Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر July 1, 2017
A A A
جمهور تشيلي بطل كأس القارات
الكاتب: عبد الرحيم عاصي - الأخبار

جمهور تشيلي أحد نجوم كأس القارات أيضاً، وشارع باوما الرئيسي في مدينة قازان الروسية كان شاهداً على ذلك. الشارع المعروف بأنه قبلة السكان المحليين والسياح لما يضمه من معالم أثرية وتاريخية في المدينة، والذي يتسم بالهدوء، تحوّل إلى مهرجان صاخب كان بطله جمهور «لا روخا».
كما في كل مباريات تشيلي في بطولة كأس القارات، لم يتأخر أكثر من 18 ألف مشجع قدموا من تشيلي عن مساندة منتخبهم.
والرقم إذا ما قيس على حضور مشجعي المنتخبات الأخرى المشاركة في البطولة، فهو الأول بعد جمهور صاحب الأرض المنتخب الروسي، وهذا أمر لافت.

رقصات، أغان، تجمعات، وزحمة في المطاعم، طوال فترة ما قبل المباراة في باوما، حتى يكاد المرء أن يتخيل نفسه في ساحات سانتياغو عاصمة بطل أميركا الجنوبية.

في الطريق إلى ملعب قازان أيضاً، لم يختلف المشهد كثيراً، المئات من الجمهور، وقفوا في طوابير ليستقلوا الحافلات المخصصة للذهاب إلى الملعب، والحالة نفسها ترداد دائم لعبارات الدعم للمنتخب.

حماسة الجمهور لاقت استحسان وتشجيع المواطنين الروس الموجودين في الشارع والذين شاركوهم الرقص والأهازيج، دعماً لهم في مواجهة البرتغال التي تغلبت على منتخبهم الوطني في الدور الأول. حتى إن الروس رددوا معهم أهازيجهم التشجيعية التي أصبحت معروفة بحكم ترداد جمهور «لا روخا» لها في كل الأمكنة.

الأمر البارز أيضاً أن الجمهور توحد في لباس منتخبه الوطني. كذلك فإن تكاتف الجمهور مع بعضه يشعر المرء وكأن 18 ألفاً هم أعضاء في رابطة واحدة ويعرفون بعضهم بعضاً. كذلك فإن حسّ الفكاهة والمرح بدا طاغياً ولافتاً على الجمهور القادم من آخر أصقاع الأرض. أمر اختصره الموقف الذي أقدم عليه أحد المشجعين الذي رفع لافتة كتب عليها «لوتشيو ريسك يخاف من زوجته»، ليتبيّن لاحقاً أنه وجه رسالة الى عمه المعروف بشغفه بكرة القدم والذي تخلف عن القدوم بسبب عمله. كذلك أظهر الجمهور روحاً عاليةً من الألفة وخفة الظل والتقارب مع السكان الروس، على الرغم من الصعوبة في التواصل بحكم اختلاف اللغات، إلا أن ذلك لم يمنع من إقامة صداقات بين الطرفين.

مراسل موقع «غول العربي»، الصحافي المصري، محمود ماهر، اعتبر أن جمهور منتخب تشيلي رائع وقد أعطى رونقاً جميلاً للبطولة بما قدمه إلى الآن، على الرغم من اعتبار البطولة ضعيفة من حيث إقبال الجماهير. وأضاف ماهر في تصريح لـ«الأخبار»: «يستحق هذا الجمهور أن يكافئه زملاء أليكسيس سانشيز بالتتويج باللقب».

خورخي ماوريسيو، القادم من سانتياغو، قال لـ«الأخبار» إنه قطع أكثر من 19 ساعة طيران مع تغيير 3 مطارات ليكون خلف المنتخب «الذهبي» بحسب وصفه. ماوريسيو لم يبد انزعاجه من التعب، فالأهم بالنسبة إليه فوز المنتخب».

بدورها، لاريسا فرنانديز التي لم يهدأ صوتها عن ترديد أهازيج التشجيع للمنتخب، أعربت عن رضاها إلى الآن عن الصورة التي ظهر عليها المنتخب، بالرغم من أدائه الضعيف أمام أوستراليا في الدور الأول، إلا أن المهم بالنسبة إليها التتويج بالبطولة. وحول رأيها عن صورة هذه التشكيلة من المنتخب، رأت فرنانديز أن «هذه التشكيلة تاريخية» وأن الأجيال القادمة «لن تنساها، وستخلد في الأذهان أكثر مما خلدت صورة الفريق الذي كان فيه إيفان زامورانو ومارتشيلو سالاس في تسعينيات القرن الماضي».

في ملعب «قازان أرينا» الذي احتضن المباراة نصف النهائية، كان للتشجيع المتواصل لجمهور «لا روخا» دور فاعل في تصدي الحارس كلاوديو برافو لثلاث تسديدات برتغالية وحسمه فوز المنتخب التشيلي وتأهله إلى النهائي، فالجمهور لم يهدأ طوال 120 دقيقة عن التشجيع المتواصل، وحتى بعد نهاية المبارة آثر بعض من الجمهور الفرح البقاء في الملعب للاحتفال بالفوز، ما اضطر اللجنة التنظيمية إلى الطلب إليهم الخروج لأن أنوار الملعب ستطفأ.
يوم غد، سيكون المشهد نفسه في شوارع سان بطرسبرغ. سيكرر الجمهور المشهد الذي رسمه طوال مدة البطولة في شوارع المدينة التاريخية، وربما سيعيد إلى ساحتها ضوضاء الليالي البيض التي انقضت منذ مدة. وإذا كان لـ»العدل» مكان في عالم الكرة المستديرة، فإن من الإنصاف أن يعود هذا الجمهور إلى تشيلي وهو فرح بالظفر باللقب.
*

الصورة: لم يتأخر أكثر من 18 ألف مشجع قدموا من تشيلي عن مساندة منتخبهم (أ ف ب)