Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر October 4, 2019
A A A
جلسة حكومية بنكهة «التفاح».. وعون: أنا الرئيس.. ولن نفشل
الكاتب: الأنباء

انعقد مجلس الوزراء اللبناني في القصر الجمهوري في بعبدا ظهر امس على رائحة فاكهة التفاح التي أحضرها وزير الزراعة حسن اللقيس الى القصر الرئاسي ليوزعها ضمن صناديق كهدايا على الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري ضمن اطار تحرك شمل وسائل الاعلام تعبيرًا عن حاجة فاكهة لبنان الاولى الى استعادة موقعها في أسواق العالم.

وقد عكست كلمة الرئيس ميشال عون في مستهل جلسة مجلس الوزراء واقع الحال غير السار على مستوى اركان السلطة منذ خطابه الشهير في نيويورك الذي طرح فيه فكرة التواصل مع النظام السوري اذا كان ذلك الخيار الانسب لإعادة النازحين السوريين الى بلدهم، الأمر الذي لم يعد ضمن خيارات رئيس الحكومة سعد الحريري الممكنة او القابلة للهضم على مستوى المجتمع الدولي والعالم العربي.

وقال الرئيس عون: انا رئيس الدولة وامثل كرامة اللبنانيين وهيبة الدولة، ونحن جميعا نمثل السلطة الاجرائية، وأي فشل لنا، هو فشل لكل السلطة، ولذلك ممنوع ان نفشل، ولن نفشل.

واشار الى التظاهرات التي شهدتها بيروت بالقول: ان حق التظاهر لا يعني الحق بالشتيمة، وحرية الاعلام لا تعني حرية اطلاق الشائعات المغرضة والمؤذية، والوقت اليوم ليس للمزايدة بل لحل المشاكل، خصوصا الاقتصادية منها، واولها اكمال الموازنة.

مجلس الوزراء اقر جدول اعماله المتضمن بنودا عادية، وفي الرابعة عصرا انعقدت اللجنة الوزارية للاصلاح المالي والاداري برئاسة الرئيس سعد الحريري في السراي الكبير في اطار متابعة الاصلاحات المرتبطة بالموازنة الجديدة.

مصادر مواكبة أكدت لـ «الأنباء» ان حديث الرئيس عون عن التواصل مع النظام السوري وراء حالة التأزم التي عاشها لبنان أمنيًا وماليًا واقتصاديًا، والتي امتدت الى حلفاء «التسوية السياسية»، اي بين الرئاستين الاولى والثالثة، وبين تياريهما البرتقالي والازرق، وكان الغاء الرئيس الحريري للندوة المشتركة مع رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في مقر تيار المستقبل غدا السبت بمنزلة القشة التي قصمت ظهر بعير التحالف القائم بينهما.

وتضيف المصادر عينها ان ما فاقم الوضع اعتقاد فريق الرئيس عون ان الرئيس الحريري كان في جو اقتراح التواصل مع دمشق اقله من قبيل الضغط على الاميركيين والاوروبيين وكل ما يربط عودة النازحين بالحل السياسي في سوريا، ولم يكن مطروحا التواصل على مستوى ارفع من الوزير، لكن مع الخطاب الرئاسي في نيويورك كان هناك من رفع الصوت بالرفض، والا فلتتحملوا العاقبة، وهذا عمليا ما حتم على الرئيس الحريري اعادة النظر بالأمر متمسكا بإبقاء مجلس الوزراء خارج هذه اللعبة، لأن البلد لا يتحمل ردود الفعل العربية والدولية على هذه الخطوة، بدليل ما حصل في شوارع بيروت ابان ازمة الدولار، ثم كانت قضية عارضة الازياء الجنوب افريقية التي تناولتها كبرى الصحف الاميركية (نيويورك تايمز) بمنزلة رسالة مفتوحة الى الرئيس الحريري، بل هزة عصا، لا يقلل من خطورة ابعادها السياسية، الايحاء بأن وزير الداخلية «المستقبلي» سابقا نهاد المشنوق وراءها، علما ان المشنوق نفى ذلك في مطالعة مستفيضة.

ولا شك ان الحريري ادرك ما يمكن ان تنتهي اليه الامور في لبنان قياسا على ما يجري في العراق منذ مطلع هذا الاسبوع، تبعا لوحدة الخلفية والاسباب، ألا وهو التمدد الايراني، يضاف الى مقدمات تصلب الحريري في موقفه المستجد، تأكيد مختلف اطراف الممانعة، وفي الطليعة حزب الله، على ان لا بديل له ولحكومته الحاضرة قناعة بأن الهدف النهائي هو وجود الحزب داخل هذه الحكومة.