Beirut weather 24.5 ° C
تاريخ النشر May 10, 2025
A A A
جولة تفاوض رابعة غداً | إيران – أميركا: شدّ الحبال متواصل
الكاتب: محمد خواجوئي - الأخبار

بعد تأجيل الجولة الرابعة من المحادثات الإيرانية – الأميركية، والتي كان مقرّراً عقدها في الثالث من الجاري في روما، أفادت مصادر دبلوماسية، ووكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء، بأن الجولة المذكورة ستُعقد غداً، في العاصمة العمانية مسقط، أي قبل يومين من بدء زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى المنطقة. وكما في الجولات السابقة، يُرتقب أن يقود كل من وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الخاص للرئيس الأميرکي ستيف ويتکوف، وفدَي البلدَين المفاوضَين.

وقبيل انطلاق محادثات الأحد، يزور عراقجي، اليوم، كلّاً من السعودية وقطر، وفق ما أعلن الناطق باسم الخارجية، إسماعيل بقائي، لافتاً إلى أن «السياسة المبدئية للجمهورية الإسلامية تقوم على التعزيز المستمرّ للعلاقات مع الجيران. وفي هذا الإطار، سيتوجه وزير الخارجية، السبت، إلى الرياض للقاء والتباحث مع كبار المسؤولين السعوديين»، على أن ينتقل مساء اليوم، وفق الناطق نفسه، إلى الدوحة للمشاركة في منتدى الحوار الإيراني – العربي.

وتستبق زيارة عراقجي إلى الرياض والدوحة، جولة ترامب الشرق أوسطية، والتي ستشمل إلى هاتين العاصمتين، أبو ظبي، علماً أن رحلته المرتقبة تجري في ظروف مختلفة تماماً عن الرحلات السابقة، عام 2017، وخصوصاً لجهة موقف الدول العربية من إيران، مع اتجاه الأولى، خلال العامين الماضيين، نحو التهدئة والتقارب مع الأخيرة، ولا سيما منذ استعادة العلاقات السعودية – الإيرانية، في آذار 2023. وتشعر هذه الدول، راهناً، بالقلق إزاء تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل، وتأثيرها السلبي على أوضاعها الأمنیة، إذ أعربت مراراً عن دعمها للعملية الدبلوماسية لحلّ القضية النووية الإيرانية. ولذلك، يرى العديد من المراقبين أن دعم البلدان العربية للمحادثات الإيرانية – الأميركية القائمة، يزيد من فرص نجاحها.

دعم الدول العربية للمحادثات الإيرانية – الأميركية القائمة، يزيد من فرص نجاحها

وعشية الجولة الرابعة من المحادثات الإيرانية – الأميركية، بحث عراقجي، في اتصال مع المدير العام لـ»الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، رافائيل غروسي، القضية النووية. وأفادت وكالة «مهر» للأنباء بأن الجانبين بحثا، صباح أمس، «تعاون إيران مع الوكالة والبرنامج النووي الإيراني»، كما ناقشا «مستجدات عملية التفاوض غير المباشرة بين إيران وأميركا». وجرت هذه المحادثة قبل ساعات ممّا كشفته قناة «فوكس نيوز» الأميركية حول وجود منشآت نووية سرّية في إيران، وذلك استناداً إلى صور التقطتها الأقمار الاصطناعية.

ونقلت القناة عن معلومات صادرة عن «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» التابع لمنظّمة «مجاهدي خلق» الإیرانیة المعارضة، أن المنشأة تقع في محافظة سمنان الإيرانية، في وسط البلاد، وتمتدّ على مساحة تقارب 2500 فدان، وأن «الغرض الرئيسي منها هو استخراج التريتيوم، وهو نظير مشعّ يُستخدم لزيادة القوّة التدميرية للأسلحة النووية». وبحسب القناة الأميركية، فإن اكتشاف هذا الموقع سيزيد من تعقيدات الدبلوماسية الحسّاسة المحيطة بالقدرات النووية الإيرانية، وإمكانية إحياء اتفاق جديد.

وفي أول ردّ فعل ایراني علی التقریر، نفى وزير الخارجية بشكلٍ قاطع ما أوردته «فوكس نيوز»، قائلاً إنه «ومع استئناف المحادثات بين إيران والولايات المتحدة، يُنشَر المزيد من صور الأقمار الاصطناعية لإثارة المخاوف في شأن إيران». ولفت عراقجي إلى أن «رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يسعى إلى تعطيل المحادثات، ولم يَعُد لديه أيّ مصداقية، وهو يواصل الآن مساعيه لفرض إملاءاته على الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عبر عملائه». وفي وقت سابق، أكّد عراقجي، أن نتنياهو «يحاول فرض إملاءات على الرئيس ترامب، في إطار المسار الدبلوماسي مع إيران، لجرّ المنطقة إلى كارثة أخرى».

وفي سیاق متصل، نقل موقع «أكسيوس» عن مصدرَين مطّلعَين، قولهما إن الرئيس الأميركي عقد، الخميس الماضي، لقاءً خاصاً مع رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي وأحد أقرب مستشاري نتنياهو، وناقش معه الملف النووي الإيراني والحرب في غزة.

إلى ذلك، أکّد الناطق باسم «منظمة الطاقة الذرية» الإيرانية، بهروز كمالوندي، ردّاً على تصريحات وزير الخارجية الأميركي، مارکو روبیو، والتي قال فيها إن «إيران هي الدولة الوحيدة التي لا تمتلك أسلحة نووية ولكنها تقوم بالتخصيب»، أن «إيران ليست الدولة الوحيدة التي تخصّب اليورانيوم، وفي الوقت نفسه لا تملك أسلحة نووية». وأضاف كمالوندي: «هناك دول مثل بلجيكا وهولندا وكوريا الجنوبية واليابان والأرجنتين وألمانيا، لا تملك أسلحة نووية ولكنها تقوم بالتخصيب، لذلك، يجب القول: يبدو أنه يتعيّن على المسؤولين الأميركيين أن يدرسوا قليلاً ويتحدّثوا بحذر عند الإدلاء بتصريحاتهم».