Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر November 5, 2016
A A A
ثقافة التحكيم في كرة القدم اللبنانية
الكاتب: يوسف برجاوي - السفير

منذ أيام الأسطوانة في القرن الماضي، مروراً بالـ «كاسيت» و الـ «فلوبي»، وصولاً إلى الـ «سي دي»، ما يزال الحديث عن التحكيم في كرة القدم اللبنانية هو ذاته «هيدي تسلل.. لأ مش تسلل»، «هيدي بنالتي.. لأ مش بنالتي»، «هيدي فاول .. لأ مش فاول»، وإلى آخره مما يحدث من أخطاء على أرض الملعب.

وهذا الخلاف بوجهات النظر على تقييم الحالات التحكيمية يسبب في معظم الأحيان بإشكالات على أرض الملعب وفي مدرجات الجماهير وصولاً إلى المنصة الرئيسية وأماكن وجود اللاعبين ومنها إلى الوسائل الإعلامية المختلفة.

هي حالة طبيعية ولا شعورية، عندما ينتفض أي مشجع لمناصرة فريقه حول حالة تحكيمية، كانت صواباً أم خطأً، وكذلك أي مدرب أو إداري أو لاعب على أرض الملعب، رغم ما يحصل من ردود فعل سلبية نتيجة لذلك، وفي أبرزها هيجان الجمهور وبالتالي قيامه بأعمال شغب ترتد نتائجها على ناديه المحبب بغرامات متكررة تكبده مبالغ طائلة من العقوبات التي يفرضها الاتحاد.

مما لا شك فيه، أن الحكم، أيّ حكم، يسعى دائماً إلى بذل جهد كبير خلال المباراة للوصول بها إلى بر الأمان بأقل قدر ممكن من الأخطاء البشرية أو القانونية وهو المطالب باتخاذ قراره بلمح البصر، لكن المدرب والإداري واللاعب والإعلام والجمهور لا يرحمون في بعض الأحيان ويصبّون جام غضبهم على الحكم وحتى في قرار سخيف لا يؤخر أو يقدم.

وما يحصل في لبنان، هو جزء أساسي من طبيعة اللعبة على الصعد كافة، وما يحصل من أخطاء تحكيمية كبيرة في البطولات العالمية الكبرى، وفي البطولات المحلية في أوروبا تحديداً، يفوق في بعض المرات أخطاء الحكام اللبنانيين بكثير، لكن ردة الفعل هناك هي أقلّ من ردة فعلنا.

أما لماذا ذلك التفاوت بين ردود فعلنا وفعلهم، فلا يحتاج إلى فلسفة أو طول تفسير، فهناك توجد ثقافة كروية شاملة وفي طليعتها ثقافة التحكيم، ما يجعل الأخطاء التحكيمية، ورغم فداحتها في بعض الأحيان، خارج ردود الفعل السلبية التي ينتج منها أعمال شغب وغرامات وإيقافات لمدربين ولاعبين.

قال لي أحد حكامنا خلال مباراة أجريت الأسبوع الفائت على أرض المدينة الرياضية، لقد تم توزيع كتيّب التعديلات الجديدة لقانون التحكيم على الأندية للاطلاع عليها، وبالتالي إبلاغ المدربين والإداريين واللاعبين بهذه التعديلات، لكن يبدو وللأسف، أن أحداً لم يكلف خاطره بقراءة هذ الكتيب، والدليل حصول خطأ على لاعب احتسبه الحكم، كانت عقوبته في الماضي بطاقة حمراء، وفي التعديلات الجديدة أصبحت بطاقة صفراء، ما أثار اعتراض اللاعبين في الملعب والإداريين والجمهور في المدرجات (…).

هذا نموذج بسيط من نماذج «ثقافة التحكيم»، فيا حبذا لو يلجأ الجميع إلى قراءة التعديلات الجديدة ما يخلق أجواء مختلفة في الملاعب تنعكس إيجاباً على الجميع.

اللهم إني بلغت.