Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر October 27, 2017
A A A
جمعة مستجوباً: داعش والنصرة لم يهتما لامري
الكاتب: كلوديت سركيس - النهار

عماد جمعة مستجوباً للمرة الاولى امام العسكرية : داعش والنصرة لم يهتما لامري في مفاوضات تبادل الاسرى.
*

السوري عماد جمعة (33 عاما) قائد “لواء فجر الاسلام”، وقف للمرة الاولى مستجوبا امام المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن حسين عبدالله وعضوية المستشارة المدنية القاضية ليلى رعيدي، في حضور ممثلة النيابة العامة العسكرية القاضية مايا كنعان. وهي السيدة الاولى في تاريخ القضاء العسكري تتولى هذا المركز بموجب التشكيلات القضائية التي صدرت اخيرا.

عماد جمعة حوكم مع عدد من افراد مجموعته بينهم ضابط سوري منشق برتبة نقيب، وهو الذي انتقل بعد سقوط القصير بيد النظام السوري الى جرود قارة مع عناصره، مستقرا فيها. وتلقى الدعم المالي، بحسب القرار الاتهامي، من الائتلاف السوري المعارض. وقبل سقوط يبرود بايع “جبهة النصرة” بشخص اميرها “ابو مالك التلة” مبايعة عمل، بحيث يبقى فصيلا مستقلا ويقدم المساندة للجبهة عند الطلب. وافاد انه كانت للتنظيمات المتمركزة في جرود عرسال خطة عمل لضرب بلدات شيعية واحتلالها بهدف توسيع دائرة التمركز في المنطقة خصوصا بعدما ضَيق الجيش اللبناني الخناق عليهم. وتقضي الخطة بالسيطرة على عرسال ومحيطها وصولا الى القاع لتأمين حرية الحركة للمقاتلين. وبعد تعثر موضوع ارسال السيارات المفخخة الى لبنان، ولكونها لم تعط النتيجة المرجوة، وبعد اشتداد الخناق على المجموعات المسلحة في رنكوس قرر “ابو مالك التلة” نقل المعركة الى الداخل اللبناني .ودعاه وقادة سائر التنظيمات الموجودة في الجرود الى اجتماع في هذا الخصوص. وأضاف القرار الاتهامي أن جمعة استطلع مع مقنعين تابعين للتلة مرصدي الرعيان وتم تحديد المكان الذي يمكن فتح ثغرة فيه لاستخدامه في العمليات العسكرية التي سينفذونها. وجرى استطلاع القرى الشيعية على “غوغل ارث”، وتم تحديدها على الكومبيوتر للعودة اليها عند الاقتضاء، وهي بلدتا حام والخريبة وصولا الى اللبوة ويونين والبزالية والمقراق. وكان اجتماع آخر عند “ابو مالك التلة” في مقر قيادة الجبهة في المعرة حضرته فصائل وألوية المسلحين الموجودين في الجبل وأمراء عسكريون، عُيّن خلاله الامير العسكري للجبهة ابو عبدالله الاحوازي الامير العسكري للعملية المزمع تنفيذها، محددا سبع قرى شيعية وحاجزين للجيش في محلة عين الشعب وسويد، والهدف الابرز هو أخذ رهائن من البلدات الشيعية ومن العسكريين الموجودين على الحواجز او في المنطقة بهدف عدم تمكينه من ضربهم او ملاحقتهم داخل القرى التي سيحتلونها، ومنع الجيش من التقدم في اتجاه عرسال او القرى المحتلة. وتأخر عماد جمعة وصقور الفتح والحمزة عن الموعد المحدد لبدء العملية، فأرجىء التنفيذ الى اليوم التالي.

