Beirut weather 16.41 ° C
تاريخ النشر April 5, 2025
A A A
جائحة ترامب
الكاتب: البناء

لن يتأخر الأميركيون كثيراً حتى ينتبهوا إلى أن ما يصيب اقتصادهم مع وعود الرئيس دونالد ترامب الوردية باستعادة أميركا العظيمة، هو أسوأ مما أصابهم من قبل، ولن يجدوا للمقارنة إلا بين ما حدث خلال جائحة كورونا وما يحدث مع جائحة أخرى هي جائحة ترامب.
تقول الفاينانشال تايمز إن ما خسرته أسواق المال في وول ستريت خلال يومين قبل أن توضع إجراءات ترامب الجمركية قيد التنفيذ بلغ 5,5 تريليون دولار، وأن الانخفاض الذي أغلقت عليه الأسواق في اليوم الأول من إعلان الإجراءات الترامبية كان 5,5%، والأرقام مرشحة للتضاعف وليس فقط للتزايد مع دخول الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على التجارة العالمية. ويعتقد بعض الشركات الائتمانية أن الخسائر سوف تصل منتصف هذا الشهر مع تطبيق دفعتي الرسوم الجديدة في 5 و10 من الشهر الحالي، إلى 30 تريليون دولار.
جائحة ترامب وضعت مواضيع مثل مشروع إنهاء الحرب في أوكرانيا، وإنهاء حرب غزة، والحرب على اليمن، والتهديد بالحرب على إيران، والطموحات التوسعيّة نحو بنما وكندا والمكسيك وغرينلاند، في منزلة متأخرة، وربما تجعلها في الأيام المقبلة مواد للسخرية أمام هول ما ينتظر الاقتصاد الأميركي، وما حذّر منه رئيس الفدرالي الأميركي من ارتفاع في نسب البطالة والتضخم، وما تحذّر منه تقارير استهلاكيّة أميركية من فقدان سلع وارتفاع أسعار.
يكفي أن تسير الأمور بشكل طبيعيّ لمعدلات التفاقم ما دامت البداية بهذا الحجم الكارثيّ، حتى تكون عشرة أيام كافية لمواجهة مفاعيل دومينو للهلع والانهيار الكارثيّ، لأن القدرة على التأقلم مع الخسائر سوف تكون محصورة بأقلّ من نصف الشركات التي تهاوت أسعار أسهمها، والتي لن يتأخّر بعضها عن إشهار إفلاسه ومنها مصارف كبرى، وعندما يحدث ذلك، سوف تشهد الشوارع الأميركيّة نوعين من الحشود، العمال والموظفين المسرّحين من وظائفهم في شركات أعلنت إفلاسها، وصفوف مودعين ينتظرون أمام مصارفهم لسحب أموالهم. وهنا يبدأ مفعول دومينو الانهيار الكارثيّ.
ترامب يُطمئن الأميركيين بأن ما يجري متوقّع، لكنهم سمعوا كلاماً مشابهاً من الرئيس السابق جورج بوش الابن مع انهيار 2008 وكانت النتيجة بعكس التطمينات.