Beirut weather 16.85 ° C
تاريخ النشر October 31, 2025
A A A
جنوب 2026: صناديق اقتراع تحت القصف
الكاتب: علي ضاحي

كتب علي ضاحي في “الديار”

 

بين الأمن والسياسة، تعود الانتخابات النيابية لتفرض إيقاعها في الجنوب اللبناني، حيث بدأت وزارة الداخلية والبلديات خطواتها اللوجستية والتنظيمية، تمهيداً للاستحقاق المنتظر في أيار 2026، فيما لا تزال الأسئلة قائمة حول قدرة الدولة على تأمين ظروف طبيعية للتصويت، في منطقة تتداخل فيها الحسابات الحزبية مع التوترات الحدودية.

مصادر في وزارة الداخلية تؤكد لـ «الديار» أنّ التحضيرات انطلقت فعلاً، عبر تحديث لوائح الشطب، وتحديد المراكز الانتخابية في محافظتي الجنوب والنبطية، إضافة إلى مراجعة الشكاوى التي وردت من الانتخابات السابقة، خصوصاً في البلدات التي شهدت انسحابات أو فوزاً بالتزكية.

كما بدأ التنسيق بين المحافظين والقائمقامين والبلديات، تضيف المصادر، لترميم المدارس التي ستُعتمد كمراكز اقتراع، مع تأمين الكهرباء والإنترنت والتدفئة والتبريد، لتفادي أي خلل يوم الانتخاب.

ويبقى الهاجس الأكبر أمنيّاً. فالجنوب يعيش على تماس دائم مع العدوان الصهيوني، المستمر يومياً في الاغتيالات والاعتداءات والقصف، لا سيما المنطقة الحدودية التي لا تزال تحت مرمى الاحتلال والنار يومياً.

ورغم تساؤلات حول قدرة الأجهزة على ضمان سلامة الناخبين والموظفين والمرشحين، في ظل العدوان والاحتلال، يؤكد مصدر أمني رفيع لـ «الديار»: «الانتخابات ستجري في موعدها، ما لم يحدث تطور أمني كبير على الحدود. الخطة الأمنية قيد الإنجاز وستُنفذ بالتعاون بين الجيش وقوى الأمن العام والبلديات”. ويشير المصدر الى ان الانتخابات البلدية والاختيارية، جرت في الجنوب بسلاسة، وهناك دائماً حلولاً بديلة ومراكز بديلة، كتعويض عن المراكز في القرى المدمرة.

من جهة ثانية، يتزايد الاهتمام أيضاً بتسجيل المغتربين الجنوبيين، لا سيما في إفريقيا وأوروبا، حيث يسعى الناشطون إلى تأمين تصويت كثيف، يعكس تحولات اجتماعية واقتصادية واضحة.

وفي هذا السياق، تدرس وزارة الداخلية إمكانية اعتماد الاقتراع الإلكتروني التجريبي في عدد محدود من الدوائر، من ضمنها دائرة الجنوب الثالثة، ما قد يشكل سابقة في تاريخ الانتخابات اللبنانية.

وعلى صعيد تحضيرات “الثنائي الشيعي” للانتخابات جنوباً، تكشف اوساط قيادية رفيعة المستوى في “الثنائي” لـ “الديار”، ان الثنائي شكل لجنتيه المركزيتين، حيث يترأس الوزير السابق محمد فنيش لجنة حزب الله المركزية، فيما يتولى النائب علي حسن خليل مسؤولية لجنة حركة “امل”.

وتشير الاوساط الى ان كل من حزب الله وحركة “امل” ايضاً، يُنشّط ماكيناته الانتخابية في المناطق، لا سيما في الجنوب، وهي استمرار لعمل اللجان الانتخابية التي عملت في ملف البلديات والاستحقاق الاختياري والبلدي في ايار الماضي.

وتكشف الاوساط الى الانتخابات قائمة، و “الثنائي” يحضر لها، وانجز التدقيق لوائح الشطب في الجنوب والاغتراب، وهو جاهز لخوض الانتخابات غداً وليس في موعدها في ايار المقبل فقط. وتلفت الاوساط ايضاً الى ان “الثنائي” لم يدخل بعد في التفاصيل، بل يخوض في العناوين العريضة، ولم يبحث في الاسماء ولا في التحالفات بعد.

في المقابل، يُظهر المشهد الجنوبي حتى اللحظة ثباتاً في موقع الثنائية الشيعية (حزب الله وحركة “أمل”)، التي تستعد لخوض المعركة بلوائح موحّدة، في مقابل محاولات خجولة من قوى معارضة ومستقلين، لتشكيل لوائح بديلة في صور والنبطية والغازية.

مصدر شيعي جنوبي معارض يقول لـ “الديار”، إنّ «الرهان على تفكك الثنائية مبالغ فيه، لكن المزاج الشعبي يطلب محاسبة وتنويعاً في التمثيل، خصوصاً لدى فئة الشباب والمغتربين”.

ويكشف عن تحرك قريب لـ “الحراك الجنوبي” في صور والنبطية، وسيتم الاعلان عن لجنة ستكون نواة لتوحيد جهود “المعارضة الشيعية” او “الحراك الشيعي”، وتحديد الخطوات اللازمة لخوض الاستحقاق بعيداً من الاستعراض .

ويشير المصدر الى ان خوض المعارضة الشيعية للانتخابات البلدية والاختيارية، يفترض ان يكون محل نقاش لاخذ العبر وعدم تكرار الاخطاء.