16 مقطوعةً موسيقيةً من أبرز الأفلام العالمية والمحلّية ستعزفها أوركسترا ضخمة، ضمن مشهديّةٍ تجمع المسرحَ والغناءَ والرقص مع الموسيقى والسينما في افتتاح «إهدنيات». صبيٌّ صغيرٌ سيكون صلة الربط والوصل بين المقطوعات، وصوتٌ يكبر «بالعكس» يتدرّج بالعمر من الشيخوخة إلى الطفولة تماماً كالأفلام السينمائية التي تعود بنا إلى الماضي والحنين. شاشةٌ عملاقة ستنقل للمشاهدين أبرز مشاهد الأفلام التي ستُعزَف موسيقاها، لوحاتٌ راقصة ستزيّن المسرح، جورج خباز سيغنّي ولِمن سيتوجّه بقصيدة؟

تفاصيل ليلة افتتاح مهرجان «إهدنيات» للعام 2017 يكشفها جورج خباز خلال مقابلة خاصة لـ«الجمهورية». مُجرّد اطلاعك عليها، ترتسم لك مشهدية ساحرة، تحرّك فيك الحماسة لتلمسها سمعاً وبصراً في إهدن ليل السبت المقبل.

ليلة ستجمع السينما والموسيقى بخلطة مميّزة يقدّمها 90 شخصاً على المسرح بين الأوركسترا التي تتألّف من 70 عازفاً، و12 راقصاً و4 مغنين، إلى جانب فريق تقني من حوالى 30 شخصاً.

موسيقى أبرز الأفلام السينمائية العالمية والمحلية، ستعزفها الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي ضمن مشهدية تجمع الغناء والمسرح والرقص والموسيقى والسينما، من إعداد وإخراج جورج خباز.

سحرُ الموسيقى وحنينُ السينما
يشرح جورج خباز معدّ ومخرج «Cine Orchestre» تفاصيلَ هذا العمل الذي يتميّز مهرجان «إهدنيات» به عن باقي المهرجانات، خصوصاً كعمل افتتاحي. ويقول إنّ «الجميلَ بهذه السهرة أنها مميّزة عن بقية ما تقدّمه المهرجانات الكثيرة. وهي بالنسبة لي تعيد الاعتبار للمهرجانات الثقافية، لأنها إنتاج من «إهدنيات» وليست حفلاً عادياً لمطرب يقدّم أغانيه.

اللجنة المنظمة لـ«إهدنيات» برئاسة السيدة ريما فرنجية أنتجت العمل بكامله ضمن قالب رائع، ولم يرضَ القيّمون على المهرجان أن تُنفَّذ الفكرة ضمن حفل موسيقي عادي، بل أحبّوا أن يضعوه ضمن مشهديّة معيّنة، لذلك تمّ اختياري لإخراجه، وكي أكون مبتكرَ الأفكار التي ستربط المقطوعات الموسيقية ببعضها البعض».

يتألّف العمل من 16 مقطوعة موسيقية من أفلام عالمية ومحلية ستعزفها الأوركسترا الوطنية المؤلّفة من 70 عازفاً بقيادة لبنان بعلبكي، وقد صُمّمت إضاءةُ المشهدية في لندن.

واختيرت هذه المقطوعات الموسيقية الرائعة من أفلام تُعتبر من أساس ذاكرتنا الثقافية السينمائية، مثل الأفلام العالمية: cinema paradiso» ،«Indiana Jones» ،«romeo&juliet» ،«superman» «starwars» ،«God father» ،«singing in the rain» ،«les miserables وغيرها، والأفلام اللبنانية: «كاراميل»، «هلأ لوين»، «غدي» وسواها.

وستُعزَف هذه المقطوعات بنسختها الأساسية وتوزيعها الأصلي من دون أيّ تعديل، وقد تمّ شراء حقوق هذه الموسيقى لتُقدَّم لهذه الليلة فقط في إهدن. ويكشف خباز أنّه سترافق هذه المقطوعات مشهدية مؤلّفة من أربعة عناصر: شاشة خلفية ضخمة تُعرض عليها أهمّ المشاهد من الأفلام المذكورة، فنرى اختصاراً لكلّ فيلم لنحو 3 أو 4 دقائق خلال عزف الموسيقى التي اشتُهر بها، وصلاً مسرحيّاً بسيطاً بين المقطوعات الموسيقية، 3 لوحات راقصة ترافق موسيقى «singing in the rain» و«romeo&Juliet» وأغنية «حشيشة قلبي» من فيلم «هلأ لوين».

والعنصر الرابع مشاركة فنانين سيغنّون أغنيات من أفلام محلية، فستغنّي مثلاً ضيفة العمل الفنانة تانيا صالح 3 أغنيات من أفلام المخرجة اللبنانية نادين لبكي، وهي من كتابة تانيا صالح وألحان خالد المزنر: «مرايتي»، «كيفو هالحلو» و«حشيشة قلبي».

