Beirut weather 13.41 ° C
تاريخ النشر May 2, 2020
A A A
“حارس القدس”.. كي لا ننسى قضيتنا
الكاتب: ديانا غسطين - موقع المرده
3eb735d9-d61d-43ec-b770-eb26fae874ea 6a4b4b58-61e2-4dec-809d-389171d3f866 7a7a2f34-6389-4b92-bc55-7d48f673d99e 8bcc799e-fb55-4ca6-aec1-95230260863f 213a57e0-33f8-40d3-bc18-31eca5429999 490bc72d-cde5-47a0-a005-77ca1838fb30 be0aa7ed-b9a2-4229-9282-2b274f4cdf88 cc738626-0a95-40fa-94b5-8187819301e6 images WhatsApp-Image-2020-02-19-at-20.59.54
<
>

هو شهر رمضان أطل من جديد هذا العام، مصحوباً كالعادة بسباق أعمال درامية تحتل الشاشات وتزين سهرات الناس في بيوتها.

وللسباق الدرامي هذا العام طعم مختلف، فللمرة الأولى تدخله قناة “الميادين” من الباب العريض بإنتاج تاريخي قومي عروبي هو “حارس القدس”.
المسلسل الذي يروي سيرة حياة المطران هيلاريون كبوجي المعروف بمواقفه الوطنية المعارضة للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، والداعم الدائم للمقاومة، والعاشق لمسقط رأسه حلب السورية، كتب احداثه الكاتب حسن يوسف وتولى مهمة الاخراج فيه المخرج باسل الخطيب، أما الانتاج فكان من توقيع “المؤسسة العامة للانتاج التلفزيوني والاذاعي” في سوريا وذلك ضمن مشروع خبز الحياة تحت إشراف المخرج زياد الريس.
العمل الذي شارك في تمثيله نخبة من الممثلين السوريين مثل صباح الجزائري، امل عرفة، سليم صبري، بسام لطفي وسامية الجزائري، لعب دور البطولة فيه القدير “رشيد عساف” الذي جسّد دور المطران كبوجي.
ومع بدء عرض العمل والاصداء الإيجابية التي رافقته منذ الحلقة الأولى، كان ل”موقع المرده” حديث مع عساف أشار في خلاله الى أنه لم تكن هناك اية معرفة شخصية بينه وبين الراحل المطران هيلاريون كبوجي، إذ أوضح ” لم تكن لي أي معرفة شخصية بسيادة المطران كبوجي، أعرف كل تاريخه لكن لم يكن لي النصيب بلقائه”.
ورداً على سؤال حول كيف درس هذه الشخصية النضالية، أشار عساف الى أن ” الفنان الذي يريد ان يجسد او يتمثل شخصية معينة عليه ان يبحث عنها، حتى لو كانت شخصية عادية فكيف إذا كانت الشخصية إستثنائية، وطنية، روحية، لاهوتية، كهنوتية، نضالية ومقاومة… ولها تأثير. هذه الصفات لم تكن فقط موجودة في شخصية المطران بل تحولت الى فعل كبير جدا سواء أيام طفولته في حلب، او أيام شبابه التي قضاها في دير الشير في بيروت، ومن ثم دراسته في القدس، أي تنقله بين لبنان وحلب دمشق وريفها وبعدها عام 1965 حين رسم مطرانا للقدس، وهنا تبدأ المرحلة النضالية الواضحة. فهو يُعتبر بمثابة رأس الكنيسة الأساسية للروم الملكيين الكاثوليك في القدس”.
وأضاف: “كان لا بد من أن أفتش لأصل لهذه الشخصية الهرم”.
وحول الصعوبات التي اعترضته أثناء البحث عن هذه الشخصية، لفت عساف الى أنه حتى “الكاتب حسن يوسف واجه مشكلة في هذا الموضوع، فبالبحث عن حياة المطران كبوجي لا يمكن أن نجد سوى المقالات الصحفية والآراء السياسية”.
وتابع “كان الاعتماد الأكبر على كتاب “المطران إيلاريون كبوجي.. ذكرياتي في السجن” للصحفيين سركيس ابو زيد وانطوان فرنسيس”.
وعن موضوع الكتاب، يقول عساف ان “القصة مؤثرة جداً، فالكاتبان زارا الراحل في روما بعدما افرجت عنه سلطات الاحتلال. وقد طلب منهما أن يحصل على مسودة الكتاب لدى جهوزها وكان له ما اراد. إلا ان استخبارات العدو الإسرائيلي تمكنت بطريقة ما من الوصول الى الكتاب ومنع نشره. وبعد تدخلات عديدة تمنى المطران على الكاتبين أن يؤجلا نشر الكتاب واصداره الى ما بعد وفاته”.
ويضيف “كل هذا مذكور في العمل”.
ولفت عساف الى أنه استعان بفيديوهات للمطران الراحل موجودة على الانترنت مستفيداً منها ليصل الى الاقتراب من روح ونبض هذه الشخصية وحيويتها وإستكانتها في مراحل مختلفة على حد قوله.
