Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر March 16, 2017
A A A
حرج بيروت يفتقد إلى العناية والصيانة
الكاتب: يونس السيّد - اللواء

الأشجار تعاني من اليباس والمزروعات تالفة
بين قرار فتح حرج بيروت أمام العموم وقرار إعادة إقفاله سؤال: ما هو القرار الصائب؟، وبين ثنايا القرارات المعلنة وغير المعلنة ما هي الوقائع الموضوعية؟.
حرج بيروت له تاريخ مرتبط بذكريات البيارتة، والحرج كان شاهداً على بشاعة الحرب الأهلية نتيجة موقعه كخط تماس، وطالته بشاعة الهمجية الإسرائيلية خلال الاجتياح عام 1982 فأحرقته، وبعدما وضعت الحروب أوزارها وبدأت مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الإنمائية لمدينة بيروت، كان الحرج في رأس الاهتمامات، وجهدت المجالس البلدية السابقة لتأهيله مع الفرنسيين، وأُعيد غرسه من نقطة الصفر، وكانت أشجاره تنمو أمام محبي الحرج وكلّما نمت الأشجار وكبرت، كبر الأمل بعودة أهم بقعة خضراء في العاصمة إلى أحضان محبيها.
ومما لا شك فيه أنّ لا أحد ضد فتح الحرج أمام العموم، لكن لكل خطوة مستلزمات، والسؤال هل توافرت مستلزمات إعادة فتحه؟، هذا هو السؤال الموضوعي الذي تقتضي الواقعية الإجابة عليه.
لقد اتخذت الإدارة البلدية قراراً بفتح الحرج، لكن هذا القرار لم تواكبه الإجراءات المطلوبة والكافية لجهة الصيانة والحماية والحراسة وتوافر المخطّط التوجيهي والتنظيمي، فغاب المتعهّد وغابت الشركة المتخصّصة للتشغيل، وكان آخر عقد لصيانة مزروعاته صدر زمن المجلس البلدي السابق بقرار حمل الرقم 530 تاريخ 30 06 2015 ولمدّة سنة، والسؤال هل بعد هذا التاريخ، جُدّدت عقود الصيانة وطُوّرت؟ وهل أُنجز دفتر شروط يلحظ كل النقاط المطروحة؟
ومع قرار إعادة إغلاق الحرج مجدّداً، المترافق مع يباس الأشجار بسبب المرض، بدأت الترجيحات تُطرح عن أسباب المرض، ومن بينها أنّ ذلك يعود لقلّة النظافة ومخلّفات الزوار وغياب الصيانة، وهي ترجيحات تقتضي من بلدية بيروت الأخذ بها لمعالجة الثغرات من باب الأخذ بالأسباب، وحتى يأتي قرار إعادة الفتح مستقبلاً مستوفياً للشروط وبعيداً عن العواطف والمواقف، وحتى لا يطبّق علينا المثل: «بدّل ما تكحلها عميتها».
المطلوب توافر إجراءات الصيانة والحماية والحراسة، فالكل يريد حرجاً مُصاناً مشرّع الأبواب على الدوام، وحرج بيروت جميل بخضاره لا بيباسه، ولا أحد يتمنّى أنْ يُصيبه حريقاً ولا دوداً تنخر أشجاره ولا عصفوراً يهجر ربوعه وخضاره، والكل يتمنّى قراراً واقعياً بعيداً عن المناكفات لأنّ الأهم الحفاظ على حرج بيروت.

632-2