أصبح الحريق المندلع، منذ أيام، في جزيرة ماوي في هاواي، والذي أسفر حتى الآن عن مقتل 89 شخصاً، وعدد غير محدد من المفقودين، يصنّف أكثر الحرائق دموية التي شهدتها الولايات المتحدة في القرن الماضي، بعد حريق «كامب فاير» عام 2018 في شمال كاليفورنيا، والذي أسفر عن مقتل 85 شخصاً.

وأفاد حاكم ولاية هاواي، جوش غرين، للصحافيين، بأنّ «هناك 89 وفاة»، مرجحاً أن الحصيلة «سوف تستمر في الارتفاع»، ومطالباً الناس بأن تكون على استعداد لذلك.
بدورها، قالت السناتور مازي هيرونو، وهي ديموقراطية من هاواي، لصحيفة «واشنطن بوست»، إنه تم الإبلاغ عن فقدان ما لا يقل عن ألف شخص حتى الآن، في وقت تناشد فيه السلطات الأشخاص الذين لديهم «أحباء مفقودون لإجراء اختبار الحمض النووي»، في «مركز مساعدة الأسرة» في كاهولوي، للمساعدة في عملية التعرف على الضحايا.

تزامناً مع ذلك، تعهد المسؤولون الحكوميون بإجراء مراجعة لاستجابة الدولة لحالات الطوارئ، بعدما انتقد السكان جهود الإغاثة، ووصفوها بـ«غير الكافية»، وأشارت السجلات إلى أن صفارات الإنذار الطارئة لم يتم تفعيلها على مستوى الولاية أو المقاطعة أثناء حرائق الغابات، ما أخر إخلاء عدد من السكان، على الرغم من إرسال تنبيهات إلى الهواتف المحمولة وشبكات البث. يأتي هذا بعدما كان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد صنّف حرائق هاواي على أنّها «كارثة طبيعية»، مفرجاً عن مساعدات فدرالية لجزيرة ماوي، بهدف تمويل أعمال الإغاثة والإيواء الفوري وجهود إعادة الإعمار.

ومع مرور الوقت، أصبح حجم الضرر أكثر وضوحاً، إذ قدر تقييم صادر عن «مركز الكوارث في المحيط الهادئ»، مثلاً، عدد المباني التي تضررت بألفين و207، مشيراً إلى أنّ الغالبية العظمى منها هي مبانٍ سكنية.
وتقول السلطات في ماوي إن أكثر من ألف و400 شخص في ملاجئ الطوارئ. وقال الصليب الأحمر في هاواي أيضاً إنه ساعد في توفير ما يقرب من ألفين و900 مأوى طوال فترة الليل.
وتأتي هذه الحرائق المدمرة في منتصف صيف تمّ خلاله تسجيل سلسلة أحداث مناخية قاسية في أنحاء الكوكب، بما في ذلك موجة حر شديدة في جنوب الولايات المتحدة، وهي ظاهرة مرتبطة بالاحترار العالمي، وفق الخبراء.

وأخيراً، انتشرت الحرائق بسهولة أكبر في جزيرة ماوي، لأن الأمطار أقل من المعتاد هذا العام. ويعاني الجزء الغربي من الجزيرة، حالياً، من جفاف «شديد» إلى «معتدل»، وفق «مرصد الجفاف الأميركي».