Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر May 4, 2018
A A A
تفضيلي على تحصيلي على أوُنا…
الكاتب: الياس الديري - النهار

إنّها الانتخابات النيابيَّة بعد غياب دورتين. والأصحّ إنّها تجربة انتخابيّة جديدة مسنودة إلى قانون للعجائب والغرائب، ولا نستطيع في كل حال أن نغطس في بحيرات التقدير هنا، والتحليل هناك، والتبصير هنالك.

وقد نصحنا قدامى الخبراء والمعتقين بتحاشي التوغُّل في تفاصيل هذه الانتخابات، تفادياً للسقوط في امتحانات التفضيلي، والتحصيلي، والتكميلي، والنسبي، وما إلى ذلك من المفاجآت التي تحتاج إلى أكثر من مجرّب وحكيم. بحر من الألغاز، والمطبّات، ليس في الإمكان التعرّف إلى جوهرها وأبعادها وغاياتها إلّا بعد صدور النتائج.

وربّما لدى تعداد التعرُّجات التي حالت دون كثيرين أو قليلين من بلوغ الهدف…

إلّا أن الانتخابات بصورة عامّة، والتفضيلي بصورة خاصّة، قد ساهمت في جذب عشرات وعشرينات وخمسينات من المرشَّحين الجُدُد. بل من الشبّان والشابّات، ومعهم أولئك العائدون من غربة موقَّتة أتاحت لهم فرص تعبئة الجيوب والجوارير والحسابات الخاصة في البنوك ممّا شجَّعهم ودفعهم إلى رحاب تجربة الترشيح.

وليكتمل النقل بالزعرور، فُتحت لهؤلاء شاشات البلد كي يدلوا بآرائهم، ببرامجهم، بما عندهم من خُطط وأفكار يُساهم تطبيقها في إعادة الروح إلى لبنان الذي نفض جيوبه إلى الخارج كي يرقَّ عندها قلب الأم الحنون مع واحد وخمسين دولة… و11 مليار دولار مُرفقة بمئتي مشروع للبنى التحتيّة.

للمرّة الاولى تشهد الشاشات مثل هذا الإقبال، ويُتاح للناس العاديّين أن يروا ويسمعوا ويُتابعوا مرشّحين من خارج الجسم السياسي برمّته، ومن البعيدين كل البعد عن النيابة والترشيح… وحتّى التفكير في الأمر.

وإلى هذا الفوج الكبير من المغامرين المُرحَّب بهم، ثمّة أفواج أخرى من الممولين، الذين عادوا إلى “الوطن الرسالة”، خصيصاً ليجرِّبوا حظوظهم مع الترشيح للانتخابات وطلب ودّ النيابة. وهذه الخطوة استُقبلت بالمزيد من الترحيب، حتّى في الصالونات العالية المُرتبة.

في كل حال لا أحد ينتظر “الأوهام” المُعتادة من المجلس الذي ستلده انتخابات قانون التفضيلي وشركاه، وإن كانت الوعود العالية قد أعلنت على الجماهير الغفورة أن العهد العوني سيُشكِّل “حكومته الأولى” من هذه الانتخابات. أي أن العهد سيبدأ “فعلاً” مع نتائج هذه الانتخابات والحكومة التي ستُبنى دعائمها مِمّا جادت به الصناديق.

إذا كان الناس قد فوجئوا حتّى الآن بشيء من الغرائب الواردة في قانون النسبيَّة، فإنّهم قد يقفزون في الهواء حين تبدأ نتائج فرز الأصوات تحمل أسماء جديدة ووجوهاً جديدة. وفي الوقت ذاته يبدأ التراجع باختيار أسماء سياسيّين بارزين. وهكذا دواليك…

على رغم كل ما ورد في سياق هذه “النهاريّات”، فإن القريبين من السلطة وأهلها يتوقّعون مفاجآت على نطاق واسع. وعلى عكس ما يُروِّج له البعض. وقد تكون بذاتها مع نتائجها على طريقة المال يحكي ويصل ويحلم أن يحكم. فالمال في زمن عادي له الصدارة، فكيف إذا توافر في زمن الفاقة؟ ولبنان اليوم، بوضعه وناسه، في قبضة الفاقة.

فهل هي انتخابات العجائب والغرائب؟ تفضيلي على تحصيلي على أُونا