Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر November 18, 2019
A A A
جاسم عجاقة لموقع “المرده”: الثقة المفقودة أخطر من الحرب
الكاتب: سعدى نعمه - موقع المرده

لفت الأستاذ الجامعي والباحث الإقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة الى أنه “ازاء التهويل الحاصل والشائعات التي يتم الترويج لها حول مستقبل النقد في لبنان ترتسم مشكلة كبيرة جداً اذا استمرينا على هذا المعدل، لأن الاقتصاد والنظام المالي والنقدي مبنيان على الثقة، وعندما تُفقد الثقة فهذا يعني ان المستقبل ليس واعداً، ونرى يومياً اطلالات لمسؤولين سياسيين ولأشخاص يطلقون على انفسهم لقب خبراء اقتصاديين ويقولون ان الليرة ستنهار فذلك يعني حتماً ان هناك مشكلة كبيرة على هذا الصعيد”، لافتاً الى ان “الوضع لا يبعث على الاطمئنان، في ظل كل هذا التهويل والفراغ الحكومي القاتل، للنقد وللوضع المالي وللاقتصاد اللبناني، منبّهاً من ان الاستمرار على هذا المستوى من الشائعات فالأكيد ان “المستقبل لن يكون أبيض” ولكن بالمطلق اذا أردتُ العودة والاستعانة بالارقام النقدية فانها تشير الى عدم وجود اي اشكالية على النقد مع ان السعر لدى الصيارفة مختلف، ولكن هذا الامر لا يعني فقدان السيطرة على السعر ونحن ندرك بان هناك حالة هلع ناتجة عن امور عدة، ولكن باعتقادي الحكومة وحدها قادرة ان تجعل القطاع المصرفي والليرة يتخطيان هذا الهلع ولكن عملياً بحسب الارقام النقدية لا مخاوف على المستقبل النقدي”.

وقال في حديث خاص لموقع “المرده”: “لا خوف على الودائع في المصارف والمشكلة هي في السيولة وليس هناك مشكلة “ملاءة” والناس تريد الاموال الآن والاموال غير موجودة ومحجوزة لانهاء مستحقات كل استثمار والتوظيف لهذه الاموال يحتاج الى الوقت والعملية لا علاقة لها بانكسار مصرف او لا او اذا المودع يريد استرداد امواله او لا، مشيراً الى ان انكسار المصارف وخسارة الودائع امران غير واردين الا اذا حصلت “هجمة” وسحبت الاموال من المصارف فعندها يضع يده مصرف لبنان عليها ويقوم بشرائها او تقوم بهذا الامر مصارف اخرى وأتمنى على اي حال الا نصل الى هذا القدر من الرعب لاننا نكون بتلك الخطوة قد ساهمنا بطريقة او بأخرى بضرب اقتصادنا وعملتنا الوطنية ونظامنا المصرفي”.

ورداً على سؤال حول التهويل اليومي بقرب حصول الانهيار المالي والاقتصادي للدولة اللبنانية وما هي تفسيرات ذلك، أجاب عجاقة: “التشاؤم أمر سهل وهذا “حجة” العاطلين عن العمل ولم نصل بعد الى مرحلة الانهيار المالي والاقتصادي ولكنني لا أخفي اننا نمرّ بصعوبات مالية واقتصادية جمّة لذلك نحن بأمسّ الحاجة الى حكومة تدير البلد وتقوم باسترداد الثقة لكي نعيد بناء الاقتصاد ولست ابداً مع هذا التوجه الذي ينادي بالانهيار”، مشدداً على ان هناك “مشكلة الاستسلام للصعوبات” والوضع صعب خاصة بعد قيام “ستاندرد آند بورز” بتخفيض تصنيف لبنان الائتماني”.

وحول خطوة اقفال المصارف أبوابها لأكثر من 15 يوماً علماً انه في عزّ الاحداث اللبنانية لم تفعل ذلك وهل صحيح ان تحويلات كبار المودعين تتمّ يومياً الى الخارج فيما صغار المودعين يدفعون الثمن تجميداً لحساباتهم وعدم امكانية الـatm من تأمين كافة الاحتياجات المصرفية للزبائن، شدد عجاقة على أن “هناك شيئاً أخطر من الحرب ألا وهو الثقة المفقودة، ففي الحرب تقفل المصارف اما لسبب امني او خوفاً من تبخّر الاموال كلها عوامل لها تداعيات اكبر على الثقة وبالنسبة لي العامل متضاعف”، عازياً سبب اقفال المصارف الى حالة الفوضى والهلع التي في خضمها تدير الشائعات سلوك المودعين، لذلك هناك خطر هائل على فتح هذه الحرب وهناك تحويلات تتم الى الخارج ولكن ليس على علمي من كبار المودعين والتحويلات الكبيرة تحدث لشراء سلع وبضائع من الخارج ومن اليد العاملة الاجنبية التي تحول كميات كبيرة، مستبعداً ان يكون كبار المودعين قادرين على تحويل اي “فرنك” الى الخارج وخصوصاً ان الاضواء كلها مسلطة عليهم والعيون شاخصة عليهم في الوقت الراهن”.

وحول الى أين تتّجه الاوضاع الاقتصادية والمالية اليوم يرى عجاقة أننا نمضي نحو أيام اكثر سوداوية من الايام الحالية على هذا الصعيد اذا لم تتشكل حكومة وتعمد الدولة الى لعب دورها الكامن في ارساء الثقة خاصة، وكما هو معلوم بأن الحكومة بحسب القوانين هي الجهة التي تدير اللعبة الاقتصادية، وفي ظل غيابها فان الامور “فلتانة” وبحالة من الفوضى لذلك هناك ضرورة ماسّة لتشكيل حكومة اليوم قبل الغد”.