كتب يوسف فارس في “الأخبار”

كثّف جيش العدو، خلال اليومين الماضيين، مجازره بحق العائلات في شمال قطاع غزة، حيث عمد إلى تدمير المنازل المأهولة على رؤوس ساكنيها، وتصعيد الضغط على المستشفيات في المناطق المحاصرة، جنباً إلى جنب تشديد وتيرة الهجمات على تجمعات المواطنين في مناطق شمال وادي غزة كافة. وخلال الـ24 ساعة الماضية، أغار الاحتلال على سبعة منازل مأهولة في أحياء الزيتون والصبرة والشيخ رضوان والتفاح والدرج وبيت لاهيا، كما فجّر العشرات من البراميل المفخّخة في محيط مستشفى كمال عدوان والعودة في حي تل الزعتر. ولم يسلم الصحافيون، مرة جديدة، من الغارات الإسرائيلية، التي استهدفت سيارة تقلّ عدداً من الصحافيين في محيط مستشفى العودة في حي النصيرات وسط القطاع.
وفي حي التفاح، حيث يتوسط منزل عائلة حمادة مربّعاً سكنياً يضم مركزين تعليميين يزدحمان بالعشرات من الطلاب، أغارت طائرة حربية على المنزل بقنبلة من طائرة حربية، ما أسفر عن إصابة العشرات من الأطفال وسقوط شهداء. وتزامناً مع نقل المصابين والشهداء إلى مستشفى الأهلي المعمداني وسط مدينة غزة، انشغل أهالي الحي في البحث عن جثامين الشهداء المفقودين تحت الأنقاض. وانسحب المشهد ذاته على حي الصبرة، حيث انتشل الأهالي جثامين 13 شهيداً من تحت ركام المنازل المقصوفة، فيما لا تزال العشرات من الجثامين مفقودة. ووفقاً للمتحدث باسم قوى الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، فإن 80% من الشهداء الذين يصلون إلى مستشفيات القطاع هم من الأطفال والنساء، لأن غالبية المجازر تُرتكب بحق منازل آمنة ومأهولة بسكانها، وبنازحين من شمال القطاع.
أما في المناطق المحاصرة شمال غزة، فقد تسبّب جيش العدو بحالة أشبه بالجحيم في مستشفى كمال عدوان، إذ فجّر، أمس، روبوتين مفخّخين بنحو 8 آلاف كيلوغرام من المواد الشديدة التدمير، في محيط المستشفى، فيما تسبب واحد من الانفجارين بتخريب قسم العناية المركّزة بعد وصول الشظايا الكبيرة إلى أسرّة المرضى. وأفاد الدكتور حسام أبو صفية، مدير المستشفى، بأنه خلال ساعات نهار أمس فقط، استشهد خمسة من الكوادر الطبية في المستشفى، من بينهم الدكتور أحمد سمور واختصاصية المختبرات إسراء أبو زايدة، والمسعف عبد المجيد أبو العيش والمسعف ماهر العجرمي واختصاصي الصيانة فارس الهودلي. وفي إفادة صحافية، أكّد أبو صفية أن جيش العدو تعمّد تفجير الروبوتات المفخّخة بجانب المستشفى لإلحاق ضرر كبير بالأقسام والأجهزة الطبية، كما تسبّب بإصابة الممرض حسن الضابوس بجروح خطيرة جداً، خلال علاجه لأحد الجرحى في قسم العناية المركّزة.
على الضفة المقابلة، يستمر جيش العدو في تكبّد المزيد من الخسائر؛ إذ أقر، خلال اليومين الماضيين، بمقتل خمسة جنود في أحداث صعبة وقعت في شمال القطاع ووسطه، فيما تحدّثت وسائل إعلام عبرية عن مقتل ثلاثة جنود يوم أمس فقط. وأعلنت «كتائب القسام»، الخميس، استهداف قوة خاصة مكوّنة من سبعة جنود بعبوة أرضية شديدة الانفجار، بالإضافة إلى تمكّن مقاوميها من استهداف قوة هندسة كانت تعمل على نسف عدد من المنازل، بقذيفة «تي بي جي» في غرب مخيم جباليا. كذلك، استهدفت المقاومة دبابة «ميركافا» في جنوب حي الزيتون.