أما عن تجسيد الدور فيجزم عساف أن “الاتفاق مع المخرج كان بعدم التقليد بل العمل بحرية. فقلة قليلة من المقربين من الراحل تعرف كيف كان يتكلم ويتحرك”.
ويضيف “اردنا روح الشخصية ونبضها وقد اتفقنا على هذا. المهم كان ان نجلب حضور هذه الشخصية الآثرة وهو ما وصلنا اليه”.
وتابع رداً على سؤال: “شخصية نضالية مثل المطران كبوجي بالنسبة لي هي شخصية ظُلمت في نضالها وظُلمت بعد نفيها الى روما واميركا اللاتينية ومن ثم الى الدول العربية. ورغم عدم معرفتي إذا كان الدور سينجح ام لا، أن اجسد هذه الشخصية واقدمها للجمهور، انجاز كبير وسيسجل في تاريخي وقد يفتخر أولادي وأحفادي بأنه في يوم من الأيام رشيد عساف جسّد هذه الشخصية الاستثنائية”… بهذه العبارات يجيب عساف على سؤالنا حول ماذا يضيف هذا العمل في مسيرته الفنية، ويسترسل قائلاً: “وقّعت على هذه الشخصية من روحي وعقلي وجسدي وافتخر أنني قمت بتمثيل دور هذا المناضل الكهنوتي الكبير هيلاريون كبوجي”.
أما عن تأثير هكذا نوع من الأعمال او الشخصيات على الجمهور العربي، فيقول عساف: “بعد رؤية ردود الفعل، شعرنا كم تأثيرها كبير وكم هناك عطش لدى هذا الجمهور لهكذا اعمال. فمهما أخذنا هذا الشعب الى ضفة اخرى في سبيل الاستغناء عن هذه القضية الاساسية ومهما حرفناه عن البوصلة الاساسية بلحظة استدعاء إنساني ووطني يعود”.
ويقول: “من هنا لاحظنا التأثير الكبير، فأثناء عرض العمل نشعر بذلك من خلال لتعليقات التي تصلنا ومن خلال كمية الاتصالات التي تردنا، العمل نجح وهو ما أعتبره نصراً لمؤسسة الإنتاج ممثلة بالأستاذ زياد الريس وبمخرج العمل باسل الخطيب والكاتب الكبير الاستاذ حسن يوسف”.
ويتابع: “ظننا أن هذا العمل سيكون نخبوياً لكننا فوجئنا بأن الكبير والصغير يتابعه، وقد شعرت بالفرح والسعادة لأننا كنا خائفين أمام ما يحاول الغرب زرعه في مناطقنا بالنسبة الى قضية الأديان والمذاهب، شيء جميل في هذا العمل ان كثراً من شركائنا في الوطن والأمة سعداء، واعتبروا ان هناك ابطالا مسلمين قاموا بإنجازات كبيرة ومهمة في حياتهم في وقت ما، والمطران كبوجي بالمقابل شريك لهذه التركيبة الاجتماعية قام بفعل مماثل وهو ما اسعدنا جميعاً، اسعد الكنيسة والجامع… الحمدلله”.
وحول ما إذا كان “حارس القدس” سيشكل مقدمة لتجسيد شخصيات نضالية جديدة، يجيب عساف: ” الاعمال التاريخية الكبيرة المحطات التلفزيونية غير معنية بها، بل يعتمدون على موضة الثنائيات وموضة الحب والعشق، إلا أنها تبعد عن واقع معين. فبمعزل عن التاريخ، تهمني الأعمال الاجتماعية الإنسانية التي ترصد حياتنا والواقع والتي تعالج مثلا غلاء الغذاء، الفقر، الجوع الخ… هذه نوعية الأعمال التي أحبها. ولكن مقابل 10 أعمال من هذه لا يمنع ان يكون هناك عمل خلفيته إنسانية تاريخية ثقافية، وبعيد عن التأريخ الموجه من قبل البلاط او سلطة معينة”.
ويضيف: “أحب التاريخ الذي كتبه أناس اضطهدوا في حياتهم من اجل أن نصل الى الحقيقة كاملة. وقد تعود هذه الموضة ونقدم في السنة عملاً عربياً معينا لم لا.. وقد شاركت من قبل في مسلسلات تاريخية مثل زنوبيا، ممالك النار…”.
بفخر يؤكد عساف “أنني سعيد جداً لأن الفرصة سنحت لأشارك في حارس القدس لهذا الكبير هيلاريون كبوجي”.
ويختم حديثه متمنياً أن “يكون كل شباب هذه الأمة حراساً للقدس، حراساً لتاريخنا وقيمنا وتراثنا، وان يتصدوا لكل محاولات الغرب لإنتهاك مقدساتنا”.
* ملاحظة: ان موقع “المرده” يتوجه بالشكر للإعلامي روبير فرنجيه لمساهمته وتسهيله اجراء هذا اللقاء.