Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر June 5, 2018
A A A
جعجع اشتكى من باسيل في بعبدا
الكاتب: مجد بو مجاهد - النهار

“القوات” تعرض مشهدية “حرب إلغاء عالمية”
*

كان لا بدّ، من وجهة نظر “قواتية”، من تأمين سيّارة إسعاف تقلّ ورقة تفاهم معراب الى أقرب مستشفى. وجد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في موعد الإستشارات النيابية لتسمية الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة الجديدة في 24 أيار المنصرم، فرصةً “إنعاشية” لعرض المريض – ورقة التفاهم – على رئيس الجمهورية – الطبيب – العماد ميشال عون.

معطياتٌ يؤكّدها لـ”النهار” أمين سرّ تكتل “الجمهورية القوية” فادي كرم، مشيراً الى أن “جعجع بحث مع عون خلال اللقاء في تصرّفات رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل، وأجاب رئيس الجمهورية جعجع بأنه يقدّر القوات ولن يسمح بإخراجها أو عدم تمثيلها بطريقة جيّدة في الدولة أو في الحكومة”.

ويأتي ذلك في ظلّ “حرص تبديه القوات على تفاهم معراب، الذي لا بد من إعادة إحيائه من اجل المصلحة اللبنانية عموماً ومصلحة المسيحيين خصوصاً”، يقول كرم، مضيفاً إن “الطرف الآخر لا يريد الإستمرار في التفاهم وكأنه قبض حقّه ومشى”. وإذا كانت “القوات” تحمّل باسيل مسؤولية ما آلت إليه العلاقة بين الحزبين الأقوى مسيحياً، فإن “التيار الحرّ” يرى أن ورقة تفاهم معراب ليست menu مطعم، يختار منه “القواتيون” الطبق – البند – الذي يشتهونه، ويلوّحون بضرورة الإلتزام به من دون سواه.

ويحصل أن مظاهر الصراع السياسي بين جعجع وباسيل، بدأت تتخذ منحى يمتد على مساحة كوكب الأرض. إذ يعرض كرم من منظاره مشهدية “حرب إلغاء عالمية”، متهماً السفير اللبناني في واشنطن غبريال عيسى بـ”تلفيق تهم ضدّ القوات بالعمل ضدّ الجيش اللبناني من خلال تصريح علني ادلى به”. ويتهم كرم السفير اللبناني بـ”العمل لمصلحة التيار الحرّ منذ توليه منصبه قبل أشهر بعدما عيّنه باسيل، إذ يحاول وزير الخارجية تجنيد كلّ السلطات لاستئثاره بالسلطة، وقد صرّح شخصياً بأنه يطرح التعيينات في السلك الديبلوماسي والأمني وفق ما يريد، متسلحاً بمقاربته لمفهوم السلطة القوية”. ويؤكّد أن “القوات” في صدد “التحضير لإجراءات حقيقية ضدّ هذا الديبلوماسي، ومن الممكن تفعيل شكوى قضائية ضدّه كونه يطلق أكاذيب، وسنطلب من وزارة الخارجية القيام بالإجراءات الضرورية بحقه على قاعدة أن الوزارة ملك للبنانيين”.

ويقول خبير مخضرم في الشؤون الأميركية ومطلع على كيفية عمل وزارة الخارجية الأميركية (فضّل عدم ذكر اسمه) لـ”النهار” معقّباً، إن “الأميركيين يعلمون جيداً طريقة عمل السفراء. ويحظى السفير في الولايات المتحدة باحترام كبير إذا نال إجماعاً من قبل الرؤساء الثلاثة في لبنان، أما إذا تحيّز لفريق واحد، فهو يفقد هيبته وقدرته الكافية على التحدّث الى الأميركيين من الند الى الندّ. وقد حصل ذلك مع سفير سابق في واشنطن عُرف بانحيازه، فأُقفل أمامه باب الدخول الى وزارة الخارجية الأميركية واعتُبر أنه لا يمثل الرأي العام اللبناني. وتاليا، ليست السفارة وحدها مَن تدفع الثمن، بل شخص السفير أيضاً. ويراسل السفير الأميركي في لبنان وزارة الخارجية الأميركية في هذا الصدد ويطلعها على الانطباعات اللبنانية حول السفير. ويحصل أن يتبنى السفير عاطفة خاصة أو آراء سياسية تجاه فريق سياسي كونه إنسانا، ولكن يتوجب عليه أن يتحلّى بالإرادة القوية لعدم تفضيل فريق على آخر”.

وفي إطار آخر، تتهم “القوات” السفير اللبناني في واشنطن بالتدخل في شؤون انتخابية، نتيجة “عدم التوقيع على محاضر الانتخابات وعدم إعطاء مندوبي الأحزاب والمرشحين أي مستند موقّع عليه لعدد الأصوات. لذلك كانت لدينا شكوك، وهي مسألة غير محصورة بتصرفات سفير لبنان في واشنطن بل أتت نتيجة التعليمات التي أعطاها وزير الخارجية للقناصل والسفراء”، يقول كرم، مضيفاً أن “السفارات تحوّلت في معظمها الى أماكن يدير التيار الحرّ من خلالها حملته الإنتخابية، وقد أُعطيت جداول اللبنانيين وأرقامهم الى العونيين فقط”.

 

* الصورة لغبريال عيسى سفير لبنان في واشنطن