Beirut weather 18.54 ° C
تاريخ النشر November 28, 2017
A A A
جوسيب غوارديولا «صانع النجوم»
الكاتب: حسن زين الدين - الأخبار

يبدو مانشستر سيتي فريقاً آخر مع جوسيب غوارديولا، لكن الأهم أن هذا المدرب قدّم صورة مختلفة له من خلال صناعته النجوم، وتحديداً غابريال جيسوس وليروي سانيه، ليردّ على منتقديه الذين رأوا أن نجاحه مع برشلونة يعود إلى نجومه.

ليس خافياً أن الكرة الأجمل في أوروبا حالياً يقدّمها مانشستر سيتي الإنكليزي، وأن مدربه الإسباني جوسيب غوارديولا هو الأفضل على الساحة الأوروبية، فقد تمكن من تبديل شكل “السيتيزينس” وإضفاء عنصر السرعة على أدائه مع كرة هجومية قلّ نظيرها.

التغيير الذي أحدثه “بيب” في سيتي يبدو واضحاً، لكن الأهم من ذلك أن غوارديولا قدّم صورة مختلفة له ردّ بها على المشككين بقدراته، إذ ليس خافياً أن كثيرين رأوا أن النجاحات التي حققها هذا المدرب مع برشلونة تعود إلى نجومه، وفي مقدمهم الحاليان: الأرجنتيني ليونيل ميسي وأندريس إينييستا والسابق شافي هرنانديز، أي أن نجوم “البرسا” هم من صنعوا غوارديولا، وهذا ما برره المنتقدون بأن “بيب” لم يحقق النجاح المنشود مع بايرن ميونيخ الألماني لعدم وجود أمثال ميسي وإينييستا وشافي في صفوفه.

الحقيقة أن غوارديولا هذا الموسم يقدّم صورة المدرب الذي يصنع النجوم، ويكفي هنا أخذ الشابين: البرازيلي غابريال جيسوس والألماني ليروي سانيه كمثال ساطع، إذ إن قوة هجوم سيتي تكمن في إسهاماتهما وقد عرفا تطوراً لافتاً تحت قيادة الإسباني الذي استطاع أن يُخرج الأداء الأفضل منهما.

بداية من جيسوس الذي أصبح عنصراً أساسياً في خط هجوم سيتي بعدما كان غوارديولا السبب في قدومه إلى ملعب “الاتحاد” في شتاء الموسم الماضي ليشكّل ثنائياً مع الأرجنتيني سيرجيو أغويرو، وها هو يحتل المركز الثالث على لائحة ترتيب هدافي “البريميير ليغ” بـ 8 أهداف. كما أنه سجل 17 هدفاً في 28 مباراة منذ قدومه إلى سيتي، بينها 14 في الدوري الإنكليزي الممتاز، فضلاً عن صناعته 6 أهداف، وهذه أرقام مهمة للاعب قادم من البرازيل تحديداً إلى الدوري الإنكليزي.

* عرف جيسوس وسانيه تطوراً لافتاً تحت قيادة غوارديولا.

وبطبيعة الحال، فإن هذا التطوّر الذي شهده مستوى جيسوس تحت إشراف غوارديولا استفاد منه المنتخب البرازيلي الذي كسب مهاجماً في وقت كانت تبحث فيه البرازيل عن لاعب يساند نجمها الأول نيمار في الجانب الهجومي ويخفف الضغط عنه ويشكّل ثلاثياً مع النجم الآخر فيليبي كوتينيو. هذا الثلاثي المتجانس بات عنصر القوة في “السيليساو” حالياً والذي يراهن عليه البرازيليون في مونديال روسيا المقبل.
بالانتقال إلى سانيه، فإن ما يقدّمه هذا الشاب الألماني في الموسم الحالي أذهل المتابعين، إذ إنه تمكّن من أن يحجز مكاناً أساسياً في تشكيلة سيتي بعدما بدأ الموسم احتياطياً، حيث إنه في كل مشاركة يترك بصمته، ما دفع غوارديولا إلى تبديل تكتيكه والاعتماد على سانيه كأحد مفاتيح اللعب الأساسية في الفريق حالياً، حيث يقدّم الألماني إضافة كبيرة من خلال سرعته الكبيرة التي تضعه بين أسرع اللاعبين في الكرة الأوروبية، فضلاً عن حاسته التهديفية العالية حيث إنه سجّل 6 أهداف حتى الآن في “البريميير ليغ”، إضافة إلى أدائه الجماعي وصناعته كمّاً وافراً من الفرص لزملائه تُرجمت إلى 5 أهداف، ليصبح وجوده في سيتي ضرورة لا غنى عنها.

الفضل في تطور سانيه يعود إلى غوارديولا طبعاً الذي كان السبب أيضاً في قدومه إلى ملعب “الاتحاد” بعدما أُعجب بأدائه خلال فترة إشرافه على بايرن ميونيخ في الدوري الألماني، وكان من أول اللاعبين الذين حملهم معه إلى سيتي عند قدومه مقنعاً إدارة النادي الإنكليزي بدفع 50 مليون يورو لشالكه لضمه.

وكما الحال مع جيسوس في منتخب البرازيل، فإن يواكيم لوف حصل على موهبة ثمينة في المنتخب الألماني حيث بدأ دور سانيه يكبر في التشكيلة وهو سيكون لا شك من العناصر التي سيعتمد عليها في مونديال روسيا. كما أن تألق سانيه شكّل عامل ضغط يبدو إيجابياً على باقي لاعبي الهجوم في “المانشافت” لتقديم أفضل ما لديهم خشية خسارة مركزهم لمصلحة اللاعب الأسمر.

هكذا، فإن لسان حال جماهير سيتي ومن ورائهم البرازيليون والألمان حالياً يبدو واحداً إزاء الموهوبَين جيسوس وسانيه: شكراً غوارديولا.
*

رأى كثيرون أن نجوم برشلونة هم من صنعوا غوارديولا (أولي سكارف ــ أ ف ب)