Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر February 24, 2018
A A A
توقيف صينيَين 15 يوماً بعد ارتدائهما زيّ الجيش الياباني
الكاتب: أ ب

أمرت الشرطة الصينية باحتجاز رجلين 15 يوماً، بعدما نشرا على الإنترنت صوراً لهما وهما يرتديان زيّ الجيش الياباني خلال الحرب العالمية الثانية، في موقع شهد واحداً من أسوأ فظائعها.

وأعلنت الشرطة في مدينة نانجينغ أن هذا الحكم فُرض بعد غضب واسع على الإنترنت، في ما يؤكد حساسية مستمرة لدى الصينيين في شأن غزو اليابان واحتلالها الجزء الأكبر من بلادهم في ثلاثينات القرن العشرين وأربعيناته.

واعتُبر الرجلان، وعمرهما 22 و25 سنة، مذنبين بتهمة «إثارة شجار ومشكلات»، وحُكم عليهما بتوقيف إداري، وهذه عقوبة أدنى مرتبة من السجن ولا تتطلّب محاكمة.

واعتبرت الشرطة أن على «الأفعال الفردية للمواطنين ألا تتحدى كرامة الأمّة وشعبها»، مضيفة: «لا يمكن أي سلوك في الأماكن العامة أو في الفضاء السيبراني، تجاوز القانون». وأشارت إلى أن الرجلين سافرا إلى نانجينغ خلال عطلة رأس السنة القمرية، والتقطا الصور أمام مخبأ استخدمه المدافعون الصينيون عن المدينة، أثناء الهجوم الياباني عام 1937، والذي انتهى بما يُعرف بـ «اغتصاب نانجينغ». وتابعت الشرطة أن الرجلين نشرا الصور على خدمة معروفة للرسائل النصية، ثم أُعيد نشرها على الإنترنت، مثيرة «غضباً وإدانة شديدَين». وحُجب وجها الرجلين في الصورة المنشورة على مواقع إلكترونية، علماً أن أحدهما ارتدى زيّ ضابط وحمل سيف «ساموراي»، فيما ارتدى الآخر لفافة ساق وحمل ما يبدو أنها نسخة لبندقية.

وبعد أكثر من 70 سنة على انتهاء الحرب، بقيت العلاقات مشحونة بين اليابان والصين. ويستمد الحزب الشيوعي الحاكم في الصين الكثير من شرعيته للحكم، من دوره الأسطوري في قتال اليابانيين، الذين واجههم في شكل رئيس القوميون بزعامة تشيانغ كاي تشيك الذي أسّس لاحقاً دولة تايوان. ويعتقد كثيرون من الصينيين أيضاً أن طوكيو لم تُظهر أبداً أي ندم صادق على النزاع الذي أسفر عن مقتل حوالى 15-20 مليون صيني.

وكانت نانجينغ عام 1937 عاصمة تشيانغ التي انسحب إليها مع جيشه بعد الاحتلال الياباني شانغهاي، إثر قتال عنيف من المدافعين الصينيين عن المدينة. وبعد دخولهم المدينة في 13 كانون الأول، شنّت القوات الإمبراطورية اليابانية هجوماً دام 6 أسابيع، تخلّله اغتصاب مدنيين وقتلهم، ونزع سلاح جنود، ونهب، وحرق جزء ضخم من المدينة.

وتؤكد الصين أن 300 ألف شخص قُتلوا في المدينة، لكن تقديرات أخرى تضع رقماً أقلّ بكثير.