Beirut weather 18.54 ° C
تاريخ النشر August 27, 2018
A A A
جريمة برج اليهودية…نقزة واستنكار هل بات الدواعش في عقر دارنا؟
الكاتب: حسنا سعادة ـ موقع المرده

صدق من قال ان الجهل مأساة الشعوب فهل كلمة “حل عن ربي” تبيح القتل بطريقة اقل ما يقال انها وحشية؟ واين الدولة مما يجري يوميا من جرائم توجتها بالامس جريمة نكراء بحجة سب الذات الالهية ممن وكلوا انفسهم للدفاع عن الله ودينه؟…والسؤال الاهم هل باتت داعش في عقر دارنا ام ان الفكر التكفيري غزا مجتمعاتنا فبات القتل سهلا والتنكيل مدعاة فخر؟.
ارخت جريمة القتل التي وقعت في برج اليهودية في قضاء المنية الضنية بفظاعتها على ما عداها من اهتمامات اذ شكلت نقزة واستنكارا لدى المواطنين، نقزة من ان يكون كل مواطن عرضة للتكفير، فاليوم دور محمد الدهيبي وغدا ربما تطال عقوبة شتم الذات الالهية غيره وغيره لاسيما ان العديد من المواطنين يتقنون اصول الشتم والسباب وكلها من المعيار الثقيل فهل يقتل هؤلاء بحجة شتم الذات الالهية؟، اما الاستنكار فسببه استسهال القتل وبدماء باردة ما حرك الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الذين صدموا بما حصل وكانت لهم اراءهم وتعليقاتهم وحتى حكمهم على الجناة.
وفي تفاصيل الجريمة النكراء ان احد المواطنين ويدعى محمد الدهيبي دخل لشراء اغراض من سوبر ماركت داخل بلدة برج اليهودية حيث علق على ارتفاع الاسعار وتلاسن مع صاحب السوبر ماركت بحضور الشيخ خ. الدهيبي الذي سمع المشاداة وسمع محمد يقول “حل عن ربي” فما كان منه الا ان نعته بالكافر لانه شتم الذات الالهية، غير ان محمد لم يكترث وغادر السوبر ماركت ليفاجأ حسب ما رواه احد الشهود العيان بالشيخ واثنين من اشقائه يقطعون عليه الطريق ودار طعن بالساطور والسكاكين في جريمة داعشية بامتياز؟.
محمد الدهيبي قتل بابشع الطرق فهل تكون هذه الجريمة دافعا للمعنيين لاتخاذ الاجراءات اللازمة كي لا يتغلغل التكفير في مجتمعاتنا اكثر فاكثر وكي لا يكون اليوم دور الدهيبي وغدا مواطن اخر والويل ان كان من طائفة اخرى فعندها يا غيرة الدين؟ وكيف بالامكان عندها وقف تسونامي التطرف الذي ارتدى اكثر من لباس في الاونة الاخيرة سواء عبر الخطابات الطائفية او الممارسات التكفيرية؟ وهل يحتمل البلد خضات امنية فكيف اذا كانت بلبوس طائفي او مذهبي وعندها لات ساعة ندم؟ .
يبقى السؤال هل يحق لرجل دين ان ينصب نفسه القاضي والجلاد في الوقت نفسه ومن اوكله هذه المهمة في بلد لديه محاكمه وقوانينه؟ وما رأي المرجعيات الدينية ورجال الدين بما جرى؟.
المهم ان ما حصل هو جريمة اليمة غريبة عن المنطقة وان الجناة باتوا في عهدة القوى الامنية فعسى ان ينالوا عقابهم ويكونوا عبرة لغيرهم كي لا تتكرر هكذا جرائم وتشوه مفاهيم الدين الاسلامي الذي هو دين تسامح واعتدال.