Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر October 15, 2023
A A A
تهديد الغرب الخائف لا القوي… والمقاومة بحالة ترقّب
الكاتب: غاصب المختار - الجريدة

يبدو من وقائع الاشتباكات اليومية في جبهات الجنوب اللبناني بين المقاومين لبنانيين وفلسطينيين وبين قوات الاحتلال الاسرائيلي، ومن تفاصيل الاتصالات والمساعي والمواقف الدولية، ومنها موقف وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، أن “وحدة ساحات المقاومة” التي جرى الحديث عنها، ستبقى منضبطة تحت سقف معين، بحيث لا تتجاوز العمليات العسكرية ضرب مواقع للعدو ورد العدو بضرب مواقع أو مجموعات للمقاومة تحاول التسلل إلى فلسطين المحلتة.

الاهتمام الغربي ولا سيما الأميركي بتهدئة الجبهة الجنوبية اللبنانية، ولو ترافق مع تهديدات كما نُقل على لسان وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، خلال زيارته للكيان الاسرائيلي، “بأننا سنتكفل بحزب الله لو فتح الجبهة واهتموا أنتم بغزة”، هو تهديد الخائف لا القوي، أو المستقوي بحاملات الطائرات في المتوسط قبالة شوطىء فلسطين وقرب شواطىء لبنان. والخوف هنا مردّه عدم قدرة الكيان الاسرائيلي على الصمود في جبهات عديدة مفتوحة ضده، وهو المنهار بجيشه ومجتمعه ومستوطناته، وليس خوفاً من عواقب على لبنان في حال حصلت حرب أو مواجهة واسعة تدميرية، بل من تداعيات قد تطال حقول النفط والغاز في البحر التي تحتاجها اميركا لإسكات أوروبا و”رشوتها” للإستمرار في حرب أوكرانيا.

وحسب معلومات موقع “الجريدة” من جهات مطلعة عن قرب على موقف “حزب الله”، فإن “المقاومة في حالة ترقب لمجريات معارك غزة واحتمالات حصول إجتياح صهيوني برّي لها، لكن حتى الآن لم يُتخذ القرار بتوسيع المواجهات عبر الجنوب أو جبهات أخرى”، ولذلك أي خطوة أو عملية عسكرية في الوقت الحاضر ستكون موضعية وحسب المقتضى العسكري اليومي. لكن من دون خرق قواعد الاشتباك المعروفة ما لم تخرقها قوات العدو.

يبقى حسب المتابعين أن الهدف من عمليات المقاومة اللبنانية والفلسطينية من جنوب لبنان على محدوديتها، هو إشغال العدو ومحاولة تخفيف الضغط قدر الإمكان عن غزة، ومنع العدو من حشد قوات اضافية حول القطاع المحاصر، وإبقائه في حالة توتر وقلق واستنفار وخشية على مصير مستوطنات الجليل حتى لا يصيبها ما أصاب مستوطنات غلاف غزة.

ويكفي تبيان ما قاله وزير الخارجية الايرانية من بيروت اليوم السبت، “أن المقاومة هي التي تحدد شروطها بعد وقف العدوان على غزّة، وأنّها وضعت أمامها السيناريوهات المحتملة عند باقي الجبهات، والإعلان عن ساعة الصفر إزاء أي إجراء في حال استمرار الجرائم الإسرائيلية هو في يد المقاومة”.

عدا عما قاله أمس من الخارجية اللبنانية إن “المهم بالنسبة إلينا هو أمن لبنان والحفاظ على الهدوء فيه، وهذا هو هدف زيارتي”.
ويعني هذا الكلام عدم وجود قرار بفتح الجبهات في كل الساحات، أقله في الوقت الحالي، لا سيما بعد الكلام عن طلب أميركي من الكيان الاسرائيلي “تأجيل أو إرجاء الاجتياح البرّي لغزة” والبحث عن ممر آمن من مصر لدخول المساعدات للهاربين من جحيم العدو.