Beirut weather 22.43 ° C
تاريخ النشر September 6, 2017
A A A
جريصاتي يطلب ملاحقة الدواعش بعد ترحيلهم
الكاتب: الانباء

انتهت عطلة الأضحى المبارك في لبنان امس، لتستمر الحرارة السياسية مرتفعة، في ظل اتساع الملفات السيادية والعلاقة مع النظام السوري.

ومن هذه الملفات الدائمة السخونة، قضية السماح للدواعش بمغادرة الجرود دون محاكمة المتورطين منهم في قتل الجنود، وإعلان وزير الزراعة غازي زعيتر عن زيارة مرتقبة لوزير الزراعة السوري إلى لبنان. وسجل حزب الكتائب المعارض على حكومة «استعادة الثقة» تطبيقها قانون «الشراكة» بين القطاع العام والقطاع الخاص، بالأمن، حيث تولى السلاح الخاص (حزب الله) تنظيف جرود عرسال من الدواعش، ويتولى السلاح العام (الجيش) تنظيف جرود القاع وأسندت مهام التفاوض مع «داعش» و«النصرة» للحزب لا للحكومة، علما انهم يرفضون الخصخصة، حيث هي ضرورية في قطاعات الطاقة والاتصالات، ويجيزونها حيث تجب الحصرية، في السلاح والسيادة.

الوزير السابق أشرف ريفي دعا إلى محاسبة من هجّر ملايين السوريين من أرضهم ومنع حكومة الرئيس تمام سلام من التفاوض لإعادة العسكريين فيما عقد صفقة مع داعش لمصلحة النظام السوري، واصفا إياها بصفقة العار وليس الانتصار وانتقد الحكومة النائمة والتي تتباهى بأنها سهلت انسحاب داعش، وهذه فضيحة، كما قال ريفي.

المكتب السياسي لحزب الكتائب، حمّل المسؤولية للسلطة «التي تقاعست عن اتخاذ الإجراءات الكفيلة باعتقال الإرهابيين وإحالتهم الى القضاء. وأعلن السخط الشديد لأنها بدلا من ذلك انصاعت لصفقة حاكها حزب الله والنظام السوري خارج الحدود، وقضت بخروج الإرهابيين سالمين مفرّطة بالإنجاز العسكري الذي تحقق، بضرب المرجعية السيادية للدولة اللبنانية.

* «سيدة الجبل» يدين مشاركة تيارات مسيحية في احتفال حزب الله.

بدوره، «لقاء سيدة الجبل الذي يضم شخصيات مسيحية، استنكر سلوك التيارات المسيحية التي شاركت في مهرجان حزب الله في بعلبك والذي ضخّم انتصار الحزب على حساب انتصار الجيش اللبناني بوجه الإرهاب، مذكرا بأن المسيحيين متمسكون تاريخيا بالدولة والدستور، ورافضون للحمايات المشبوهة، وسأل اللقاء المعنيين بأنه بعدما انتهت معركة الجرود وأقفلت جبهة الجنوب منذ العام 2006 أما آن الأوان للمطالبة بتسليم سلاح حزب الله الى الدولة اللبنانية، تنفيذا لاتفاق الطائف، وقرارات الشرعية الدولية، لاسيما منها القراران 1559 و1701.

نائب حزب الله نواف الموسوي، رد سائلا الرئيس السابق ميشال سليمان عن عدم محاكمة شاكر العبسي زعيم «فتح الإسلام» الذي أخرجه الجيش من مخيم النهر البارد.

ويذكر انه عندما باشر الجيش وقوى الأمن حملة لإخراج العبسي وتنظيمه من المخيم الفلسطيني الشمالي أعلن السيد حسن نصرالله انهم خط أحمر، لكن قيادة الجيش، بشخص العماد ميشال سليمان، وقوى الأمن الداخلي بشخص اللواء اشرف ريفي، تابعوا الحملة دون توقف حتى أخرجت «فتح الإسلام» من المشهد اللبناني.

أما وزير الزراعة غازي زعيتر الذي كسر سياسة النأي بالنفس وبزيارته دمشق دون إذن مجلس الوزراء، كزملاء وزراء حزب الله والمردة، فقد تحدث عن تطبيع كامل في عمل الوزارات بين سورية ولبنان، وقال: هناك لقاءات ستتم بيننا وبين السوريين لتطبيق وتفعيل الاتفاقيات المعقودة وفتح المعابر، خاصة بعد فتح المعابر بين سورية والأردن خلال أيام ثم بين سورية والعراق، فسورية بوابتنا الى الخليج العربي. وأضاف: لا توجد مقاطعة لسورية، بل نأي بالنفس، وهذا لا علاقة له بتصدير المنتجات الزراعية، ولا أريد النقاش بتفاصيل هذا الموضوع.

وأشار إلى «حالة الصدمة» التي يعيشها بعض السياسيين اللبنانيين، والانهيارات العصبية التي تترجم في بيانات رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وتيار المستقبل وما تبقى من 14 آذار، قد تتبعها حالة إغماء سياسي وجسدي، فليتحسس بعض السياسيين اللبنانيين ألسنتهم، خصوصا تلك التي تطول وتتطاول.

بيد أن هذه المسألة، ستكون بندا على جدول اعمال مجلس الوزراء ضمن اطار التوجه نحو فتح تحقيق في ملابسات معركة الجرود والتفاوض الذي فرضه حزب الله على الدولة، والذي سمح للإرهابيين الدواعش بالخروج الآمن من لبنان. وقد استبق وزير العدل سليم جريصاتي الجلسة الوزارية، بالطلب الى النائب العام التمييزي اجراء التعيينات بجرائم قتل العسكريين في عرسال واختطاف آخرين وقتل عدد منهم!

إلى ذلك، وبعد زيارة باريس، يصل رئيس الحكومة سعد الحريري الى موسكو اليوم في زيارة تذهب محادثاتها الى أبعد من موضوعي النزوح السوري ودعم الجيش اللبناني، وتنطوي على عناوين سياسية بالغة الحساسية بالنسبة للكرملين، أبرزها بحث مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية للحل السياسي، الذي سيكون مادة رئيسية على طاولة المحادثات.

وكان الحريري أعلن في تصريح له من باريس غداة لقائه ماكرون أنه سيناقش مع الرئيس الروسي دور الأسد في المرحلة الانتقالية في سورية.