعدو الاسرائيلي الى الاستفادة في تحصين الجبهة الشمالية وفقا للسيناريوهات المفترضة، واقامة العوائق امام اي تقدم او هجوم بري قد تشنه القوات الخاصة في حزب الله باتجاه المستوطنات الاسرائيلية،بعدما خبرت تلك الوحدات معمودية القتال في سوريا واصبحت اكثر تمرسا في هكذا نوع من العمليات العسكرية النوعية. وبحسب خبراء عسكريون إسرائيليون تقوم الخطة العملياتية للجيش الإسرائيلي في مواجهة اندلاع حرب في الشمال مع لبنان على اقامة حفريات على طول الحدود المشتركة لاعاقة تقدم القوات العدوة،ما يمنح الجانب الاسرائيلي الوقت الكافي لافراغ المستوطنات من السكان.
المراسل العسكري لموقع «ويللا» الإخباري قال إنه «في ظل تورط الحزب حتى عنقه في الحرب السورية فإن ذلك يفسح المجال للجيش الإسرائيلي لاستغلال هذه الفرصة للعمل لتحسين مواقعه العسكرية على الحدود اللبنانية، لأن الحزب يحتفظ بقرابة سبعة آلاف مقاتل في سوريا، ومنذ اندلاع الحرب السورية قتل 1700 من عناصره، وأصيب الآلاف، وتتزايد الانتقادات الداخلية في لبنان ضد تورطه في الحرب السورية»، مضيفا «أنه منذ انتهاء حرب لبنان الثانية قبل عشر سنوات يمكن وصف الحدود اللبنانية الإسرائيلية بأنها مستقرة جدا وهادئة، ولم يؤد قيام الجيش اللبناني مؤخرا ببناء مواقع عسكرية وأبراج أمنية على طول الحدود إلى إجراء تغيير على الوضع القائم»، موضحا «أن المعطيات المتوفرة لدى دوائر صنع القرار في تل أبيب تفيد بأن حزب الله ليس لديه مصلحة في الدخول بمواجهة مسلحة حاليا مع إسرائيل».
العدو الصهيوني بدأ يقلق مع تواصل إطلاق النار من قبل مسلحين غير معروفين، بين وقت وآخر، مما يشير وبحسب تقارير اسرائيلية إلى وجود مجموعات مسلحة جديدة في لبنان، في مؤشر الى «ضعف» سيطرة وامساك حزب الله للارض قد يكون سببه الضغط الذي يسببه وجود قوات اليونيفيل في تلك المنطقة من جنوب الليطاني.
ورغم اعتبار رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي والقائد السابق للمنطقة الشمالية، غادي ازينكوت، أن أي حدث تكتيكي عابر على الحدود اللبنانية كفيل بتحويله لحدث إستراتيجي قد يجر إسرائيل إلى تصعيد عسكري كبير، مما يتطلب من القوات المنتشرة هناك إبداء أكبر قدر من الجاهزية والاستعداد على مدار الساعة، ثمة من يرى انه ليس من مصلحة اسرائيل تحريك «عش الدبابير» كرد فعل على احداث امنية تبقى محدودة في الزمان والمكان.
في اسرائيل والعالم ثمة من يتحدثون عما بعد عودة مقاتلي حزب الله من سوريا، والضغط الكبير الذي سيشكلونه في الداخل اللبناني، ما سينفجر حتماً عند الحدود الجنوبية حربا مع اسرائيل بجري كل الاستعدادات لمواجهتها. فهل تصح تلك القراءة ام ان حزب الله سيفاجئ الجميع كما دوما قالبا المعادلات لصالحه وفقا لاجندته؟