ولجورج خباز إطلالة على المسرح أيضاً، إنما هذه المرة بعيداً من التمثيل، فهو سيطلّ على الجمهور ليغنّي أغنية «بناتي صار عندن خيّ» من فيلمه السينمائي «غدي».

لبنان الأخوين
يستمرّ هذا العمل الفنّي الثقافي لساعة و20 دقيقة متواصلة، مُقدِّماً برنامجاً متنوّعاً، تتخلّله الموسيقى الهادئة والموسيقى الصاخبة والموسيقى الأوركسترالية الضخمة.

ويشير خباز إلى أنّ كلّ فيلم مرتبط بمرحلة من حياتنا، فمثلاً فيلم «cinema paradiso» يذكّرنا بعالم الطفولة، و«Indiana Jones» يعيدنا إلى فترة المراهقة، أما «romeo&Juliet» فيأخذنا إلى مرحلة الحب، و«les miserables» ينقلنا إلى الواقع الذي نعيشه اليوم من حروب وثورات وغيرها.

مهّد جورج خباز لكلّ مرحلة ومقطوعة موسيقية من خلال صوت شخص «يكبر بالعكس»، أي يصغر في العمر فيبدأ كـ«صوت ختيار» ليتحوّل إلى صوت شاب ويعود طفلاً.

وعن سبب عَكس المسار العمري للإنسان، يقول خباز لأن السينما تعيدنا إلى الحنين، فنحن نصغر في العمر حين نشاهد سينما، وبالتحديد هذه الأفلام.

سيتخلّل هذه الليلة أيضاً تكريم وتحية للأخوين عاصي ومنصور الرحباني، اللذين قدّما 3 أفلام من أجمل الأفلام اللبنانية، وهي «سفر برلك»، «بنت الحارس» و«بياع الخواتم»، وذلك من خلال قصيدة كتبها جورج خباز لعاصي ومنصور مرتبطة بالأفلام الثلاثة.

ويقول خباز، أتوجّه بهذه القصيدة إلى منصور وعاصي الرحباني اللذين كتبا لبنان الحلم، وأقارن فيها بين «لبنان الأخوين» ولبنان اليوم من خلال عناوين مسرحياتهما وأفلامهما.

سيتضمّن الافتتاح تحيّة أيضاً لمخرجين لبنانيين راحلين تركوا بصمة رائعة وأعمالاً خالدة في السينما اللبنانية، حيث ستمرّ صورهم على الشاشة خلال عزف إحدى المقطوعات، ومنهم: مارون بغدادي، رندة الشهال، يوسف شاهين (مخرج «بياع الخواتم») وهنري بركات (مخرج فيلمي «بنت الحارس» و«سفر برلك»).

وعن الاكتفاء بتقديم «cineorchestre» لليلة واحدة فقط، يقول جورج خباز إنّ «جمهور هكذا حفلات ليس عريضاً، ونحن نقوم بهكذا عمل للمرة الأولى، لذلك هذه التجربة ستُظهر لنا إن أحبّها الناس، وحينها مُمكن أن يُقام جزءٌ ثانٍ وثالثٌ منها، فتوجد مئات الأفلام التي ممكن أن نكرّمها».

بين إهدن وبشري
على الخط الجغرافي نفسه، يُفتتح مهرجان من أهمّ المهرجانات في لبنان أيضاً ليل السبت في 29 تموز 2017. في بشري الملاصقة لإهدن تفتتح «مهرجانات الأرز الدولية» فعالياتها بأوبريت تكريماً للأرزة اللبنانية، من كلمات الشاعر نزار فرنسيس وألحان وتوزيع الموسيقي ميشال فاضل، بمشاركة 12 فناناً لبنانياً.

وعن تأثير افتتاح مهرجانين في منطقة جغرافية واحدة في التاريخ نفسه على كلٍّ من المهرجانين، تقول المنسّقة الإعلامية لمهرجان «إهدنيات» افلينا مهوس، إنّ منظّمي المهرجانَين تفاجأوا من هذه المصادفة في التوقيت غير المقصودة.

وتشير في حديثٍ لـ«الجمهورية» إلى أنّ القيّمين على «إهدنيات» حاولوا تغيير تاريخ افتتاح المهرجان ليصبح ليل الجمعة في 28 تموز، ولكن تعذّر ذلك بسبب عدم التمكّن من تبديل حجوزات سفر الموسيقيين القادمين من الخارج.

وترى أنّ «هذه المصادفة ربما ستكون في صالح المهرجانين ومنطقة الشمال، لتكون ليلة السبت في الشمال كأنها عرسٌ بين بشري وإهدن». وتلفت إلى أنّ كلّ عمل فنّي في «إهدنيات» و»مهرجانات الأرز الدولية» له جمهوره، فالعملان مختلفان عن بعضهما البعض ولا تضارب بينهما.

***

جورج خباز ولبنان بعلبكي خلال التدريبات في الكونسرفتوار – بيروت (جوزف براك)