وأمام المحكمة العسكرية الدائمة، وصف جمعه نفسه في حضور وكيله المحامي رشاد العلي بأنه قائد ثوري مدني تعلم 11 عاما في المدرسة. وكان أول من انضم الى المدنيين في سوريا عندما ثاروا ضد النظام السوري. وقال: “بعد خروجنا من يبرود طُلب منا الذهاب الى القصير فرفضنا. و”جبهة النصرة” كانت تسيطر في القلمون ولم اشارك في اي عمل، لكنني التقيت التلة للحفاظ على وجودنا، من دون مبايعته”. واضاف ان “ابو الصوص” طلب منا مهاجمة مراكز “حزب الله” وشارك في استهداف مراكزه بعدما بات الحزب يستخدم الاراضي اللبنانية لمنعه من الدخول الى سوريا. وذكر انه شارك في اجتماع دعا اليه التلة عندما قرر الاخير استهداف قرى شيعية، إثر سقوط القلمون، “فيما سادني اعتقاد ان موضوع ذلك الاجتماع هو لضرب مراكز حزب الله المحيطة بالقرى اللبنانية. ولكن عندما طلب ضرب القرى الشيعية اللبنانية انسحبت من الاجتماع مع ثلاثة فصائل شاركت فيه لان الاتفاق لم يكن كذلك”.

وعدد القرى الشيعية التي أراد التلة احتلالها. وقال: “لم اكن اريد ضرب القرى بل مراكز حزب الله”، مشيرا الى ان مسؤول “جبهة النصرة” طلب احتجاز عناصر من الجيش رهائن، وهذا لم يكن هدفي. فتركت الجبهة وبايعت ابو الحسن الفلسطيني”.

وسئل كيف تعرف الى “الداعشي” محمد قصورة، فأجاب: “تعرفت اليه بواسطة صهري المسؤول في داعش حسين الحمصي الملقب بـ”ابو حفص” الذي كان سافر سنة الى حلب حيث بايع تنظيم “الدولة الاسلامية”. وبايعت “داعش” عبر سكايب وقصورة . والتزمت كل ما يطلب مني لفرض وجودي وحفظ خط العودة الى سوريا”. واستطرد جمعة بأنه بعد توقيفه كان صلة وصل للتفاوض بقضية الاسرى العسكريين مع مسؤولين امنيين لبنانيين بينهم اللواء عباس ابرهيم اجتمع بهم في حضور وكيله العلي وبدافع انساني رغم ان هذه المسألة لم تؤد الى نتائج، متوقفا عند عدم اهتمام تنظيم “داعش” او “جبهة النصرة” لامره في عملية التفاوض التي حصلت حينذاك. وقال: “لو كنت مهما بالنسبة الى التنظيمين لكانوا طالبوا بي في عملية تبادل الاسرى ولاصبحت في ادلب”. وأفاد جمعه أنه تواصل مع الاتحاد الاوروبي عبر التركي حسين يوظافير من خلال ضابط اسباني بهدف جعل لبنان دولة مثل الاردن خالية من التنظيمات.

وبادره رئيس المحكمة بعد مبايعة “داعش”: “طلبت منك الهجوم على قرى شيعية وتمهيدا لذلك عملت على نزع الالغام من الجرود وبلغ عددها 70 لغما، ولم تكمل العملية لانه تم توقيفك”. ورد جمعة بالنفي مشيرا الى أنه أوقف بينما كان يقصد شقيقته في عرسال مع احد عناصره فراس غنام، وهو الداعم اللوجستي له.
ورداً قال جمعة الملقب بـ”ابو احمد”: “ان ابو مالك كان يعرقل بواسطة اشخاص، ولديه الدعم الذي كان يأتي لحزب الله”.

وعن الاجتماع المتعلق بالدخول الى عرسال اشار المتهم الى انه رفض دخول اي منطقة لبنانية لان عدوه ليس اللبنانيين او جيشهم، انما النظام السوري و”حزب الله” الذي ادخل نفسه في الحرب السورية.

وباستجواب النقيب المنشق من الجيش السوري فاضل فاضل افاد ان اختصاصه مشاة في الكلية الحربية وهو من عداد لواء “فجر الاسلام”، وكان نزيل سجن رومية عند حصول معركة عرسال وتعرف في الزنزانة الى خالد ملكة ابو الوليد وابو وليد الكيماوي. واخبره “ابو احمد” انه بايع “داعش” بحسب القرار الاتهامي، واخبره بأنه في صدد تحضير عمل امني كبير على قرى شيعية في لبنان.

وخلال استجواب سائر الموقوفين كان جمعة يتدخل من داخل القفص للدفاع عن عناصر مجموعته.