Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر January 29, 2017
A A A
تعميم عن سيارة بيك آب مفخخة لوحتها 1985321
الكاتب: إسكندر شاهين - الديار

هل اعلن التكفيريون «النفير» في لبنان للتعويض عن خسائرهم في الموصل وحلب وبقية المناطق السورية، لا سيما ان الاجهزة الامنية اللبنانية في حربها الاستباقية ضد تنظيمي «داعش» و«النصرة» اصطادت رؤوساً كبيرة وكان اخيرها لا آخرها القبض على احد قادة «داعش» في عرسال المدعو عبد الحكيم امون، اضافة الى افشال العملية الارهابية التي كان سينفذها الارهابي عمر حسن العاصي في مقهى كوستا وتوقيف الارهابي بلال ش. في طرابلس ومصادرة مستودع يحتوي احزمة ناسفة ورشاشات وكواتم للصوت.

الاوساط الضليعة في عالم الامن لا تخفي قلقها من ان يكون لبنان ساحة المعركة المقبلة للتكفيريين من خلال خطتهم الهروب الى الامام لرفع معنويات عناصرهم التي باتت تلامس الحضيض في الميدانين السوري والعراقي، وذلك بايقاظ الخلايا النائمة لهم على الساحة المحلية، واذا كانت بعض الجهات على الساحة الاسلامية تنفي ان يكون في لبنان بيئة حاضنة لـ«داعش» و«النصرة» فان المجريات تدحض هذا الامر، والعمليات الارهابية التي تعرضت لها الضاحية الجنوبية في بيروت منذ اعوام تشير الى ذلك، ولا تستطيع الجهات عينها ان تتظلل بخيال الاصبع لا سيما ان العملية التي نفذتها الوحدة الضاربة في مديرية المخابرات وادت الى مقتل افراد عصابة الارهابي احمد الميقاتي في بلدة عاصون واعتقال المذكور، ان دلت على شيء فعلى ان بعض المناطق في الشمال والجنوب تشكل بيئة حاضنة للفكر التكفيري في عكار وطرابلس وصيدا، ناهيك بالمخيمات الفلسطينية وفي طليعتها مخيم «عين الحلوة» معقل التكفيريين وشهود الزور من الفصائل التي تتقاسم السيطرة على ارض عاصمة الشتات و«تغسل يدها من دوم الصديق».

وتضيف الاوساط ان الرعب الذي عصف بمدينة طرابلس يوم الاول من امس عن وجود سيارة بيك – آب مفخخ تحمل الرقم: 198532/م لونها ابيض وكحلي لم يأتِ من فراغ وجرى تداول تعميم حولها للابلاغ عنها كونها تتحضر لاستهداف مراكز عسكرية وامنية، وربما وفق المعنيين ان الاجهزة الامنية توفرت لديها هذه المعلومات من خلال التحقيق مع احد الموقوفين «بلال. ش» الذي كان يتواصل مع الرقة عبر الانترنت وتلقى اوامر بتنفيذ عمليات ارهابية، ولعل اللافت بمكان ان «داعش» و«النصرة» الفصيلين التكفيريين اللذين غالباً ما يتواجهان عسكرياً في سوريا وجرود عرسال يتكاملان وينسقان سوياً مع بعضهما البعض في «عين الحلوة». فالارهابي عمر حسن العاصي كان الاقرب من الفار شادي المولوي قيادي «جبهة النصرة» في لبنان وضابط الارتباط مع تنظيم «القاعدة» بامرة ايمن الظواهري بقدر قربه من مشغّله شاهين سليمان المبايع لـ«داعش»، ما يشير الى ان البيئة اللبنانية في اوساط التكفيريين تختلف عن البيئة السورية لجهة تعاون المتناقضات التكفيرية بين بعضها البعض، ما يشير الى خطورة المرحلة.

وتقول الاوساط ان الكشف من قبل الاجهزة الامنية عن حزام ناسف في منطقة البداوي الملاصقة لطرابلس قرب المدرسة الرسمية هو مؤشر ليس بحاجة للتفسير كون امير «فتح الاسلام» شاكر العبسي الذي اقام «امارة اسلامية» في نهر البارد واقتلعته تضحيات المؤسسة العسكرية عام 2007 اختبأ 6 أشهر لدى احد المشايخ في البداوي المدعو قاسم حمزة، ولعل اللافت ان جهاز امن الدولة الذي ظلمته السلطات السياسية كان السبّاق في تحقيق انجازات امنية تفوق غيرها بكثير، واخيرها لا آخرها نجاحه في توقيف السوري علي حسين العلي في بلدة الهيشة في وادي خالد مواليد 1980 والدته لوزية، حيث اعترف هذا الارهابي بقتل جنديين لبنانيين في عرسال ويعمل في تصنيع مدافع «جهنم» لصالح التكفيريين السوريين. يبقى السؤال لماذا تختفي من يسمونها «هيئة العلماء المسلمين» وتظهر «غب الطلب» كما حصل في الاول من امس بالاعتصام امام احد المساجد في صيدا؟